حديث “بريكسي”

29 أغسطس 2023آخر تحديث : الثلاثاء 29 أغسطس 2023 - 2:35 مساءً
admintest
كتاب وآراء
حديث “بريكسي”

بقلم: عزيز لعويسي

لا الأمل ولا الرجاء، ولا التودد والاستعطاف والتملق للرئيسين الروسي والصيني، بل ولا حتى طلب المساهمة بمبلع مليار ونصف المليار دولار في بنك بريكس، شفعوا لتبون وصحبه، للظفر بورقة انضمام الجزائر إلى المجموعة الاقتصادية الناشئة، أو على الأقل التكرم عليها بصفة “عضو ملاحظ”؛

وبقدر ما اشتدت رغبة النظام وتعالت أصوات الأبواق المطبلة له، بقدر ما كان السقوط مدويا و الانتكاسة بطعم المأساة، بعدما تم الإعلان عن أسماء الدول الست المدعوة إلى الالتحاق بركب “بريكس”، ما عدا الجزائر، التي جعل تبونها، من موضوع الانضمام، مسألة وجود ما لم نقل مسألة موت أو حياة؛

ولم تتوقف “كرة ” هذا النظام المتهور، عند حدود ضرب عارضة “بريكس” وتجاوزها لرقعة الميدان، بل أعقبتها بطاقة حاملة لألوان الألم والقسوة، أشهرها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الذي قطع الشك باليقين، بعدما أكد في مؤتمر صحفي في ختام قمة “بريكس”، أن توسيع المجموعة تحكمت فيه معايير “هبة الدولة” و”مواقفها على الساحة الدولية”؛

ما صرح به الوزير الروسي، كان بمثابة رصاصة الرحمة على صدر نظام عدائي لا “هبة” ولا “وزن” ولا “مواقف” له، ماعدا ما يدعيه من ادعاءات وأكاذيب، وما يتظاهر به من فنتازيا وغرور وأنانية مفرطة، وما يسيطر عليه من مشاعر الحقد والضغينة والكراهية للمغرب ووحدته الترابية، وما يتحكم فيه من عناد ومزاجية في علاقاته ببلدان الجوار؛

تصريح صادم كشف عن عورة هذا النظام العدواني، الذي بات أكبر معرقل لعجلة البناء والنماء بالمغرب العربي، وأكبر مهدد للأمن القومي العربي، وتحول إلى ما يشبه “الجائحة” التي تهدد أمن واستقرار ووحدة إفريقيا، وتمنعها من فرص النهوض والتنمية والازدهار، ومؤامرته الحقيرة بمعية جنوب إفريقيا للترويج المفلس لجمهورية “البطاطيش” على هامش “قمة بريكس”، ما هي إلا مناورة حقيرة، لنظام تائه، يقود نفسه نحو الإفلاس والهلاك، بإصراره الأعمى والغبي، على احتضان الوهم والسراب، دون أن يدرك أن”المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها”، أو يستوعب أنه خسر كل الرهانات في نزاع مفتعل، إلا رهان “جمهورية كرطونية” تمضي به، إلى حصد المزيد من الإخفاقات والهزائم والانتكاسات…

قمة “بريكس” التي كانت جنوب إفريقيا مسرحا لها قبل أيام، وما تخللها من ممارسات “كابرانية – جنوب إفريقية” عدائية للمغرب ووحدته الترابية، ما هو إلا حلقة من حلقات مسلسل كابراني “عدائي” للمغرب ووحدته الترابية، ونرى حسب تقديرنا، أن الأوان قد آن، لوضع حد لهذه المهزلة التي لايمكن البتة أن تستمر عجلتها في الدوران إلى ما لا نهاية له، ولابد من استعجال المرور إلى مرحلة “الطي النهائي لهذا الملف”، عبر الرهان على ما هو متاح من الأدوات القانونية والدبلوماسية والواقعية، من أجل طرد الكيان الوهمي من الاتحاد الإفريقي، وإعلانه جماعة إرهابية مهددة للأمن والسلم الإقليميين، بالموازاة مع المضي قدما في اتجاه سحب ملف هذا النزاع المفتعل من الأمم المتحدة، وقبل هذا وذاك، الرهان على الانخراط في المزيد من الشراكات والتحالفات الاستراتيجية، لتقوية الطاقات والقدرات الاقتصادية والتنموية والأمنية والاستراتيجية، والاستمرار في جعل ملف الصحراء “نظارة المغرب على العالم” و”معيارا لقياس مدى صدق الصداقات ونجاعة الشراكات”.

الاخبار العاجلة