كأنه اشتهى قطرات المطر
المتدفقة
وألغى سكونه
وهدوءه
إنه تعب من الخريف
ولحظات الأيام الخوالي
*
كأنه كان يخط بالليل
اخياراته
ويشيد سؤالا يخفيه
وروحا تطوق ظله
*
كأنه يغازل مشاعره
وقلبه الذي يحطه
ملء السفر
بلا تذاكر
*
كأنه منذ البداية
يحب أن يشرب كأس الفراغ
ويشغل مساحة للعمر
بقصص الخوف المثيرة
*
يا ليته كان يهرب
من بصمات الأشياء
من أسئلة الذين يطاردون طيفه..
في كل ركن من الأركان
ويسردون حكاياته فقط سؤال
*
هو تائه في الماضي
عاشق لخيوط المطر
ملهوف بالانتظار
ومداد الحبر الجاف
وكل الأقلام
*
كأنه يشبه الربيع
في ألوانه
وفي البهاء
ويشبه الطير المحلق
المعانق للسماء
هنا وهناك
*
إنه يعشق اللاسواد
في كل الألوان
متمرد على العادة
منصهر في شرايين الوجود
وأعماق الذكريات الخالدات
*
كأنه يشبه القمر في ضوءه هذا
يشبه الحرف وابتسامة المساء
يشبه كهوف دفء الشمس
المتدفقة من تفاصيل الظلام
من ابتلاء ألحان الصباح
*
يجعل من حياته دفئا داخليا
وعلى أوراق خريفه
يحفظ تعاويذ الأشياء
شهقة القصائد والخواطر
الحبلى
*
كأنه يتوسد غروبا في الخفاء
ويستمع لزغاريد البوح
كمرور الأيام
وكجلسة الصباح
قبل مجالسة الرفاق
*
يمد خطوه الأخير
إلى الأمام
كي يطول وجوده
في الأرض والسماء
بالابتسام
*
كأنه يعزف آخر المعزوفات
بلا ألحان
ويقطع مسافة العمر بلا انكسار
يمد يا صديقي جرحه وحده
بلا انتظار
بلا انكسار
*
كأنه هو من يجعل السنابل
تكبر وتكبر
في مدن الخيال
في القلب
وعلى دهشة الحياة
عبد الله الرخا
في قبيلة أرغن جماعة توغمرت 16 دجنبر 2021