كشفت معطيات إحصائية لدى وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة أن 50 تلميذة وتلميذا نجحوا من السادس ابتدائي إلى السنة أولى إعدادي لم يلتحقوا بعد بالثانوية الإعدادية الزيتون، شمال مدينة أكادير، رغم مرور نحو شهرين على الدخول المدرسي 2022/2023.
وأوضح المصدر ذاته، وفق تأكيدات فاعلين ترابيين ومدنيين من المنطقة، تحدثوا لموقع “أنفاس بريس”، أن كل المجهودات التي تبذلها الأسر والمجتمع المدني تدهب سدى في غياب رؤية مندمجة وتخطيط استراتيجي وتدبيري للقطاع حتى ينعكس ذلك على تحفيز المتعلمين والمتعلمات للالتحاق بأول مستوى دراسي في الاعدادي، مما يعطل كل الجهود ويبخسها، رغم كل شعارات الجودة وتكافؤ الفرص والاستحقاق المرفوعة من قبل البعض”.
وعلق أحمد بلفقير، وهو فاعل تربوي بالمنطقة، بأن الجهود التي يبذلها المجتمع المدني مع الأسر والفاعلين الترابيين المحليين لا تجد صدى لها لدى بعض المسؤولين الذين ألهتهم عمليات أخرى ليست من أولوياتهم رغم من مسؤوليتهم ذلك، فصاروا نشغلين بالمناصب والمواقع، بدل أن يتحملوا مسؤوليتهم الأخلاقية والوظيفية والمهنية من أجل الحرص على توفير كل الأجواء الجيدة لتمدرس المتعلمين في أرياف إداوتنان”.
وعلق المتحدث على ذلك قائلا: ليس تلاميذ اعدادية الزيتون لوحدهم هم الضحايا فعلى مقربة منهم تلميذات وتلاميذ جماعة تيقي، شمال أكادير، بإعدادية الزبير بن العوام، التي كانت نموذجا إلى سنوات قريبة، لتعود اليوم إلى نزيف الهدر المدرسي والتسرب الدراسي، حيث لم يلتحق 45 تلميذة وتلميذا بها منذ شهرين”.
وكان مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة بأكادير قد صرح قبل أيام في ندوة صحفية بأن مؤشرات الجودة ما تزال مستفزة، من دون أن يكشف عن رؤيته لتجاوز هاته الاختلالات العميقة التي تقوض الجهود المبذولة مركزيا وتفرمل مؤشرات التنمية وتواصل نزيف الهدر المدرسي والتكرار الدراسي.
