إقليم العرائش، البقاء لله …!

12 مارس 2024آخر تحديث : الثلاثاء 12 مارس 2024 - 9:25 صباحًا
admintest
كتاب وآراء
إقليم العرائش، البقاء لله …!

بقلم : عبد القادر العفسي

قال جل ثناؤه في محكم تنزيله بسورة ” فصلت ” : { قالوا لو شاء ربنا لأنـزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون } صدق العلي العظيم ، هي آية توضح مدى الطغيان التي يصل لها إنسان ومدى الجبروت الذي يتلبسه حتى يرفض أي إصلاح أو توجيه …طُغيان و جبروت و آليات تَحكم بحيث تتلبس بأهداف و قرارات نبيلة في ظاهرها و باطنها شرير وشيطاني يروم الحفاظ على الوضع و على أنابيب الضخ الخاصة بالريع و توزيع المغانم و الهموز .. بالفعل هو نقاش أبدي لمن الحاكمية للخير أم للشر؟

فحتى الشرائع الدينية وهي قوانين تحداها البشر و هناك من تحايل عليها أو رفضها ، فما بالك بقرارات بشرية يُقدسها البعض في ظاهره و ينتعلها تحت حذائه في ممارسته كيف من كان يوقعها في تحقير تام لكل الأخلاق و البروتوكولات العلانية التي يُسوقها ..

و حين أن الفساد أضحى مؤسسة قائمة له منظروه و مكاتب دراسات وخطوط تنزيله ، فقد أصبح المنتوج هو مجتمع فاسد وحكامة فاسدة افتقدت فيه الثقة و المسؤولية و الجدية و الوطنية.

إن العرائش التي توفيت مند ما يناهز خمس سنوات الأخيرة حتى قبرها مجهول غير معروف ! هي حاضرة مجهولة في ميزان حسنات التنمية ، هي حاضرة مجهولة من اهتمام مسؤولي الإقليم ، هي حاضرة فقط حين الحديث عن فتوحات المخدرات و عائداتها التي مكنت بارونات الكبار من ولوج محراب السياسة ، هي حاضرة فقط حين الحديث عن الهجرة السرية أو لمص مواردها المالية و الغازية و الفلاحية و العقارية و الرملية و السمكية و المائية .

العرائش التي لها الريادة في سقي حقول المخدرات بشهادة “وزير التجهيز ” و صورة المحركات التي كانت لسنوات تضخ المياه من السدود رغم التوجيهات العليا لصاحب الجلالة بالحفاظ على هذه الثروة المائية، لكن عند أبناء السفهاء لا تهم فاتورة الوطن مادام أن عائدات النعناع الأخضر تكون ب ” اليورو ” في منطقة ” بينلمدينا ” في ” كوستا ديل صول ” ( اسبانيا ) أو عند الشقق الفاخرة قرب جامعة “غرناطة ” أو عند الإقامة الفارهة في الضاحية البلجكية “ببروكسيل ” .

آه عليك يا عرائش فحتى الرقية الشرعية لن تزيل عنك ” التوكال ” والسحر الذي أهضموك إياه فلا صحة هنا و لا تعليم و لا تنمية و لا تشغيل و لا ثروة إلا المكدسة خارج الابناك و في البيوتات والمحافظ، حتى أضحى ليل العرائش طويل تسوده حالة من الخوف واليأس والإحباط تهدُ المجتمع وتُخرب الدولة وتنهك الإدارة.

إن إفساد الحقل السياسي للعرائش لَهُوَ سياسة متعمدة لفتح بيوتات الريع و قنوات ” التدبار ” لصالح مواكب اللقط و العياشة المهللين لفتات الموائد ، فلا انتخابات نفعت و لا تعينات نفعت و لا دراسات و لا تصور موجود … لأن المقود مفقود و ينتظر بما هو موعود بعدما تجاوز كل الحدود و سيصلى نارا كأصحاب الأخدود .

إن المسؤولية و الجدية أمانة أمام الله و امام ولي الأمر و أمام الناس ومن لم يحفظها أو يُقدرها فليرحل.. أم اللعب بمصير ساكنة الإقليم فهو منتهى الاستفزاز، و من يضن أن هذا الصمت هو استقرار اجتماعي و سلم مدني فهو واهم كل الوهم ..لأنه الصمت الذي يسبق العاصفة ، فأبناء الإقليم يتسألون الان و بحدة : أين ثروات الإقليم ؟ أين المشاريع؟ أين المصانع؟ أين المعامل؟ أين الشغل؟ أين لقمة العيش؟ وهم يشاهدون يوميا أناس يغتنون و يزدادون غنا وهم في قعر الجبل يحملون صخرة “سيزيف ” صخرة الحياة.

الاخبار العاجلة