صناعة وتسويق التفاهة

7 مايو 2021آخر تحديث : الجمعة 7 مايو 2021 - 9:52 صباحًا
admintest
كتاب وآراء
صناعة وتسويق التفاهة

مما لاشك فيه ، عرفت مجتمعاتنا في الآونة الأخيرة انتشار ظواهر غريبة الاطوار، اشخاص يتفنون في صناعة التفاهات والسخافات من خلال بعض الأعمال التي يقومون بتصويرها ونشرها عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي خاصة الإلكترونية منها ؛ فهؤلاء يستخدمون تكنولوجيا الاتصال والتواصل المختلفة في بث ونشر سمومهم وتفاهتم….، في الوقت الذي يحتاج فيه المرء ما يصل به إلى أعلى مراتب التقدم والتطور الفكري والحضاري والاخلاقي في ظل التطور التكنولوجي والعلمي الذي عرفته البشرية مؤخرا.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة : ما السر وراء هذا الا نتشار الرهيب ؟
الإجابة بكل بساطة هي أنَّ هذه الأعمال والفيديوهات المصورة أصبحت بمثابة تجارة سهلة ومربحة جدا، وأضحت اليوم من بين أهم مصادر الدخل والثراء الفاحش وأسباب الشهرة بالنسبة للعديد من الأشخاص عبر العالم، وتحولت إلى حرفة سهلة ومربحة جدًا؛ فهذه الصناعة لا تحتاج سوى محتوى تافه وساخر وعديم الفائدة، ثم يقدم للجمهور ليتناولوه بلهف من خلال عمليات الإعجاب به أو التعليق عليه دون وعي منهم بما يجنيه بعد ذلك صناع تلك التفاهة الساخرة من هاته الاعمال من مكاسب مادية ضخمة، بالإضافة لتحقيق أصحابها شهرة واسعة دون كلل أو تعب على الإطلاق. الامر الذي يفسر استمرار تلك الاعمال ليل نهار وبشكل مسترسل…اعمال غير مجدية بالمرة، بل قد نجد أن بعضها قد يخدش الحياء أيضا ؛ ومنهم من وصل به الحال الى التجرؤ على شخصيات تاريخية دينية دون التمكن من نطق اسمها بشكل صحيح ومنهم من يعلق على كثير من الأحداث والقضايا دون علم أو وعي يذكر.

بقلم الدكتور بابا الخرشي

الاخبار العاجلة