2014: تساقط الرجال بين الموت والفضيحة

31 ديسمبر 2014آخر تحديث : الإثنين 24 مايو 2021 - 3:15 مساءً
admintest
كتاب وآراء
2014: تساقط الرجال بين الموت والفضيحة

حينما نتهافت على الكتابة عن نهاية سنة ميلادية وقدوم أخرى فهذا اعتراف سري منا بهذا التقويم الذي صار يطاردنا كالشبح في كل شيء : في السبورة ،في الهاتف ، في الحاسوب ،في المذكرة ،في المواعيد ،في جلسات المحاكم ،في العقود ،في العمل ، في العطل …في ..في ……
أهو غزو فكري ـ ثقافي ـ ديني تعرضنا له في وقت من الأوقات وتطبعنا عليه في زمن ضاعت فيه هويتنا وقيمنا الاسلامية الأمازيغية العربية ؟؟ أم هي عولمة كونية مستحبة لا مفر منها ؟؟ .
على كل حال ،وتجنبا لهذا النقاش العريض ، فقد تميزت السنة المنتهية صلاحيتها بركود سياسي ملحوظ عكس السنة الماضية التي عرفت ” تبوريدات ” سياسية غير مسبوقة كان أبطالها كل من رئيس الحكومة وغريميه “شباط” و”لشكر” ورفيقه في النسخة الثانية من الحكومة ـ التي أوشكت أن تصير غير ملتحية بالمرة ـ “مزوار” والذي كان ” ما فيدوش ” قبل أن يُحتاج اليه ليتزعم الديبلوماسية المغربية ويأخذ مؤخرا مكان المرحوم “عبد الله باها” في أول اجتماع للمجلس الحكومي الذي جاء بعد موته .
الا أن سنة 2014 اتسمت ـ وللأسف ـ بتساقط الرجال كما تتساقط حبات الزيتون الناضجة من شجرتها العالية اثر تعرضها لعاصفة عاتية . فمنهم من تساقط في القبور ـ رحمة الله عليهم جميعا ـ ومنهم من تساقط في مستنقع الفضيحة بعد أن تساقطت عنه أوراقه التي ظل يلتحف بها ويتزعم بها الادارات أو الوزارات أو الأعراق .
وهكذا ،فقد تساقط بعض ممن تبقى من رجال السياسة الأفذاذ ،وبعض ممن تبقى من رموز النزاهة والرزانة والزهد في الحقل السياسي ،والذين ستبقى أماكنهم شاغرة في قطار السياسة المغربية الى اشعار آخر، وستظل شاغرة في أفئدة أسرهم وأقربائهم و أصدقائهم الى الأبد.
الموت الذي غيب هاته السنة مجموعة من الفنانين المرموقين في التمثيل والمسرح والتشكيل أخذ أيضا ،في صمت مطبق ، عملاق الدراسات المستقبلية الدكتور المهدي المنجرة ،أحد أكبر المراجع الفكرية العالمية ،والذي لم ينل حظه من الاعتراف الداخلي كما حظي به في الخارج.
ولعل موت الدكتور المنجرة وموت كل من السي الزايدي و السي باها رحمة الله عليهم جميعا فيه حكمتان وجب التمعن فيهما :
الأولى هي أننا شعب لا نأبه لمكانة الرجال الا حين يتساقطون في القبور،وحينها نتهافت على نظم أشعار الرثاء وتنظيم حفلات تأبين رائعة لهم ، والثانية هي أن هؤلاء الرجال قد قدر الله موتهم قبل أن يعيشوا فضائح “الكراطة ” وقبل أن يُنَصبَ عليهم أحدُ ربا آخرَ اسمه ” ياكوش”.
مسلسل التساقط يستمر .. لكن هاته المرة بطعم الفضيحة و ” بالما والكراطة حتى لقاع الحضيض ” :
فبعد أن رفع لاعبو فريق الرجاء البيضاوي رؤوسنا عاليا السنة الماضية وجلبوا للبلد شيئا من ” اللعاقة ” وكثيرا من الشهرة اثر انجازهم الرياضي الأسطوري ،ها هم مسؤولونا العظماء يمرغون وجه البلد في التراب في أشهر فضيحة مباشرة على الهواء والتي حاولنا جاهدين ” تجفيفها ” بواسطة أكبر كراطة في العالم بدون جدوى لندخل موسوعة غينيس للفضائح القياسية من أوسع دفتيه بكراطتنا متعددة الوسائط التي يبدو أن وزارة الصحة استعارتها هاته الأيام من وزارة الرياضة لتجعلها أداة طبية و تعلق عليها ” السيروم” في أحد المستشفيات العمومية لتعم الفضيحة الرياضة والصحة وتصير الكراطة رمزا كبيرا للتهكم على المغرب .
التساقط طال ، أيضا، قناطر الاستقلال ـ في ظل صمود قناطر الاستعمار ـ بسبب الأمطار الأخيرة والتي عرت عورتنا وأظهرت فسادنا بخصوص الصفقات العمومية وبينت ضعفنا في التعاطي مع الكوارث الطبيعية التي أدت الى سقوط الأرواح والمنازل في غياب أي دعم رسمي لاعادة الايواء والاعمار على غرار بعض الدول التي تخصص ميزانيات ضخمة للطواريء والكوارث.
بين التساقط والتساقط هوى نجم أشهر زعيم عرقي مغاربي ، في الوقت بدل الضائع من نهاية السنة ـ والذي يعتبر نفسه مشاغبا ومثيرا للفتن ومشككا في القيم والعقائد ـ بعد أن سقطت منه احدى أوراقه السرية التي كان قد أبرم بموجبها عقد زنىً ـ تحت رعاية الهـــه ياكوش ـ على المصونة المجنونة ” زان زان ” التي تعترف بسقوطها في “عصيدة ” الرذيلة مع الزعيم لشحن معنوياته ودفعه الى مزيد من النضال من أجل الشعب الأمازيغي في اطار “جهاد النكاح” قبل أن تثور ” المبدعة ” كثورة بركان في وجه فارسها الذي صارت تدعوه ب”الشيطان “معلنة انتهاء صلاحيته كعاشق ومصداقيته كمناضل وكزعيم.
فهل سقوط الزعيم من سرير الشاعرة كفيل بسقوطه من عرش زعامة الشعب الأمازيغي الذي لا ولن يرتضي غير الله ربا والاسلام دينا وقيود الأخلاق مذهبا والذي لا يشرفه أن يتزعم قضيته العادلة شخص غير معتدل ؟؟؟ أم أن الهه ياكوش سيشفع له عند زمرة ممن يؤمنون بوجوده ؟؟

بقلم ذ.عبد العزيز بوسهماين

الاخبار العاجلة