بقلم:عزيز لعويسي
بمجرد إلقاء نظرة على العنوان أعلاه، قد يعتقد البــعض أننا نقصد من خلال هذا المقال، نجــوم الشاشة الذين أطلوا علينا طيلة هذا الشهر المبارك عبر مختلف القنوات الوطنية، والذين ظلوا كالعادة أوفياء – مع بعض الاستثناءات طبعا – للحموضة التي ربما هذا الموسم، تجاوزت حموضة حريرة رمضان، لكن على العكس من ذلك تماما، نقصد نجوما حقيقيين، أبدعوا في صمت وبدون تطبيل أو تهليل، بعيدا عـن الشاشات وعيون الإعلام وعدسات الكاميرا؛
نجوم تألقوا في المساجد طيلة الشهر المبارك، وتحملوا عن جدارة واستحقاق، وزر تقديم الخدمة الدينية والروحية لشرائح واسعة من المصلين، من صلوات خمس وتراويح ودروس وعظ وإرشاد وتوعية وتحسيس، إسهاما منهم في الحفاظ على الهوية الروحية لهذا الشهر الأبرك، الذي لايمكن تصوره، إلا بالقرآن ومع القرآن، والحديث هنا عن الأئمة والمرشدين والوعاظ والفقهاء والعلماء، الذين أبلوا كعادتهم البـلاء الحسن داخل المساجد، وكانوا بحق، جنودا مجندة، طيلة شهـر رمضان، في إطار مهمات دينية يومية شاقة، تقتضي الالتزام والصبر والتحمل والتضحية ونكــران الذات، وهم بذلك، يستحقون الشكر والثناء والتقدير والاحترام؛
بل ويستحقون الاعتبار وتقدير حجم المشاق والمتاعب التي يتحملونها كل شهر رمضان، سواء تعلق الأمر بتلاوة القرآن، أو بتقديم الخدمة الدينية للمصلين فيما يتعلق بتقديم دروس الوعظ والإرشاد والتوعية والتحسيس، وذلك، عبر تمكينهم من تعويضات أو علاوات أو مكافآت مادية بمناسبة هذا الشهر، من شأنها الدفع في اتجاه تحفيزهم وتشجيعهم على المزيد من الاجتهاد والبحث، حرصا على تقديم المعلومة الدينية الصحيحة، ومن غير اللائق، تهميشهم أو عدم الانتباه إليهم، ودفعهم بقصد أو بدونه، أو على الأقل بعضهم، إلى جمع التبرعات من المصلين في ليلة القدر المباركة، في عمليات أشبه بالتسول، وهذا الوضع غير السوي، لم يعد مقبولا لا دينا ولا أخلاقا ولا مهنيا، لما فيه من تبخيس لعمل هؤلاء النجوم وحط من شأنهم، في وقت تمد فيه الأيادي بسخاء، للتافهين والعابثين والمفلسين…، ونستغلها فرصة، لننوب عن هؤلاء، الذين ليست لهم الإمكانية للمطالبة بالحقوق وتحسين الوضعية، من أجل مطالبة الوزارة الوصية على القطاع، بالالتفاتة إليهم والبحث عن السبل الممكنة القادرة على تحسين أوضاعهم المادية والمعنوية، وتمكينهم من شروط التحفيز، استحضارا لطبيعة المهام الشاقة التي يتحملونها خلال شهر رمضان، واعتبارا لموجة الأسعار، التي تقوي حق هـؤلاء النجوم في رد الاعتبار…
