بعد تخفيف قيود الجائحة .. سوس تستعيد طقوس شهر رمضان الفضيل

25 أبريل 2022آخر تحديث : الإثنين 25 أبريل 2022 - 3:54 مساءً
أشرف كانسي
أخبار سوسسلايدر
بعد تخفيف قيود الجائحة .. سوس تستعيد طقوس شهر رمضان الفضيل

رشيد بيجيكن

عاد سكان سوس خلال شهر رمضان الجاري إلى إحياء عدد من العادات والطقوس المرتبطة بهذا الشهر؛ فبعد سنتين اتسمتا بوضعية وبائية استثنائية مرتبطة بتفشي فيروس كورونا، توقف فيها عداد كل العادات والطقوس الرمضانية، الدينية منها على الخصوص.

لم يتصور أحد أن تفضي وضعية تفشي فيروس كورونا إلى قطع الوصال والوصل مع العادات الدينية المرتبطة بشهر رمضان المبارك، من أبرزها ارتياد المساجد لأداء صلاح التراويح أو حتى الصلوات الخمس، فضلا عن تنظيم موائد الرحمان والأنشطة والمسابقات الدينية في تجويد القرآن ودروس الوعظ والندوات والمحاضرات وغير ذلك؛ بل أكثر من ذلك، شهدت السنة الأولى من تفشي الجائحة حظر التنقل الليلي.

وفي هذا الصدد، قال محمد بنتاجر، الأستاذ بجامعة ابن زهر بأكادير، إنه “وبعد سنتين من الأزمة الصحية غير المسبوقة المرتبطة بتفشي فيروس كورونا، عادت الأجواء الرمضانية التي ينتظرها المغاربة كل عام، ومعها عادات وتقاليد أسرية كثيرة اعتادوا عليها منذ سنوات”.

وأضاف الأستاذ الجامعي: “استقبل المغاربة شهر الصوم هذا العام بكل طقوسه المعتادة قبل تفشي كورونا، واستطاعوا في ظل انحسار الجائحة أداء صلاة التراويح في المساجد للمرة الأولى منذ عامين، وإحياء صلة الرحم وأعمال الخير ومبادرات التضامن والتكافل الاجتماعي وكل ما يرتبط برمضان في الذاكرة الشعبية المغربية من تقاليد وعادات متنوعة”.

ولأن سوس لا تختلف كثيرا عن باقي مناطق المغرب من حيث الطقوس المجسدة لروح شهر رمضان، فقد أورد محمد بنتاجر أنه “إلى جانب ميزات الأجواء الروحانية للشهر وطابعه المميز في المغرب، حيث يحتفظ الناس بعاداته وتقاليده التي لم تتغير أو تندثر مع مرور الزمن، وهي التي تجسد قيم التسامح والتضامن في حياتهم، استعاد هذا العام أجواء المبادرات الاجتماعية والإنسانية وتنظيم موائد إفطار الصائمين أو توزيع المواد الغذائية على الفقراء بهدف تعزيز التكافل والتضامن بين كل أفراد المجتمع”.

وفي سوس، تابع الأستاذ الجامعي تصريحه، فقد “رجعت العادات الغذائية المتجذرة بقرى وجبال سوس، والتي عادت بقوة وخاصة بعد جائحة كورونا، حيث إن المعتاد بهذه المناطق هو الأهالي يعتمدون على وجبات غنية بعناصر غذائية تعزز وتقوي المناعة وتقاوم الجوع والعطش خلال نهار رمضان؛ وأبرزها الكسكس المعد من القمح وخليط دقيق البندق مع الحليب أو اللبن أو الماء المعروف بـ”المريس”، والدجاج البلدي والكسكس بالخضر وزيت الأركان وأنواع الحريرة خاصة المصنوعة من الشعير أو الذرة، دون إغفال طواجين لحم المعزي”.

أما عن الطقوس الأخرى التي تشهدها مناطق سوس فقد “رجع السمر الليلي وخروج الناس للتجول بعد صلاة التراويح والتبضع في المدن، إلى جانب عودة الأنشطة الثقافية بدور الشباب والمؤسسات التربوية وكذا تنظيم دوريات في كرة القدم بجميع المناطق الحضرية والقروية وحتى الجبلية النائية، كما تنشط الملتقيات الدينية المهتمة أساسا بتنظيم مسابقات في ترتيل وتجويل القرآن الكريم والأحاديث النبوية. أما المساجد فتكون مملوءة عن آخرها للصلاة والاستفادة من دروس الوعظ والإرشاد والتوجيه الديني”، أفاد المتحدث.

وفي السياق ذاته، تابع الأستاذ الجامعي أنه في المجال الديني والأجواء الروحية “فرمضان الحالي جلب معه الفرج وأعاد المميزات الروحانية الخاصة بطقوس كثيرة يتميز بها الشهر الكريم، وفي مقدمتها صلاة التراويح في المساجد والقيام والتهجد ومجالس الذكر، وما يرافق ذلك من أجواء إيمانية، والإفطار الجماعي ويكتسب رمضان قدسية وأهمية كبيرتين لدى أهل سوس، خاصة والمغاربة عامة، فهم يستبقون حلوله عادة بتهيئة بيوت الرحمن للمصلين والإقبال عليها بشكل كبير بعدما سمحت السلطات بأداء صلاة التراويح في مختلف مناطق المغرب”.

واستطرد الأستاذ بجامعة ابن زهر بأكادير قائلا: “بدأنا فعلا نشعر بعبق روحانية الشهر المبارك في ربوع حياتنا من جديد، إذ عادت الحياة كذلك إلى المدارس العلمية العتيقة، هذه القلاع الحصينة بسوس منارة للعلم والمعرفة الدينية والدنيوية، وفضاءات مارست وما زالت تمارس وظائفها في تحصين القيم وحماية الأخلاق والحفاظ على خصوصيات الهوية المغربية وثوابت الأمة ومقدساتها، بعدما سمحت تحسن الظروف الوبائية بفتحها من طرف الوزارة الوصية والسلطات المختصة، حيث تقام الدروس الوعظ والإرشاد ومسابقات تجويد القرآن بها وبمؤسسات التعليم العمومي ومع المجتمع المدني بتنسيق مع المجالس العلمية، دون أن ننسى أجواء ليلة القدر التي ستكون متميزة بقيام المناسبات التي تتخللها السلكات القرآنية والأمداح النبوية على غرار الأعوام الماضية وإحياء عادة المعروف لتناول الطعام والدعاء لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده وللوطن بالحفظ والصون”.

الاخبار العاجلة