واقع_مرير ومنتخبين عديمي الضمير؟!!

2 فبراير 2022آخر تحديث : الأربعاء 2 فبراير 2022 - 9:06 صباحًا
admintest
كتاب وآراء
واقع_مرير ومنتخبين عديمي الضمير؟!!

بقلم عثمان البصيلي*

أصبح العديد من ساكنة سيدي بنور في حيرة من أمرهم وكثر حديثهم عن سر اختفاء مستشاري المجلس الجماعي أغلبية ومعارضة الذين تبخروا بعدما وضعت معركة الانتخابات أوزارها وظفروا بالكعكة الانتخابية، طبيعي جدا لن نستبق الأحداث ونقول ان الآمال التي علقت على الانتخابات تحولت إلى كابوس يطارد الناخبين في اليقظة، بعدما تبددت أصواتهم ونسبة مشاركتهم، وتحوّلت الوعود الوردية إلى كوابيس سوداء، فالأمر لازال سابقا لأوانه ونحن زلنا نعيش الشهور الاولى من ولاية تضم ست سنوات، لكن صراحة لا شيء يدعو للتفاؤل في البداية مع معظم الجماعات باستثناء القليل منها الذي حظي بانتخاب شخصيات تفي بوعودها مهما كلف الأمر

ما هو مؤكد حقا أن ساكنة إقليم سيدي بنور لم تعد لهم القدرة على تحمل الكلفة المالية والاجتماعية لمنتخبين يغيب أثرهم تماما عن الساحة بعد الانتخابات، ويكتفون بالبقاء بمكاتبهم ويتركون المواطن يتخبط في مشاكل تنموية بالجملة على المستوى الترابي، فما الجدوى من انتخاب اكثر من 540 مستشار جماعي اذا لم يستطيعوا ان ينتشلوا جماعاتهم وجهاتهم من براثين الفقر والتهميش والاقصاء، احتواء ابسط المظاهر المشينة من قمامات منتشرة في كل مكان وظلام يفرض سطوته على كل الازقة والشوارع،

الجميع لا زال يعول على هاته الولاية الانتدابية لكي تتحسن أوضاع الجماعات الترابية، وتتحول الى مشتل حقيقي لتنزيل السياسات العمومية خاصة في القطاعات التي لها صلة بيوميات المواطن، وتكريـس الفضاءات الترابية كنواة أساسية للامركزية وتكوين النُّخـب المحلية وتدبير خدمات القرب لفائـدة المواطنين، فلا يعقل ان يتابع المواطن مشاريع كبرى على المستوى المركزي لكن لا يلمس أي أثر لها في جماعته، ثم أين تصرف الملايير السنتيم التي تحصلها الجماعات الترابية كمداخيل عادية سنوية من دافعي الرسوم والضرائب المحلية دون احتساب عشرات الملايير من الديون؟.

لا بد لهذا العبث أن ينتهي وتتحرك مؤسسات انقاذ القانون للضرب بقوة على أيدي المتاجرين بالصفقات وتفويضات الامضاء والسماسرة المتحكمين في قرارات الجماعات التي تلد ذهبا، فكم من مستشار ورئيس جماعة دخلوا المجالس المنتخبة عراة حفاة وخرجوا يتطاولون في البنيان ويتسابقون في اقتناء افخم السيارات. لا يمكن ان يستمر هذا الوضع حيث تنهار الوضعية الاجتماعية للمواطن بينما تتحسن بسرعة الصوت وضعية منتخبيه، في غياب ادنى شروط المراقبة والمحاسبة، مما جعلنا نشاهد مشاركة مجموعة من الرعاع ورعاة القطيع بالإستحقاقات الإنتخابية الأخيرة. متسلحين بشعار التغير الذي اصبح يستعمله كل من اراد الركوب على اصوات الساكنة واستغلالها لنيل صيفة مستشار جماعي، أملا البعض منهم في تحسين وضعته الإجتماعية والإستفادة من الصفقات المشبوهة وكأن هذه الرقعة التي نعيش بها خمية في “تشاد” غير مشمولة بمنطق المحاسبة والمسائلة، هناك شيء ليس على ما يرام والخوف ان نضيع فرصة اخرى عمرها ست سنوات قد لا تتحمل المدينة كلفتها فيما بعد.

* فاعل جمعوي و ناشط حقوقي

الاخبار العاجلة