ورش التعليم الأولي في اشتوكة آيت باها .. جهود لتنمية أحلام الطفولة

7 فبراير 2022آخر تحديث : الإثنين 7 فبراير 2022 - 5:48 مساءً
أشرف كانسي
تربوياتسلايدر
ورش التعليم الأولي في اشتوكة آيت باها .. جهود لتنمية أحلام الطفولة

رشيد بيجيكن

قطع إقليم اشتوكة آيت باها أشواطا مهمة في مجال تعميم التعليم الأولي؛ إذ انخرطت في المجهود الرامي إلى النهوض بالأجيال الصاعدة من خلال توفير الشروط المطلوبة لضمان الولوج إلى المدرسة لكل الأطفال في سن التمدرس بالإقليم، كل من مصالح المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والمؤسسات التعليمية التابعة لها، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وعدد من الجمعيات المدنية والمؤسسات التي دخلت كشركاء أساسيين في هذا المجال.

وبقدر العناية الخاصة التي أولتها الدولة لقطاع التعليم الأولي بتوجيهات من عاهل البلاد الذي اعتبر التعليم الأولي “الأساس الذي ينبغي أن ينطلق منه أي إصلاح للنظام التعليمي، اعتبارا للإمكانيات التي يوفرها للأطفال في اكتساب العديد من الكفاءات الذاتية والقدرات المعرفية”، فقد حقق إقليم اشتوكة آيت باها مؤشرات إيجابية تمثلت أساسا في إرساء نوع من العدالة المجالية في توزيع أقسام التعليم الأولي.

enseignement primaire Province de Chtouka Ait Baha1 - جريدة سوس 24 الإلكترونية

ورغم ذلك، لا تزال عدة رهانات مطروحة على القطاع حتى يساير التوجه العام ويحقق أهدافه باعتباره الدعامة الأساسية لتطوير المنظومة التعليمية عموما، والتخفيف من ظاهرة عدم تكافؤ الفرص في الولوج إلى هذا النوع من التعليم؛ إذ يعد العنصر البشري المحرك الأساس والمحوري في هذا المضمار، فبدون الارتقاء به، ماديا وتكوينيا، لن يستقيم أي مجهود يروم النهوض الحقيقي بهذا النوع من التعليم كمكون من المكونات الحاسمة في تحسين مؤشرات التنمية البشرية بشكل عام.

نجاة، مربية بإحدى وحدات التعليم الأولي بالمنطقة السهلية لاشتوكة آيت باها، قالت إن “مشاكل عديدة ما زالت تكبح مجهوداتنا؛ إذ إن أبرز مشكل نواجهه دائما يكمن في تأخر صرف أجورنا، فدوامة عدم توصل الجمعية المشغلة بالدعم من مؤسسات الدولة أو غيرها، أمر يدخلنا في متاهات نحن في غنى عنها”.

وأضافت: “العديد منا لهن التزامات مادية، وكل تأخر في صرف أجورنا يعمق جراح المعاناة. نأمل أن تنظر الجهات المسؤولة في هذا الأمر بالجدية اللازمة، صونا لكرامتنا وتحفيزا لنا لإنجاح هذا الورش التعليمي الهام وتيسير التفتح البدني والعقلي والوجداني للطفل المستهدف وتحقيق استقلاليته وتنشئته الاجتماعية”.

عبد الرحمان خال، مفتش تربوي بمديرية اشتوكة آيت باها، قال : “التعليم الأولي له وظيفتان اثنتان؛ الأولى تتمثل في إيقاظ الطفل بإخراجه من سياق أسري ضيق إلى آخر اجتماعي واسع، ليكتشف فيه أنماطا أخرى من العلاقات يستأنس بها ثم يتقبلها بما يؤهله للانخراط السلس في التعليم في إطار جماعي وتعاوني. أما الوظيفة الثانية، فهي وظيفة الإعداد للتعليم المدرسي من خلال تزويد الطفل ببعض الموارد المعرفية والمهارية والقيمية البسيطة، القمينة بجعله ينخرط لاحقا في سلك التعليم الابتدائي بشكل سلس وميسر”.

وإمعانا في رصد أهمية وتطور قطاع التعليم الأولي بإقليم اشتوكة آيت باها، كشف عبد الرحمان خال أن التعليم الأولي عرف بالإقليم “طفرة قوية منذ خطاب الملك بمناسبة اليوم الوطني حول التعليم الأولي في يوليوز 2018، حيث كان إرساء هذا المشروع موجها في نطاقين متوازيين؛ الأول خصص لتطوير العرض التربوي بالإقليم وتشجيع الإقبال عليه، وفي هذا الصدد تم فتح العديد من الأقسام المدمجة وحصر البنيات غير المهيكلة وتطويرها لتصير مؤسسات شريكة. هذا الأمر مكننا اليوم من رفع عدد الأطفال المسجلين بهذا السلك إلى ما يناهز 11 ألف طفل، أي أزيد من 70 بالمائة من مجموع الأطفال 4-5 سنوات بالإقليم”.

enseignement primaire Province de Chtouka Ait Baha3 - جريدة سوس 24 الإلكترونية

“أما النطاق الثاني، فقد خصص لرفع جودة العمل داخل فصول هذا السلك التربوي الهام، حيث تمكنا في ظرف سنيتن من قلب براديغم العمل التربوي من العشوائية والفوضى إلى توحيد كل المربيات حول الإطار المنهاجي للتعليم الأولي. لذا، يحق لنا اليوم أن نفخر بكون جميع بنيات التعليم الأولي بالإقليم منضبطة للإطار المنهاجي كوثيقة مرجعية موحدة في هذا السلك”، يورد المتحدث.

وعن بعض التحديات التي لا تزال تواجه تعميم هذا النمط التعليمي الأساس، ذهب المفتش التربوي عبد الرحمان خال إلى كون شساعة الإقليم وغلبة الطابع القروي من أبرز تلك التحديات، وقال في هذا الصدد: “وجود مشاكل متعلقة بالعقار بمؤسسات الجذب كآيت اعميرة، سيدي بيبي… مما يخلق بعض الصعوبات في توسيع العرض التربوي، إلى جانب حركية المربيات، كل سنة تلج القطاع مربيات جديدات وتغادر أخريات، مما يخلق حاجة مستمرة للتكوين، أضف إلى ذلك صعوبات التحكم في الخريطة الخاصة بهذا السلك نظرا لحركية السكان واستقبال بعض الجماعات، خصوصا آيت عميرة، لأطفال جدد من أسر اليد العاملة حديثة الاستقرار بالمنطقة”.

“بطبيعة الحال مازال العمل والاجتهاد مطلوبين أكثر من أي وقت مضى، حيث إن الورش مفتوح على عدة مستويات ونأمل في القريب العاجل التمكن من تغطية جميع مؤسسات الإقليم بأقسام مدمجة للتعليم الأولي، وتمكين المربيات من تكوين متين ورصين يمكنهن من تطوير ممارستهن وفق ما تقضي أهداف التعليم الأولي وخصوصيات الطفولة المبكرة”، يختم المفتش التربوي عبد الرحمان خال.

الاخبار العاجلة