تعجيل صرف رواتب الموظفين: مزايا وتخوف

على غير المعتاد عمدت الحكومة المغربية إلى صرف رواتب الموظفين قبل منتصف الشهر، إجراء انقسم في تقييمه المتلقون، منهم من لمس فيه الزاوية الاجتماعية للدولة، لما قد يتيحه من تمكين الموظفين من أداء شعيرة التقرب إلى الله عز وجل بالأضحية وحفظ ماء وجه الموظف تجاه الأسرة والأبناء و الجيران وباقي المجتمع من كل ما قد يمس بكرامة هذا الكائن ومكانته التي قد تهتز جراء عدم اقتناء كبش كالأكباش، ومنهم من تلقى الخبر بحذر وتخوف وهو التيار الذي يمثله العقلانيون أصحاب الفكر الاستشرافي، من الذين وقفوا على حقيقة صرف الأجرة الموالية لن تكون إلا بعد انقضاء خمسون يوما بالتمام والكمال، الأمر الذي أدخلهم من الآن في البحث عن خطة تدبيرية تجنبهم الوقوع في الاقتراض!
وحتى لا نحرم الفئة الأولى من فرحة تعجيل الراتب وبغية تطمين الفئة الثانية وإزالة القلق وهم التفكير في ما لم يقع بعد من تبعات تعجيل الأجرة من جهة الذي يستتبعه بالضرورة تأجيلها من جهة أخرى، نرفع إلى حكومة بلدنا العزيز توصية عملية من شأنها أن تحقق حكمة الخطوة الاجتماعية المتبناة ألا وهي “العودة التدريجية إلى موعد صرف الراتب” وأن تعمد الحكومة إلى صرف راتب شهر يوليوز المقبل في اليوم 20 من الشهر وصرف راتب غشت في يوم 24 من الشهر على أن تتحقق العودة لموعد صرف الراتب خلال شهر شتنبر أو أكتوبر القادم.
يونس شهيم