ضياع المدرسة أم ضياع الوطن؟

24 نوفمبر 2017آخر تحديث : الإثنين 24 مايو 2021 - 3:05 مساءً
admintest
كتاب وآراء
ضياع المدرسة أم ضياع الوطن؟

بقلم ذ . عبد العزيز بوسهماين .

بالأمس كانت للمدرسة ، أو للمؤسسة التعليمية ، حرمة كبيرة كحرمة المسجد في الأيام الخوالي ، وكانت للمدرس ، أو المربي ، هيبة عظيمة كهيبة الامام في تلك الأيام . أما اليوم فقد ضاعت الحرمة وضاعت الهيبة ، وصارت المدرسة مجالا للعنف والصراع بشتى مظاهرهما.

نتساءل : هل المدرسة وحدها من ضاعت حرمتها في بلدنا العزيز ، وهل المدرس وحده من سُرقت هيبته ؟

لو تأملنا قليلا ، لوجدنا أنفسنا في الطريق المستقيم نحو ضياع وطن بأكمله . وبتشخيص دقيق سنجد أننا قد بلغنا مرحلة متقدمة من مرض خطير وسريع الانتشار سيفتك بالمجتمع ومنه الى الوطن ، انه مرض الانحلال الأخلاقي الذي يشبه في مفعوله مرض فقدان المناعة المكتسبة . حيث بقفداننا للقيم والأخلاق صارت لنا القابلية لفقدان أي شيء اخر .

ليست المدرسة وحدها من ضاعت حرمتها وهيبتها ، بل ضاعت حرمة المسجد ، وضاعت هيبة الدولة والادارة ، وتخلت المؤسسات عن أدوارها التربوية والاجتماعية …، وضاع العدل مما شجع ضياع الأمن والحقوق ، وقدمت الأسرة استقالتها ، وشنت الموضة ووسائل الاعلام حربا ضروسا لهدم ما تبقى من القيم والأخلاق ،وتفرخت لدينا جمعيات ومنظمات تدعو لحرية بلا قيود وحقوق تتجاوز الطبيعة الانسانية السليمة….

كل ذلك باختصار شديد يؤهلنا الى أن نصبح مجتمعا غابويا بامتياز يسود فيه العنف والجهل بشتى أشكالهما وتسود فيه الفوضى ” وقلة الحيا ” ، ويرشح الوطن للضياع .

مما يجعلنا ندق ناقوس الخطر لانقاذ الوطن خاصة وأن زحف الانحلال القيمي والأخلاقي وزحف العنف وظواهر أخرى تحت مسميات ومسوغات حقوقية زائفة وصل الى المؤسسات التعليمية التي يفترض فيها أن تكون قلعة محصنة من تفشي تلك الظواهر ومصحة للوقاية منها ومعالجتها .

ولا أجد في موقف الضياع هذا تعبيرا أبلغ من شعر أحمد شوقي :

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ………….. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

إذا أصيب القوم في أخلاقهم …………… فأقم عليهم مأتماً وعويلاً

الاخبار العاجلة