أسود الأطلس يروضون الفهود ويعبرون إلى مونديال قطر

30 مارس 2022آخر تحديث : الأربعاء 30 مارس 2022 - 12:50 مساءً
admintest
كتاب وآراء
أسود الأطلس يروضون الفهود ويعبرون إلى مونديال قطر

بقلم : عزيز لعويسي

بعد كبوة المونديال الإفريقي الأخير، نجح أسود الأطلس في انتزاع ورقة المرور إلى مونديال قطر 2022، بعد الإطاحة بفهود منتخب الكونغو الديمقراطية في إياب مباراة السد الفاصلة، التي جرت تفاصيلها بالمركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء مساء يوم الثلاثاء 29 مارس 2022، وذلك بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدف يتيم، دون احتساب نتيجة مباراة الذهاب بملعب الصداقة بالعاصمة كنشاسا، والتي انتزع فيها الأسود تعادلا ثمينا عبد الطريق إلى المونديال القطري.

صحيح نجحنا في كسب ورقة التأهل للمرة الثانية على التوالي إلى نهائيات كأس العالم، التي ستجرى لأول مرة فوق ملاعب عربية، لكننا لم نصل بعد إلى إدراك منتخب وطني قوي وشرس تكتيكيا وتقنيا ومهاريا، يقوي الإحساس بالثقة والاطمئنان، في ظل عدم استقرار المستوى وعدم نجاعة بعض الاختيارات التكتيكية وضعف الأداء والمردود العام لبعض اللاعبين الذين لم يقدموا الإضافة المرجوة.

فرحة الظفر بورقة المرور إلى المونديال العربي، لا يجب أن تحجب عنا شمس الحقيقة المقلقة، فهناك أسئلة مرتبطة بالخيارات التكتيكية للمدرب، وبالاستمرار في عملية الرهان على بعض اللاعبين الذين أبانوا عن تواضعهم أو عدم جاهزيتهم، مقابل إبعاد بعض اللاعبين الذين لهم مكان في المنتخب، وأسئلة أخرى ذات صلة بالمناخ العام ليس فقط داخل عرين الأسود، بل وحتى على مستوى الجهاز الوصي على كرة القدم المغربية.

تحقق المهم إذن، لكن اللحظة، تقتضي تقويم الاعوجاجات تقنية كانت أو تكتيكية وإعادة النظر في اختيارات بعض اللاعبين، وفسح المجال للاعبين آخرين قادرين على تقديم الإضافة التي تنتظرها الجماهير الكروية العريضة، لأن الهدف ليس المشاركة في نهائيات كأس العالم، بل والتوقيع على مشاركة ناجحة، تضمن على الأقل مرورا سلسا إلى الدور الثاني الذي استعصى علينا لعقود طويلة، خاصة وأن المونديال سيجري في أجواء وطقوس عربية غير مسبوقة في تاريخ كأس العالم.

اللحظة تقتضي أيضا، الاستمرار في الرهان على سياسة البنيات التحتية الرياضية من ملاعب بمواصفات دولية ومراكز تكوين، والمضي قدما في اتجاه تطوير واقع الممارسة الكروية عبر الارتقاء بالمستوى التدبيري للأندية الوطنية والعناية بالرياضة المدرسية، بالشكل الذي يؤسس لبيئة رياضية ناجعة قادرة على صناعة المواهب الكروية، التي من شأنها الإسهام في توهج وإشعاع كرة القدم المغربية عربيا وإفريقيا ودوليا.

وفي جميع الحالات، لايسعنا إلا أن نثمن زئير الأسود في قلب مركب محمد الخامس، وترويضهم لفهود الكونغو الديمقراطية الذين لازالوا يحلمون بمشاركة مونديالية طال أمدها، وإذا نجحنا اليوم في امتحان الكونغو، فهناك معركة شرسة تنتظرنا بملاعب قطر في إطار العرس المونديالي العربي، وبدون شك، سنكون وجها لوجه، أمام منافسين من العيار الثقيل، مواجهتهم تفرض المزيد من الاستعداد والجاهزية والرهان على أسود يتملكون أسلحة القوة والقتالية والجرأة والشراسة والبسالة والمهارة والإبداع، ولا يمكن إلا أن نتحلى بدرجات عليا من الأمل والتفاؤل في المستقبل، والثقة في هذا المنتخب الوطني الذي كسب التحدي وكان في الموعد …

الاخبار العاجلة