عبد العزيز بوسهماين:
ثمان سنوات مضت على هبوب رياح مشرقية مخيفة على بلادنا فحملت ” أولاد الشعب ” لركوب سفينة مزمجرة اسمها “حركة 20 فبراير ” .
انها الحركة المباركة التي طالبت باسقاط الفساد والاستبداد وأرغمت النظام الذكي على التواضع و الانحناء والاستسلام ، والذي مهـــد ـ بحنكة منقطعة النظير ـ الطريق لحفنة من أبناء جلدتنا لركوب البساط الأحمر والوصول الى كنز ” المخزن ” ، مضيئا لهم السرداب المظلم بفوانيس طالما ظننا أن زيتها لا يَنفُذ وأن زجاجها لا يُكسَر وأن ضوءها لا يُقاوَم ، فسكـنَت الحركةُ وهدأَت السفينةُ ، وقلنا : ” كفى اللهُ المؤمنينَ القتالَ ” ، حاسبين أنفسَنا أننا أحسنا صُنعًا .
فلما استوت السفينة ، و استطاب الركاب المقام ـ وخاصة الربان ـ وبدلوا الزوجة ” بالمدام ” ، وأكلوا من مأذبة اللئام ، غيروا الجلد واللثام ، وبدلوا شعاراتهم ومواقفهم ارضاء للنظام وخوفا على مناصبهم كالنعام …
ولما عادت الذكرى الموؤودة التي كانت لهم بالأمس فرصة كسروا عظام اخوانهم ولم تأخذهم بهم أخوة ولا رحمة ..
فضربوا وحقروا و وجرحوا ، بكل وحشية ، مدرسين كانوا مثلهم بالأمس لا لشيء الا لأنهم يرفعون نفس الشعارات ويناضلون من أجل نفس الحقوق التي كانوا هم يتغنون بها بالأمس باستعمال حناجرنا .
انهم سارقون ، سرقوا الثورة و سكنوها وصنعوا لأنفسهم الثروة ..فلم تعد تسمع لهم لا همسا ولا ركزا ..
انهم قاتلون ، قتلوا الحركة بدم بارد ، وقتلوا ما كان قد تبقى فينا من عزة وكرامة وقيمة ..
انهم خائنون ، خانوا العهود والوعود واختلقوا العقود التي لم تكن في سابق العهود ..
انهم زائلون ، ذلك بما كسبت أيديهم ، فتبا لهم …