نوادر مخطوطة من مكنونات الخزانة السوسية بالمغرب، كشفها الباحث محمد علوان، في ندوة عن الذكرى التسعمائة لرحيل القاضي الأندلسي أبي بكر ابن العربي.

وخلص الجامعي، في كلمته الجمعة، بندوة نظمها مركز جاك بيرك للأبحاث في العلوم الإنسانية والاجتماعية بالرباط، إلى أن “الخزانة السوسية كبيرة ومتعددة، ولا تقل أهمية عن المخازن المشهورة بالمدن العلمية في المغرب وغيره”.

وتابع علوان، في عرضه، مقدما نماذج وقف عليها من “النوادر الأندلسية بخزانات سوس”، قبل أن يسجل أن هذه الخزانة ما زالت “تحتاج استكشافا وبحثا ورقمنة”؛ لأن منها “مخطوطات لا نظير لها”، بمناطق من سوس، في نواحي تارودانت، وتيزنيت، وأكادير، وغيرها من الحواضر السوسية.

وفي العرض نفسه، قدم الباحث صورا لهذه المخطوطات، مثل ديوان ابن العطار، في “نسخة أندلسية قديمة جدا على ورق شاطبي، في آخرها رسالة لابن الفخار، فيها إصلاح الغلط في وثائق ابن العطار، بخط أندلسي”، وهي “نسخة فريدة”.

ومن بين الأمثلة التي أوردها المتحدث رسالة، بخط مغربي، في شرح الأبيات الكِندية، لابن الفضل ابن علي المعافري الغرناطي، المعروف بابن الفضيلة.
ومن بين نوادر المخطوطات بخزانات سوس الخاصة والعامة، كتاب عن مناجاة الأنبياء والأولياء والتابعين والزهاد، مكتوب على ورق شاطبي وردي، بفصول باللون الأسود، ألّف للخليفة المرتضى الموحدي.

وتضم المخطوطات أيضا شروح جمل الزجاجي الأندلسي، لأبي عبد الله المرسي، الذي كان من أعلام القرن الثامن؛ وهو مخطوط، بالخط الأندلسي، منسوخ عن الأصل المكتوب بمدينة تَدِنِّسْت، التي كانت بحاحا.

ومن النوادر التي ظهرت مؤخرا، وفق المتدخل، مخطوط من تصنيف الأشيري، بخط مغربي، منسوخ عن الأصل المكتوب بإشبيلية.

وحول كتب القاضي ابن العربي، وما ينسب إليه، بالخزانات السوسية، ذكر الباحث رسالة في الكلام على مشكل حديث السبحات، بخط مغربي متأخر، وهو مخطوط “فيه ما يدل على التصحيح والمقابلة، في الحواشي”.

كما ذكر السفر الثاني من “كتاب أحكام القرآن”، المخطوط بـ”خط أندلسي دقيق”، مُيّزت فيه رؤوس المسائل بلون أسود غليظ.

وعن الرسائل المنسوبة إلى ابن العربي، خطأ، بسوس، قال محمد علوان إنها “كثيرة جدا”، وخص بالذكر “مختصر السيرة”، وأضاف: “لا أدري لم توجد بكثرة، وعدد لوحاتها قليلة، وعندما نبحث نجدها السيرةَ لابن فارس”.

ومن المخطوطات، أيضا، السفر التاسع من كتاب “واضح السبيل” للقاضي ابن العربي، ونسخة أخرى من المؤلّف نفسه خاصة بسوس، ومختصر الناسخ والمنسوخ، والأمد الأقصى في شرح أسماء الله الحسنى.

وفي ختام عرضه، أكد الباحث محمد علوان أن هذه المخطوطات جزء فقط اختار تقديمه؛ “للدلالة على أن الموجود في خزائن سوس مهم، ويحتاج فقط التنقيب، والكشف، والبحث عن النفيس”.