فوبيـا “الخريطة” و”الراية”

20 فبراير 2023آخر تحديث : الإثنين 20 فبراير 2023 - 9:11 صباحًا
admintest
كتاب وآراء
فوبيـا “الخريطة” و”الراية”

بقلم: عزيز لعويسي

طيلة عقود من الزمن، ظل نظام السوء بالجارة الشرقية، وفيا كل الوفاء لعقيدة العداء الخالد للمغرب ووحدته الترابية، وهي عقيدة تتأسس على مرتكزات قارة وأسس ثابتة، لم تطلها سنن التغيير والتحول، رغم تغير السياقات الجيوسياسية الإقليمية والدولية، وما رافقها ويرافقها من تحولات، ورغم ما طال قضية الوحدة الترابية للمملكة من متغيرات متعددة المستويات منذ منعطف الكركرات، من عناوينها البارزة، اتساع دائرة الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، وبنجاعة ومصداقية مقترح الحكم الذاتي، وقبل هذا وذاك، بما حدث وما يحدث، من انقلابات ناعمة في مواقف الدول الإفريقية، بخصوص قضية الوحدة الترابية، وما بات يبرز في عدد من الأوساط الإفريقية، من تحركات متعددة المستويات، تمضي في اتجاه الطرد النهائي لصعاليك تندوف، من الاتحاد الإفريقي.

عقيدة عدائية منيعة، لم تكتف فقط، بإنتاج السلوكات الحقيرة والممارسات الوضيعة، من قبيل “التحرش” و”الابتزاز” و”الاستفزاز”، و”الكراهية” والتآمر” و”الدسائس” ما ظهر منها وما بطن، استهدافا للمغرب ووحدته الترابية، بل امتدت نحو رموز المملكة، من “نشيد وطني” و”خريطة المملكة” و”علم وطني”، كما حدث في عدد من المناسبات والمحطات، كان آخرها ما حدث بمناسبة مقابلة لكــرة القدم، برسم منافسات دوري عصبة الأبطال الإفريقية بين “شبيبة القبائل” و”الوداد الرياضي”، لما تعمدت السلطات الجزائرية عدم رفع العلم الوطني المغربي، في انتهاك صارخ للقوانيــن والضوابط المنظمة والمؤطـرة لكرة القدم إفريقيا ودوليا، مما دفع بعثة الفريق المغربي إلى التدخل والاحتجاج، وبما أن العداء الكابراني لا مساحة له ولا حدود، وبدل العمل على رفع العلم الوطني المغربي التزاما بالقوانين السائدة، ضحت السلطات بالعلم الجزائري، الذي تم إنزاله بغباء، مقابل عدم رفع العلم الوطني المغربي.

الإصرار العمدي على عدم رفع العلم الوطني المغربي في مقابلة كروية إفريقية، ومنع الجمهور الودادي من دخول الملعب، وحجز معدات بعثة الفريق المغربي، دون اعتبار للرأي العام الكروي الإفريقي والدولي، ودون مراعاة قوانين وبرتوكول الاتحادين الدولي والإفريقي لكـرة القدم، معناه أن العداء الكابراني بلـغ درجة من الحمـق، ومستوى متقدم من الهلع، إلى حد أن رموز المملكة، باتت وحدها، تشكل “فوبيا” عصية على الفهم والإدراك، لنظام يسبح بحمد العداء المغربي/المروكي بكـرة وأصيلا.

وبما أن الأمر يتعلق بمقابلة كروية تجــري تحت لواء الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، فنــرى أن هذا الاتحاد لابد أن يتحمل مسؤولياته في إنفاذ القانون، لفرض هيبة كرة القدم الإفريقية، بناء على ما تم تسجيله في مباراة “شبيبة القبائل” و”الوداد البيضاوي” من انزلاقات متهورة، ماسة بقوانين وضوابط كرة القدم، واستحضارا لما تعرض له المنتخب المغربي المحلي لكــرة القدم قبل أيـام، من حرمان متعمد من المشاركة في نهائيــات بطولة إفريقيا للمحلييـن، دون إغفال ما وقع في مباراة افتتاح هذا الحدث الكــروي الإفريقي، من مشاهد وممارسات الحقد والكراهية والعـــداء، للمغرب ووحدته الترابية، في موعد كروي، يفترض أن يكون عرسا إفريقيا تحضر فيه مشاهد الوحدة والصداقة والتضامن وحسن الجوار وصون اللحمة الإفريقية.

وفي جميع الحالات، إذا كان الوداد البيضاوي المغربي قد انهزم في مباراة اعتيادية في كرة قدم، فقد نجح في إجبار سلطات نظام السوء على إنزال العلم الوطني الجزائري في قلب الجزائر، مقابل عدم رفع العلم الوطني المغربي، وهذا “الإنزال” غير المسبوق في تاريخ العالم، يؤكد مرة أخرى، أن الأمة العربية، ابتليت بنظام عصي على الفهم والإدراك، بات اليوم، أكبـر مهدد لأمن واستقرار الفضاء المغاربي، وأكبر عابث بالأمن القومي العربي، في وقت تجنح فيه الدول العاقلة، نحو التكتل والوحدة والتعاون، لمواجهة الرهانات والتحديات المشتركة، ولا يمكن إلا أن نأسف على ”قوة ضاربة” بلغت من الحمق درجات ومن العبث مستويات، إلى حد أنها لم تعد قادرة على تحمل “راية مغربية ترفع” و”نشيد وطني يعزف” و”خريطة مملكة تنشر” داخل أرض جزائرية، ابتليت بنظام، يسجل له التاريخ، أنه أهان شعبا ودولة برمتها، وهو ينزل علم الجزائر في أرض الجزائر… نظام لايجد حرجا في الانحناء أمام علم فرنسا، التي عاثت في الجزائر قتلا وفتكا وعبثا وسطوة وتحقيرا وإذلالا في زمن الاستعمار، لكنه لايتردد في معاداة علم دولة مغربية عربية إسلامية، كانت حضنا دافئا وملاذا آمنا للمقاومة الجزائرية، كما يشهد بذلك التاريخ والجغرافيا …

الاخبار العاجلة