جريمة غامضة بتارودانت.. “عماد” اغتصب وقتل في يوم رمضاني

22 أكتوبر 2022آخر تحديث : السبت 22 أكتوبر 2022 - 8:46 مساءً
أشرف كانسي
حوادثسلايدر
جريمة غامضة بتارودانت.. “عماد” اغتصب وقتل في يوم رمضاني

أمينة المستاري

في أحد أيام رمضان 2020، كانت ظروف الطوارئ الصحية لا تسمح لساكنة جماعة إيمولاس بتارودانت كما المدن بالبقاء خارج بيوتهم بعد السادسة، بسبب وباء كورونا، إلا أن القاصر عماد، الذي لم يتجاوز 14 ربيعا غادر بيته قبل ذلك ووعد والدته بالعودة قبل حلول وقت منع التجول.

لكن انتظار الأم والأسرة طال، فلم يعد عماد، بل ترك أهله وأصدقاءه بالدوار الصغير مشدوهين من هول الصدمة، بعد العثور عليه جثة هامدة، وترك حسرة وألما في قلوبهم لا تكاد تنسيهم الشهور ابنهم وصديقهم الذي خرج ولم يعد.

كان اليوم يوم جمعة، خرج عماد الذي يتابع دراسته بالإعدادي، ليتمشى ويقضي بعض الوقت قبل أذان المغرب، كان نشيطا محبوبا من أهله، يحب التنقل بين الحقول، وكان يعود إلى بيته قبل بدء حالة الطوارئ، لكن في ذلك اليوم طال الانتظار، مما جعل أهله يتوجسون من سبب غيابه، فلم يكن أهل الدوار يحبون البقاء خارجا عند حلول ساعة منع التجول.

تناولت الأسرة طعامها ذلك اليوم على مضض، لظنها أن عماد ربما قصد أحد أصدقائه لتناول طعام الفطور لديه، وبعد الانتهاء من الأكل ساد الترقب لوصول عماد لكن دون جدوى.

انتابت الأسرة الهواجس وبدأت عملية الاتصالات الهاتفية بالأهل والأصدقاء لكن لا أحد شاهد عماد، واضطر الأب للخروج والبحث إلى أن أحس بالعياء، فتوجه نحو مركز الدرك للتبليغ عن اختفاء فلذة كبده.

لم يذف أفراد الأسرة طعام السحور فالكل قلق، وتوافد بعض الأصدقاء على المنزل رغم حالة الطوارئ للسؤال عن آخر المستجدات، لكن دون فائدة، فعماد لم يعد.

بدأت عملية البحث في أرجاء الدوار وخرج الأصدقاء للبحث عن صديقهم، وقام الدرك بعملية تمشيط للمنطقة لكن لا أثر يذكر لعماد، وساد جو من الحزن الدوار، فيما لم تتوقف الأسرة عن البحث، قبل أن يصل الخبر المشؤوم بعد ثلاثة أيام من اختفاء الطفل.

كان بعض شباب الدوار يقومون بالرعي بوادي اسوال، في يوم الأحد، توجهوا بأغنامهم إلى المنطقة كعادتهم، وقضوا الساعات يتنقلون من مكان لآخر، وفي طريق عودتهم إلى الدوار من أجل الوصول قبل وقت الإفطار،  أثار منظر جثة مسجية على الأرض انتباههم، فتوجه أحدهم لاستطلاع الأمر، ليجد الطفل عماد الذي اختفى عن الدوار مضرجا بدمائه بين الصخور بمنطقة إكنزا دي منصور، وقد بدت عليه آثار ضربات على رأسه.

هرول أحدهم مسرعا نحو الدوار وهو يصرخ: “لقينا عماد مقتول “.  اقشعرت أبدان بعض الساكنة وهرعوا إلى بيت القاصر لإخبار الأسرة، ومن تم عناصر الدرك الملكي التي انتقلت إلى مكان تواجد جثة الطفل، للتأكد من هويته وأن الأمر يتعلق فعلا به.

تعددت السيناريوهات حول مقتل عماد، بعد تحويل الجثة إلى مستودع الأموات من أجل التشريح، خاصة وأن الجثة ظهرت عليها علامات اعتداء جنسي، وافترضت عناصر الدرك أن الضحية ربما تعرض لاغتصاب، وأن القاتل وحتى لا يتم التعرف عليه في حالة بقي الضحية على قيد الحياة قام بضربه على رأسه وقتله، لطمس أي دليل ضده.

مضت الشهور ولم يتوصل الدرك لمعرفة هوية القاتل، فقط عماد حمل اسم قاتله إلى دار البقاء، وطويت القضية وسجلت ضد مجهول، لتنضاف إلى قائمة الجرائم البشعة التي تمت بشكل “كامل”.

الاخبار العاجلة