فوزي لقجع والمكافأة الملكية!

13 أكتوبر 2023آخر تحديث : الجمعة 13 أكتوبر 2023 - 11:16 صباحًا
admintest
كتاب وآراء
فوزي لقجع والمكافأة الملكية!

يوم واحد فقط مر على بشرى فوز بلادنا بشرف تنظيم نهائيات كأس العالم 2030 بالاشتراك مع إسبانيا والبرتغال، التي زفها الملك محمد الساس للشعب المغربي يوم الأربعاء 4 أكتوبر 2023، ثم عاد جلالته يوم الخميس 5 أكتوبر 2030 إلى استقبال رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم فوزي لقجع بالقصر الملكي بالرباط، وعينه رئيس “لجنة كأس العالم 2030″، معربا له عن رغبته في أن يكون تنظيم هذه التظاهرة العالمية مدفوعا بطموح قوي، ينبني على مشروع قادر على ضمان النجاح الكبير لهذه النسخة.
وبهذا التعيين الملكي السامي الذي خلف ارتياحا وانشراحا كبيرين في أوساط المغاربة، يكون الجالس على العرش قد أقر بكفاءة وجدية الرجل الذي لم يفتأ يبذل قصارى جهده في سبيل تطوير كرة القدم المغربية والنهوض بالأندية الرياضية، وتحفيز المنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها إناثا وذكورا، كما تعبر عن ذلك النتائج الطيبة في عدة بطولات رياضية، مما يكرس مبدأ “الرجل المناسب في المكان المناسب”، خاصة أن سجله المهني والرياضي حافل بالخدمات الجليلة والإنجازات المشرفة، التي تشهد بأحقيته في نيل هكذا مكافآت معنوية، لن تزيده إلا إصرارا على المضي قدما نحو مزيد التضحيات ونكرات الذات.
فقد بصم فوزي لقجع على مسار رفيع المستوى بمداد من ذهب في تاريخ كرة القدم الوطنية والإفريقية، ويحسب له أنه استطاع التوفيق بين مجالين متوازيين، باعتباره فاعلا سياسيا في حزب “الأحرار” وأحد كبار مدبري الشأن الكروي، حيث أنه ومنذ انتخابه رئيسا للجامعة الملكية لكرة القدم في نونبر 2013 خلفا للرئيس علي الفاسي الفهري، وهو يعمل بتفان في تلميع صورة المغرب ومحاولة جعله رقما صعبا في عالم الساحرة المستديرة واللعبة الأكثر شعبية في العالم، وذلك عبر سهره على تنفيذ التعليمات الملكية السامية، ونجاحه غير المسبوق في الاضطلاع بجزء كبير من المسؤوليات المنوطة به، وحرصه الشديد على تطوير كرة القدم المغربية وعصرنتها، دون أن تحد من حماسه تعدد مهامه الوزارية، ولا الحملات الإعلامية المغرضة لأعداء المغرب وخصوم وحدته الترابية.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه وقبل انتخابه رئيسا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، سبق أن انتخب رئيسا لنهضة بركان في شتنبر 2009، مما يعني أنه واحد من عشاق كرة القدم ولم يتم إسقاطه بالمظلة. ولعل ما زاد في انتشار شهرته أنه إلى جانب عضويته في المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم ممثلا لمنطقة شمال إفريقيا منذ مارس 2017، انتخب نائبا ثانيا لرئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” سنة 2019، وأصبح خلال سنة 2021 عضوا فاعلا في اللجنة التنفيذية بمجلس الاتحاد العربي لكرة القدم، ولم يلبث أن حصل في نفس السنة على عضوية مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، وعضوية لجنة الحكامة في ذات الاتحاد ورئيس لجنة المنتخبات الوطنية في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم…
ففوزي لقجع الذي يعد بحق قائدا للديبلوماسية الرياضية حريص على السير بخطى وئيدة نحو تحقيق ما رسمه من أهداف نبيلة، سعيا إلى ترسيخ مجد كرة القدم المغربية، دون الالتفات إلى ما يحاك ضده من مؤامرات للتشهير به وتشويه صورته في جميع المنتديات الكروية، في محاولة يائسة للإطاحة به في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، لأنه يؤمن بالمثل القائل “القافلة تسير والكلاب تنبح”.
حيث أنه لم ينفك يتعرض لمختلف السهام المسمومة، الرامية إلى النيل منه وكبح جماح مسيرته الموفقة للحيلولة دون استمراره في حصد المكاسب الكروية، حيث تم إنشاء آلاف الحسابات الزائفة على وسائل التواصل الاجتماعي، بغرض التشويش عليه وإحباطه بواسطة نشر الكثير من الوسوم ضده، وخاصة بعدما تم طرد محمد روراوة رئيس الاتحادية الجزائرية من قلعة الاتحاد الإفريقي وفوز المغرب بتنظيم كأس إفريقيا للأمم برسم سنة 2025. وتصديه لجميع الخطط الدنيئة والمناورات الخسيسة التي ظلت تستهدف المصالح الرياضية للمغرب. وهي الحملات التي تساعد في الترويج لها بدون جدوى وسائل الإعلام المحسوبة على النظام العسكري الجزائري وطوابير الذباب الإلكتروني والأقلام المأجورة وغيرها من المواقع التي لا تخفي عداءها للمغرب وحقدها على رموزه…
وفضلا عما بات يتوفر عليه المغرب من بنيات تحتية ومنشآت رياضة ذات جودة عالية، ويحظى به من مصداقية في الأوساط الرياضية بإفريقيا وأوروبا، فإن ما يغيظ الكابرانات أكثر هي سلسلة النجاحات التي لم تفتأ كرة القدم المغربية تحققها خلال السنوات الأخيرة، إن بالنسبة للأندية الرياضية أو المنتخبات الوطنية في مختلف المسابقات الرياضية، وكان أبرزها بلوغ “أسود الأطلس” نصف نهائي كأس العالم قطر 2022، الذي كشف عن مدى حقد “العصابة الحاكمة” في الجزائر على المغرب، التي أصرت على منع بث نتائج مباريات المنتخب المغربي، وبلغت بها الخسة حد إقالة مدير تلفزيون عمومي، بسبب مخالفته لقرار المنع…
إننا إذ نهنئ رئيس الجامعة المغربية فوزي لقجع على هذا التكليف الملكي المشرف، فإننا ندعو كافة المسؤولين بوطننا الحبيب إلى محاولة الحدو حدوه، ذلك أن بناء الوطن على أسس متينة ليس بحاجة إلى المفسدين الذين يتهافتون على المناصب والمكاسب، بقدر ما يحتاج إلى شخصيات وطنية تحب وطنها وتبرهن على كفاءتها واستحقاقها للمناصب والمسؤوليات التي تسند إليها، من خلال ما تبديه من جدية في العمل وتحقيق النتائج والإنجازات على أرض الواقع.
اسماعيل الحلوتي

الاخبار العاجلة