أطفالنا والصيف.. نحو استثمار أفضل للعطلة الصيفية

30 يونيو 2021آخر تحديث : الأربعاء 30 يونيو 2021 - 10:59 مساءً
admintest
مجتمع
أطفالنا والصيف.. نحو استثمار أفضل للعطلة الصيفية

بقلم / عبد الحق لمهى/ استاذ التربية الاسلامية

ونحن على موعد مع فصل الصيف، حيث يتزامن والعطلة الصيفية، يجد الأطفال أنفسهم أمام وقت غير يسير من الفراغ الذي تكون معه الراحة، وحتى لا تكون آثار العطلة سلبية على الطفل، من الواجب على الأسرة والمجتمع توفير بعض الشروط اللازمة لقضاء عطلة صيفية للأطفال، تمزج بين الاسترواح والإفادة غير المملة ولا المخلة بطبيعة العطل.
ومن بين الأفكار التي يمكن الاستئناس بها في هذا الباب، ما يلي:
1ـ تعليم الأطفال القرآن الكريم حفظا وتدبرا:

معلوم ما للقرآن الكريم من الأهمية في حياة الانسان فهو الروح بالنسبة للفرد، فإذا كان الطفل لا يستطيع أن يضمن حفظ صحته إلا بتناول وجباته اليومية المعتادة، فإن القرآن بمثابة “الغذاء الروحي” الذي يحقق للطفل توازنه النفسي والفكري، ومن ثم يكون توجيه الطفل إلى العناية بكتاب الله خلال فترة العطلة من أهم الأمور التي تعود عليه بالنفع. ويستحسن التركيز في الحفظ على السور المقررة دراسيا حتى نجمع بين التعليم والاستعداد للموسم الدراسي المقبل.
وتتوزع السور المقررة بين الأسلاك التعليمية كالآتي:
المستوى الابتدائي: الأحزاب: 57 ـ 58 ـ 59 ـ 60. طيلة سنوات السلك الابتدائي.
المستوى الثانوي الإعدادي: الأولى اعدادي: سورة ق، لقمان. الثانية اعدادي: النجم، الحجرات، الثالثة اعدادي: الحشر، الحديد.
المستوى الثانوي التأهيلي: سور: الجذع المشترك: الكهف. الأولى باكالوريا جميع الشعب: يوسف. الثانية باكالوريا: سورة يس.
وحتى نحقق نوعا من الفرجة الممتعة المفيدة يمكننا الاستعانة بالبرامج التي تعنى بشؤون القرآن الكريم وخاصة منها تلك المناسبة لمستويات الأطفال العمرية وقدراته العقلية من أجل فهم معاني تلك السور.
وفي ذلك من الفوائد ما لا حصر له نذكر منها: انشراح عقدة لسان الطفل وإكسابه رصيدا لغويا وقدرة تعبيرية هائلة لم يكن ليدركها لو لم يقبل على القرآن الكريم، ولنا فيمن جرب هذا الأمر خير مثال.
ومن أجمل ما سمعت عن أثر القرآن الكريم على الطفل ما ذكره أحد أهل العلم، من أن تعليم الطفل القرآن صغيرا يفيده في حياته، هب أن الطفل حصل له انحراف خلقي في شبابه، لا شك أن القرآن الكريم يؤثر فيه إيجابا بحيث يؤدي الى استقامة سلوكه ولو بعد، ولذلك فهو ينصح ـ رحمه الله ـ بضرورة الحرص أيما يكون الحرص على تعهد حفظ الطفل لكتاب الله.

