ورشة تناقش اندماج المهاجرين باشتوكة

2 يونيو 2022آخر تحديث : الخميس 2 يونيو 2022 - 1:16 مساءً
أشرف كانسي
أخبار سوسسلايدر
ورشة تناقش اندماج المهاجرين باشتوكة

رشيد بيجيكن

نظمت جماعة أيت اعميرة، امس الأربعاء، ورشة موضوعاتية حول الهجرة والعيش المشترك، في إطار جلسات التشاور حول برنامج عمل الجماعة للولاية الانتدابية الجارية، تميزت بمشاركة مجموعة من المواطنين والمواطنات من دول إفريقيا جنوب الصحراء المقيمين بتراب الجماعة وبالمناطق المجاورة؛ كما حضرها باحثون ومهتمون بالهجرة وقطاعات ومؤسسات أخرى ذات الصلة بقضايا هذه الفئة.

وطرح الأفارقة الحاضرون عددا من القضايا والانشغالات التي تؤرقهم أثناء مقامهم أو استقرارهم بجماعة أيت اعميرة. وكانت إشكالات الاندماج والميز وتعقد المساطر الإدارية وتعلم اللغة وتسجيل الأبناء في الحالة المدنية وتعليمهم، وتصحيح الإمضاء بالنسبة لعقود العمل لغير المتوفرين على وثائق الإقامة القانونية بالتراب المغربي، أبرز القضايا التي طرحها الحاضرون من الأفارقة للنقاش.

في المقابل، تناول متدخلون أفارقة عددا من المبادرات التي نظموها كتجسيد لاندماج حقيقي في المجتمع المحلي، كالدوريات في كرة القدم وحملات النظافة، وأبرزها دوري للنساء الإفريقيات هو الأول من نوعه بالمنطقة والجهة؛ كما عرجوا على مقترحات في الإطار نفسه، ستساهم الجماعة وشركاء آخرون في تنزيلها، كمهرجان الأطباق الغذائية الإفريقية، ومهرجان الأزياء، إلى جانب السباق الإفريقي على الطريق، ومنافسات رياضية إفريقية، كـ”كان اشتوكة”، وغيرها.

africains 1 - جريدة سوس 24 الإلكترونية

خالد ألعيوض، عن اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بسوس ماسة، مؤطر الورشة، قال إن “المنطقة السهلية أصبحت حاضنة لآلاف المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وبالتالي نتحدث عن أسر وأطفال، فكان الإشكال الأول هو الحصول على شهادة الميلاد”، وزاد مستدركا: “لكن اليوم نسجل بارتياح بداية مسار لاندماج حقيقي لهؤلاء المهاجرين في النسيج الاقتصادي والاجتماعي، وفي قضايا العيش المشترك، بعيدا عن أي شكل من أشكال الميز”.

وأورد المتحدث ذاته، أن “الهجرة كانت دائما فرصة من أجل بناء دول قوية”، مردفا: “هنا نتحدث عن القارة الإفريقية القوية بأبنائها، والمغرب جزء منها، بل يعتبر قاطرتها، ما يمكنه من لعب دور ريادي على المستوى الإفريقي بمعالجته الحكيمة، بفضل صاحب الجلالة، التي نتمنى أن نستمر فيها وألا تحدث فيها تراجعات”.

وتابع ألعيوض بأن “أول عمل تشكر عليه جماعة أيت اعميرة هو أنها استطاعت أن تدمج الأفارقة القاطنين بترابها ضمن مراحل إعداد برنامج عملها للسنوات المقبلة، وبالتالي تم الإنصات إلى المهاجرين، لأفكارهم وطموحاتهم ومشاكلهم واقتراحاتهم، وما يمكن أن يقدموه أيضا كمواطنين، وهو ما يعتبر أساسيا ضمن هذه الديمقراطية التشاركية التي يشتغل عليها المغرب، أي الإنصات للمواطنين وبناء البرامج معهم وبإشراكهم”.

africains 2 - جريدة سوس 24 الإلكترونية

ويرى المتحدث أن هذه التجارب، بكل من آيت اعميرة وسيدي بيبي وبلفاع، “رائدة على المستوى الوطني”، وزاد: “نتمنى أن تجد آذانا صاغية لمواكبة ومساندة هذه الجماعات، لأنها لا تملك الإمكانات الكثيرة، وهي تحل مشاكل الهجرة المغربية الداخلية والهجرة الدولية الإفريقية، ولا بد من دعهما لإنجاح التجربة وإدماج هذا المكون الجديد ضمن برامج العمل، وضمن المخططات الاقتصادية والاجتماعية؛ ومؤكد أن المغرب يفلح في ذلك، في ظل المبادرات الملكية الرائدة والفريدة في هذا الصدد”.

ومن جهته، قال علي البرهيشي، رئيس الجماعة الترابية أيت اعميرة، إن الورشة “فرصة للإنصات لهؤلاء المواطنين الأفارقة، الذين يشكلون جزءا من النسيج الديمغرافي لجماعتنا”، مردفا: “نعم هناك تحديات على الجماعة وقاطنيها المغاربة والأجانب، تهم قطاعات متعددة، كالتعليم والصحة والخدمات الاجتماعية، لكن، وفي ظل الإمكانيات المحدودة، نعمل كل ما في وسعنا من أجل كسب الرهانات المطروحة”.

وبخصوص المشاكل التي عبر عنها المواطنون الأفارقة خلال هذه الورشة، اعتبر المسؤول الجماعي أن “كل مصالح الجماعة مفتوحة من أجل توجيه وإرشاد هذه الفئة، وقضاء أغراضها الإدارية”، وزاد: “كما أنهم يستفيدون من خدمات الجماعة دون ميز أو ما شابه، شأنهم شأن المغاربة أبناء الجماعة أو القاطنين بها. ونحن ننسق مع القطاعات المعنية، كالتعليم والصحة، من أجل تيسير الاستفادة من خدماتها وتسهيل اندماجهم وأسرهم وأبنائهم في المجتمع المغربي”.

الاخبار العاجلة