أميمة قرقاب أيقونة العمل الاجتماعي بالقليعة ضواحي اكادير في خدمة الفئات الاجتماعية الهشة

23 مارس 2021آخر تحديث : الثلاثاء 23 مارس 2021 - 5:22 مساءً
أشرف كانسي
أخبار سوسسلايدر
أميمة قرقاب أيقونة العمل الاجتماعي بالقليعة ضواحي اكادير في خدمة الفئات الاجتماعية الهشة

أضحت الشابة أميمة قرقاب، الفاعلة الجمعوية والمشرفة إلى جانب والدتها على إحدى أنشط الجمعيات في مدينة القليعة خلال السنوات الأخيرة، نموذجا متميزا وصورة مشرقة لشابة نذرت حياتها لخدمة ورعاية الفئات الاجتماعية الهشة بالمنطقة.

أميمة قرقاب، التي وضعت نصب عينيها رعاية كل يتيم ومعوز، من نساء وأطفال وشيوخ، قررت، حمل مشعل العمل الجمعوي والتطوعي بالقليعة، للمساهمة من موقعها في تعزيز الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية البشرية والاقتصادية على الصعيد المحلي.

ومن خلال انخراطها في العمل الجمعوي، تناضل الآنسة أميمة قرقاب، بكل نشاط وحيوية، لمساعدة الفئات الاجتماعية الأكثر هشاشة في مدينة القليعة، عبر موقعها كمساعدة اجتماعية في التأطير والتوعية والتحسيس، وفي الاستماع لحالات العنف والاغتصاب والهدر المدرسي والتحرش… وإرشاد الحالات قانونيا، وادماج ما أمكن إدماجه ، إضافة الى مساهمتها في النسخ الاربع بحملة الحالة المدنية التي ترأستها المنظمة المغربية لحماية الطفولة فرع القليعة ،موازاة بحملات اخرى لاتقل عنها اهمية، وكذا مرافقة الحالات الاجتماعية ومساندتها ومواكبتها سواء بالمحاكم او غيرها من المرافق الادارية، مع تقديم الدعم النفسي للاطفال رفقة مختص نفسي، àومحاولة اعادة ادماجهم .

وتحكي ”أميمة”، في بوح لجريدة سوس24، عن مسارها الدراسي كطالبة  بشعبة القانون بكلية ابن زهر، بحيث لطالما كان يستهويها العمل الجمعوي، فهو بمثابة بوابة تعرفت من خلالها على نفسها وتجارب تنضج بها اكثر ،وتواصل الحياة على نحو افضل.

وأشارت إلى أنها امتلكت على الدوام ذلك الحس الاجتماعي والسعي الحثيث إلى مساعدة الغير والأخذ بيدهم، لاسيما وأنها نشأت في بيئة أسرية تشجع على عمل الخير والإحسان، مؤكدة في هذا الإطار أن والدتها تهتم بشكل كبير بالمجال الخيري والاجتماعي.

واستطردت قائلة “هذا الحس الاجتماعي الذي لازمني منذ نعومة أظافري والدعم الأسري غير المحدود، هو من دفعني إلى الانخراط بقوة في العمل الجمعوي، انطلاقا من إيماني القوي بأن النساء بإمكانهن الاضطلاع بدور اجتماعي أكبر والاندماج في هذه الدينامية بالنظر إلى أنهن دائما الأقرب إلى هذا المجال”.

وأضافت المساعدة الاجتماعية أنها ترى العمل الجمعوي بمدينة القليعة مقارنة بما مضى انه في تحسن وان كان بطيئا، وانه رغم التأطيرات الحديثة المستوحاة من القانون الفرنسي، الا أن الممارسة ومظاهر الاشتغال الواقعي اكثر قربا من الاشكال التقليدية ،خصوصا عندما يتعلق الامر بالانشطة ذات الطابع الاحساني واليات التضامن المحلية، اذ ان عدم اخذ الجمعيات لمبادرات على نطاق اوسع وعدم تخصيص دعم منطقي وكافي لها يسبب ازمات حقيقية .وكذا المعايير المتخذة في تشكيل المكتب والتي تبنى في احيان كثيرة على الوجاهة والسن. وهي معايير خاطئة تؤثر قطعا في استمرار العمل الجمعوي .وهذا ما تعانيه الجمعيات بالقليعة،ا نفصالا بين مايجب ان يكون وماهو موجود بالفعل ،وعليه لاتستطيع الى حد كبير الاستجابة لانتظارات الساكنة ،اذ ان كثير من الجمعيات الورقية تنقصها الخبرة والمهنية وبعد النظر والرؤية الاستراتيجية الواضحة، وكذا تداخل الدوافع الشخصية والذاتية مع مشروع تأسيس الجمعية، لذا فإن بعض الجمعيات بالقليعة قد وفقت في تحقيق كثير من الاهداف الاساسية التي وجدت لأجلها، بينما اخرى في مرحلة البحث عن هويتها الحقيقية في محاولتها لتحديد اهدافها ومهامها وتوجهاتها – تقول اميمة قرقاب-

وفي علاقة اميمة قرقاب بالشأن السياسي، تؤكد أنها حاليا لا تفكر في الإنتماء السياسي، حيث عن الشأن السياسي تجزم أن أي سياسة تتطور بتطور مستوى وعي الافراد (الفاعلين) وتنظيماتهم ،لذا كلما كان السياسي اكثر وعيا ، وذو ضمير حي ،فإن ذاك سينعكس على المجتمع .وسيعيد ترميم العلاقة بين السياسي والشعب . رغم ان لجائحة كرونا تأثير واضح على التوازنات السياسية وملامح الحقل السياسي المغربي.

ومن موقعها كناشطة حقوقية في مجال الطفولة، تسعى اولا وقبل كل شيء الى التأطير والتوعية وكذا التثقيف تجاوزا، لذا بعيدا عن الانشطة الترفيهية التي اصبحت لكثرة تكرارها عملا منمطا تم تمييعه وافرغ من جوهره، فهي تسعى للمساعدات الملموسة والاكثر افادة واثرا على الحالات اللاجئة ،الا انه يحول بينها وبين هذه الاهداف غياب الاليات التأطيرية اللازمة ، وعدم وجود مركز لاستقبال جميع الحالات الوافدة ،اذ ان القليعة تفتقر لمركز لحماية الطفولة يتم فيها ضم الاطفال، وحمايتهم من بطش الشوارع، زد الى ذلك صعوبة المساطر القانونية ، التي وجب ان تتعامل مع المجتمع المدني كإستثناء،وتأخذ بين الاعتبار الجانب الانساني التطوعي للجمعيات .

وسجلت الناشطة الاجتماعية ”اميمة ” في ختام تصريحها الى ”أن اكثر ما حال بيننا وبين عدة قضايا دونما تمامها كما ينبغي ،هو عدم وجود مركز للإيواء ولإستقبال الاطفال والأمهات العازبات والنساء المعنفات، اضافة للخصاص الواضح بالقطاع الصحي والتعليمي على السواء”

 

 

الاخبار العاجلة