2.تعلم اللغات المختلفة:

للطفل قدرات عالية تمكنه من القيام بالعديد من الأعمال يوميا دون ملل، خاصة إذا أحسن توجيهه من قبل أولياء الأمور ومما يفيد الطفل تعلمه في العطلة اللغات، ومجال كيفية تحقيق هذا الهدف كثير حيث تتوفر الوسائل والتقنيات الكفيلة بالوصول إلى هذا الهدف. ولا يخفى على أحد أهمية اللغات في حياة الطفل بما هي أدوات للتواصل الحضاري في عالم مختلف الألسن، فمتى غاب التمكن من اللغات فات الطفل أن يحقق انسجامه مع الآخرين ومعرفة ثقافتهم والأساس من ذلك كله ضمان تعلم أفضل، ذلك أن المنظومة التعليمية اليوم تسير في اتجاه التدريس باللغات خاصة في المواد الدراسية العلمية وهناك اتجاه رسمي نحو تعميم الفرنسية في التدريس، وهذا ما يحتم على كل أسرة القيام بالمطلوب من أجل تأهيل أبنائها لهذا الواقع الجديد حتى لا يقع لهم تعثر دراسي ينتج عنه فشل دراسي تكون آثاره أحيانا أكثر سلبية.
3.برامج تأطير الأطفال:

هناك برامج تلفزية والكترونية هامة ومفيدة نذكر منها البرنامج الوطني للتخييم الذي تشرف علية وزارة الشباب والرياضة وغيرها من البرامج الأخرى التي لا تكاد تعد ولا تحصى مما هو معلوم مشاهد من قبل كل متتبع.
إن تلك البرامج تلبي كثيرا من الحاجات المختلفة للطفل فهي مجال للتربية على تحمل المسؤولية والاستقلال بالذات وبناء شخصية قوية للطفل وما إلى ذلك من الأهداف التي سطرتها هذه البرامج مما قد يخفى عن أذهان الأسر ويفوت عليها فرصة تمكين أبنائها من الاستفادة منها.

وفي غياب الإمكانات توجد طرق مختلفة لتحقيق رغبة الطفل بما في ذلك وضع برنامج داخل البيت أو الحي أو القرية أو المدينة والانخراط ضمنه وفق القواعد القانونية الجاري بها العمل.
4.الاستفادة من برامج الدعم والتقوية الدراسي:

وفي هذا الصدد يعتمد على البرامج التلفزية والمنصات الرقمية التي أعدتها وزارة التربية الوطنية، ففيها فوائد كثيرة على تجويد التعلمات بالنسبة للطفل ثم إنها تعويض لما قد يكون فات المتعلمين من المعارف والمهارات الدراسية،شرط مساعدة الطفل على كيفية تدبير زمن هذا البرنامج دفعا للملل الذي قد ينتج عن كثرة المواد، فتكون لذلك نتائج عكسية خلافا لما كان مرجوا.
5.تشجيع القراءة والكتابة من خلال توفير قصص صغيرة في متناول الطفل، وتنظيم مسابقات اسرية رمزية من اجل اذكاء روح التنافس بين الأطفال،

ومن الوسائل المساعدة على تحقيق هذا الهدف إقامة معارض خاصة بالكتب والقصص لمختلف الفئات والاعمار، داخل القرى والمدن وأظن انها بادرة نوعية أكاد اجزم أن لها الأثر الفعلي على حياة الطفل خاصة في العالم القروي.
ويمكن في هذا الصدد تنظيم ملتقيات للإبداع خاصة في العالم القروي الذي تضعف فيه مثل هذه المبادرات، على أن يكون تنسيق الجهود بين الفاعلين المدنيين ومؤسسات الدولة من أجل إنجاح مثل هذه الأنشطة الهادفة، وهناك تجارب نوعية في هذا المجال يمكن البحث عنها والاستفادة منها.
لقد حاول المقال تقديم تصور لبعض مقترحات استفادة الطفل من العطلة الصيفية، على أن هناك كثير من المقترحات الأخرى الهادفة والمفيدة، لم يتطرق إليها المقال لكن إمكانية معرفتها وتنفيذها متاحة لكل باحث ومتتبع.

بقلم: عبد الحق لمهى

الاخبار العاجلة