السعيد العسري:
في أطار الانفتاح على تجارب تربوية لمتصرفين تربويين، وربط التكوين النظري بالواقع وتحدياته، نظم الفرع الإقليمي بالعرائش، التابع للمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين طنجة تطوان الحسيمة، صباح يومه الاثنين 28 نونبر 2022، لقاء تكوينيا حول تدبير الموارد البشرية، لفائدة الأطر الإدارية المتدربة.
اللقاء الذي أطره السادة المتصرفين: يونس التجاني، ورشيد بونجمات، وهشام الكنوني، ومصطفى اصغير، حضره كل من السيد عبد اللطيف مكاتب، مدير الفرع الإقليمي لمهن التربية والتكوين بالعرائش، ومكون مجزوءة تدبير الموارد البشرية بهذا الفرع، الأستاذ عبد السلام الشناك، والأطر الإدارية المتدربة بالفرع فوج 2022-2023.
في بداية اللقاء، رحب السيد عبد اللطيف مكاتب بالمتصرفين التربويين، شاكرا إياهم على حضورهم لتأطير هذا اللقاء، كما دعا الأطر الإدارية التربوية المتدربة لاستغلال اللقاء لإغناء رصيدهم، واكتشاف المهمة المنتظرة منهم مستقبلا، معتبرا بأن المدير التربوي يجب أن يكون عنصرا فعالا ونشيطا، لا يقتصر على الأعمال الإدارية الروتينية، بل يجب أن يكون عنصرا ديناميكيا، يتواصل ويشارك، ويبادر.
أما الأستاذ عبد الله الشناك، فقد اعتبر اللقاء يندرج في الجانب العملي لمجزوءة تدبير الموارد البشرية، محييا السادة المتصرفين التربويين، وشاكرا لهم على تلبية الدعوة لتأطير اللقاء.
وفي عرض للسيد مصطفى اصغير، تطرق للإطار القانوني لتدبير الموارد البشرية، من خلال تحديد حقوق وواجبات الموظفين، ووضعياتهم والنظام التأديبي، ومذكرا ببعض النصوص التنظيمية والتشريعية، ناهيك عن سرد مدارس علم التدبير، ووظائف وطرق التدبير الحديث للموارد البشرية، من تخطيط وتنظيم وتنسيق، وتوجيه، ومراقبة وتتبع، بالاعتماد على أسلوب التدبير بالنتائج والتدبير بالأهداف والتدبير بالمشاريع، خاتما مداخلته بالدعوة للتدبير القيادي عوض التدبير التقليدي السلطوي، من خلال الإشراف والتتبع، وتقييم الأداء الوظيفي، واعتماد التحفيز وبناء العلاقات الإنسانية، والتي قال بأن لها دور مهم في القضاء على العنف، سواء بين التلامين فيما بينهم، أو بين التلاميذ والأساتذة، أو بين التلاميذ والمؤسسة، وبرمجة التكوين الأساس والمستمر، ونشر ثقافة العمل بالمشروع، ورقمنة الإدارة.
في حين تطرق السيد يونس التجاني في مداخلته لظهور مفهوم تدبير الموارد البشرية، قائلا بأنه ظهر مع الثورة الصناعية، وما عرفته من تزايد عدد العمال وازدياد الصراعات فيما بينهم، مما استدعى ضرورة الاشتغال على حلها، ولعب دور الوساطة، لزيادة الانتاج وتجويده. كما تطرق كذلك إلى وظائف الموارد البشرية وأهدافها.
أما السيد رشيد بونجمات، فقد تناول في عرضه لمحطات تدبير الموارد البشرية، بداية بضرورة الاعتماد على المرجعيات المؤطرة، كالمقرر الدراسي لوزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، لتنظيم السنة الدراسية، بالإضافة للمذكرات الوزارية والأكاديمية والإقليمية، وذلك لتحصين القرار الإداري، حتى لا يكون محط طعن. كما اعتبر أنه على الإداري ضرورة العمل على الرفع من أداء موظفي المؤسسة، والارتقاء بجودة التعلمات، والنهوض بالبيئة التعليمية. وأضاف أن المدير ملزم بإجراءات تتمثل في التدبير الجيد للفائض والخصاص من الموظفين، بالاعتماد على المراجع القانونية وليس على الاجتهادات، محيلا على المذكرة الوزارية 15/056 الصادرة بتاريخ 06 ماي 2015، وبالاعتماد على المذكرة 39 الصادرة بتاريخ 06 فبراير 1981، في شأن إعداد التنظيم التربوي، الذي يقوم فيه المدير بتوزيع أطر التدريس، استنادا لاعتبارات إدارية وتربوية واجتماعية، غايتها جعل المتعلمات والمتعلمين في قلب الاهتمام والفكر والفعل، وتحسين جودة التعلمات، وتحقيق أعلى درجة ممكنة من المردودية بالمؤسسة، وضمان الاستقرار الأفضل للمدرسات والمدرسين.
في حين، قدم السيد هشام الكنوني عرضا تنظيميا حول منظومة التدبير المدرسي مسير، ومنظومة الإحصاء المدرسي ESISE، مجيبا على تساؤلات السيدات والسادة الأطر الإدارية المتدربة، بإجراء تطبيق عملي على بوابة المنظومتين بشكل مباشر.
وفي الأخير تم استعراض وضعية إدارية، تمت مناقشتها بشكل جماعي، وكانت فرصة للأطر الإدارية لتقييم معارفهم السابقة، ومعالجتها.
وقبل ختام هذا اللقاء التكويني، تم توزيع شواهد التقدير والشكر على السادة المتصرفين المؤطرين، والذين أعلنوا أنهم رهن إشارة الأطر المتدربة.
