لذة المطر و الحياة

17 ديسمبر 2021آخر تحديث : الجمعة 17 ديسمبر 2021 - 12:47 صباحًا
مصطفى جلال
كتاب وآراء
لذة المطر و الحياة

كأنه اشتهى قطرات المطر

المتدفقة

وألغى سكونه

وهدوءه

إنه تعب من الخريف

ولحظات الأيام الخوالي

*

كأنه كان يخط بالليل

اخياراته

ويشيد سؤالا يخفيه

وروحا تطوق ظله

*

كأنه يغازل مشاعره

وقلبه الذي يحطه

ملء السفر

بلا تذاكر

*

كأنه منذ البداية

يحب أن يشرب كأس الفراغ

ويشغل مساحة للعمر

بقصص الخوف المثيرة

*

يا ليته كان يهرب

من بصمات الأشياء

من أسئلة الذين يطاردون طيفه..

في كل ركن من الأركان

ويسردون حكاياته فقط سؤال

*

هو تائه في الماضي

عاشق لخيوط المطر

ملهوف بالانتظار

ومداد الحبر الجاف

وكل الأقلام

*

كأنه يشبه الربيع

في ألوانه

وفي البهاء

ويشبه الطير المحلق

المعانق للسماء

هنا وهناك

*

إنه يعشق اللاسواد

في كل الألوان

متمرد على العادة

منصهر في شرايين الوجود

وأعماق الذكريات الخالدات

*

كأنه يشبه القمر في ضوءه هذا

يشبه الحرف وابتسامة المساء

يشبه كهوف دفء الشمس

المتدفقة من تفاصيل الظلام

من ابتلاء ألحان الصباح

*

يجعل من حياته دفئا داخليا

وعلى أوراق خريفه

يحفظ تعاويذ الأشياء

شهقة القصائد والخواطر

الحبلى

*

كأنه يتوسد غروبا في الخفاء

ويستمع لزغاريد البوح

كمرور الأيام

وكجلسة الصباح

قبل مجالسة الرفاق

*

يمد خطوه الأخير

إلى الأمام

كي يطول وجوده

في الأرض والسماء

بالابتسام

*

كأنه يعزف آخر المعزوفات

بلا ألحان

ويقطع مسافة العمر بلا انكسار

يمد يا صديقي جرحه وحده

بلا انتظار

بلا انكسار

*

كأنه هو من يجعل السنابل

تكبر وتكبر

في مدن الخيال

في القلب

وعلى دهشة الحياة

 

عبد الله الرخا

في قبيلة أرغن جماعة توغمرت 16 دجنبر 2021

الاخبار العاجلة