تارودانت.. معاناة قبائل دائرة إيغرام مع هجمات الخنزير والرعاة الرحل

وقد أدت هجمات الخنزير المتكررة ببعض الفلاحين للهجرة من مناطقهم واللجوء إلى دواوير أخرى أو إلى المدينة، بعدما أصبحت الحياة صعبة في منطقة إيغرام، نتيجة غياب آفاق للتنمية أو للحياة الفلاحية، بسبب الجفاف وتقلص مساحة الأراضي الزراعية، إلى جانب الاعتداءات التي تطال الفلاحين من قبل الرعاة الغرباء.

فبعد أن استبشر السكان خيرا بأمطار الخير، إلا أنهم وجدوا أنفسهم أمام “عصابات” منظمة للرعاة الرحل، يقومون بنقل عشرات الشاحنات الكبيرة محملة بمئات الرؤوس من الأغنام والماعز، وعشرات الجمال، ويتم إطلاقها فوق أراضي الناس الفقراء، حيث تلتهم الأخضر واليابس، ويستعملون العنف ضد الساكنة لكي يظلوا فوق أراضي ليست لهم حتى يتمكنوا من القضاء على جميع المزروعات والنباتات، وحتى خزانات المياه.

بالرغم من هذه المعاناة التي تعيشها الساكنة في جماعة النيحت ودائرة إيغرام، بسبب الخنزير والرعاة الرحل، إلا أن السلطات لا تقوم بأي دور للحد من هذا الظلم والحيف الذي تتعرض له الساكنة في رزقها وملكها، مما يدفع البسطاء للتفكير في الهجرة والرحيل بسبب صعوبة العيش في منطقة جميلة تحولت إلى غابة القوي فيها يأكل الضعيف.