معاناة الاحياء الصفيحية بمدينة سيدي بنور “دوار العبدي نمودجا”

3 يونيو 2021آخر تحديث : الخميس 3 يونيو 2021 - 4:40 مساءً
admintest
كتاب وآراء
معاناة الاحياء الصفيحية بمدينة سيدي بنور “دوار العبدي نمودجا”

تعاني المدن المغربية من ازمة متعددة المظاهر والتي تتجلى في استفحال المشاكل الاقتصادية والاجتماعية ونقص في الخدمات العمومية والتجهيزات الاساسية رغم الجهود المبذولة من قبل الدولة والمجتمع المدني لمعالجتها والتخفيف من حدتها الا ان حصيلة هذه التدخلات لا ترقى الى المستوى المطلوب.

من بين المدن المغربية التي تعيش وضعية مزرية مدينة سيدي بنور بفعل تضافر مجموعة من العوامل الديمغرافية والتنظيمية علم أن الاقليم يزخر بمؤهلات طبيعية واقتصادية من شأنها اذا ما تم استثمارها بشكل جيد ان تساهم في الرفع من مستوى التنمية بالمدينة ومن بين التحديات التي تواجهها انتشار الاحياء الصفيحية التي تعاني من صعوبات كبيرة مثل حي دوار العبدي الذي تتخبط ساكنته تحت وطأة العديد من الصعوبات والمشاكل المتمثلة في قلة قنوات الصرف الصحي وضيق الازقة وغياب الانارة بالاضافة الى ضعف الخدمات العمومية اذ يفتقد الحي السالف الذكر للمستوصفات الصحية وملاعب القرب والمساحات الخضراء واستفحال البطالة والفقر والامية وكذا الهدر المدرسي مما انعكس سلبا على المدينة ككل في ظل تنامي الفقر والجريمة والتشرد وانتشار التلوث بمختلف انواعه.

ان ساكنة حي دوار العبدي هو من اقدم الاحياء السكنية بالمدينة محرومة من توفر شروط العيش الكريم فمعانتها تمتد على مدار السنة ففي فصل الصيف تتحول بيوتهم الشبيهة بالصناديق فرن تحرق ألسنة ناره ساكينيها اما في فصل الشتاء والبرد تتجمد اطرافهم بل تغزو بيوتهم الفيضانات مشردة اصحابها من اغلى ما يملكون ناهيك عن البرك الموحلة التي تملأ كل مداخل ومخارج الحي.

امام هذا الوضع المزري لجأ سكان حي دوار العبدي الى اعتماد طرق متعددة من احتجاجات ومظاهرات لنقل معاناتهم للمسؤولين املا في إيجاد اذان صاغية لحل مشاكلهم من خلال اعادة تهيئة الحي و تزويده بالتجهيزات الاساسية وتقريب الخدمات العمومية لضمان عيش كريم وهو حق يكفله الدستور المغربي لكل المواطنين الا ان الوضع لازال على حاله مما يزيد من اوجاع ساكنة الحي ولازال مصيره مجهول ليومنا هذا .هذا الاقصاء والتهميش اسفر عن تفاقم حدة المشاكل بالحي الذي يشكل مرتعا خصبت للجريمة والانحراف والفساد بمختلف أنواعه وهو ما تعكسه الاحصائيات الرسمية.

إلى متى سيظل الحال كما هو عليه ’’ , والى متى يظل الوعد وعدا , بدون تحقيق النتائج المرجوة ’’’’, هي أسئلة متعددة ومندمجة فيما بينها , ولحد الان لم يجد لها اجوبة منطقية , في انتظار ما ستؤول اليه الاوضاع على المستوى المتوسط والبعيد ,لان ساكنة كاريان دوار العبدي نفد صبرهم , من كثرة الوعود ,وفي هذا الصدد , نطلب مسؤولي السلطات المحلية بالمدينة بتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني , والأحزاب السياسية , تظافر الجهود لإتمام برنامج بدون صفيح عقد مدينة سيدي بنور و الضاحية 2004- 2008 بالحوار البناء بين جميع المتدخلين ,لإعادة الاعتبار لحي دوار العبدي سيدي بنور , من حيث الهيكلة أو الإيواء, وبالتالي القضاء على ثاني اكبر تجمع صفيحي بالمدينة , لان الأحياء الصفيحية تمثل اكبر نسبة من حيث بؤر الفساد والإجرام , وان القضاء على احياء الصفيح سيخفف لا محالة من حدة اختناق المجتمع ,ومواكبة تطوره نحو مستقبل افضل , اذن فالكل مسؤول لتحقيق هذا المطلب الأساسي والآني الذي لا يقبل الانتظار .

الاخبار العاجلة