عذرا غزة ! ما نحن قادمون
في أوطاننا وبيوتنا نحن قاعدون ،
منهمكون بالمال والبنون ،
خائفون من الإملاق والمنون ،
وللعيد بشغف منتظرون .
إليكِ أبدا لن نأتي ،
مهما صرتِ ولو دُمرتِ ،
فنحن لسنا منك كما أنتِ
لستِ منا وليس لنا عليك مِنة .
فعذرا غزة ! ليست لنا كرامة ولا عزة
ولن تسمعي لنا إِز ولا ركزا ،
فقد غدونا غثاء كغثاء السيل
وتكالبت علينا الجِراء بالنهار والليل .
ولم يعد بيننا للدين صلاح
يفتح القدس ويهدينا الى الفلاح .
لن ننصرك ياغـزة الأبِية ،
فنخسر من حلفائنا الهدية ،
وتضيع معاملاتنا التجارية ،
ونفقد مصالحنا السياسية ،
بذنبك يا غزة العصية .
حبي لك يا غزة جد كبير،
لكن قلبي أسير
يخشى القردة والخنازير
أخاف رعاتهم ، ولي في يدهم مصير ،
لو نصرتُك ألقى الحساب العسير ،
وأنا لست في غِنى عن الكرسي الوثير.
لك الله فهو نعم النصير .
فيك رجال أشداء لا يهابون نذير ،
وأطفال ما في الأرض منهم نظير ،
ونساء يدفن أشلاء شهدائهن بالتكبير ،
ويطمرن أطراف أطفالهن بكبرياء مثير ،
ويلدن بدل الشهيد الواحد الكثير .
أنتم يا أهل غزة وفلسطين !
قهرتم الجيش اللعين ،
فما حاجة قوم بواسل
بعسكر إجفِيلٍ متكاسل ؟
أنتم أرهبتم عدوكم بالقسام والصبرِ
وأرغمتم الصهيون على التعفن في الجحرِ
و أحلتم الانكسار الى نصرِ .
شهداؤكم في الجنة وموتاهم في النارِ
ونحن ـ المتمسلمون ـ لبسنا ثوب العار .
الويل لهم ،أقتلهم يا جبار
والخزي لنا ، أين الفاروق عمر ؟
نسارع لنلبس ثوب العيد
ونقول لبعضنا : “عيد سعيد”،
وعيدكم برائحة الموت ولون الدم أكيد ،
تلبسون فيه جراح زُبُرَ الحديد ،
وتموتون بفخر ويولد طفل جديد
عن وطنه ودينه لن يحيد
حتى يندثر صهيون العتيد.
فطوبى لكم، ولنا شر الوعيد
حيث لا عيد لنا ولكم أجمل عيد .
فكل عيد و أنتم أشاوس مقاومون
وكل عيد ونحن جبناء خاضعون .
بقلم: عبد العزيز بوسهماين