إصدار جديد ،ملحمة جبل ابران ،ملحمة شعرية ريفية تؤرخ لأحداث معركة أنوال المجيدة 1921

25 يوليو 2021آخر تحديث : الأحد 25 يوليو 2021 - 9:01 مساءً
مصطفى جلال
ثقافة وفنونسلايدر
إصدار جديد ،ملحمة جبل ابران ،ملحمة شعرية ريفية تؤرخ لأحداث معركة أنوال المجيدة 1921

أنشودة ادهار ابران هي نوع من القصيد، أو من الشعر الملحمي، من الحجم المتوسط ،لمؤلف مجهول

تكمن أهمية هذا النص الشعري الفريد في بابه الثري في موضوعه التاريخي في كونه ينتمي إلى الرواية الشفوية في التأريخ لذلك الحدث الكبير. يضيف الأكاديمي محمد بريغاش.

إنه وثيقة تاريخية نفيسة تقدم وجهة نظر من عاشوا الحدث في الميدان والقصيدة تشيد بالملامح البطولية التي سطرها مجاهدو حرب الريف ضد عدو غاز يفوقهم عددا وعتادا. هذا ولم يمنع الجو الحماسي للقصيدة من الإشارة إلى ويلات تلك الحرب وفصولها التراجيدية في صفوف الجانبين.

وعموما فإن هذا العمل يعكس الذاكرة المشتركة والجماعية لشعبي البلدين، وهو وثيقة تاريخية قيمة ترصد ذلك الحدث التاريخي المعروف في اسبانيا بكارثة أنوال el desastre de Anual من وجهة نظر عاطفية وشعرية اعتمادا على الغناء والموسيقى، ليقدم لنا في النهاية مصدرا اخر من مصادر تلكم الحرب التى وان انتهت باستسلام أمير المجاهدين محمد بن عبد الكريم الخطابي في 25مايو 1926فانها كانت أول انتصار للمستضعفين بعد أن استحكمت القوى الاستعمارية قبضتها على العالم مما جعل اصداءها تصل إلى كل أرجاء المعمورة.

IMG 20210725 WA0032 - جريدة سوس 24 الإلكترونية

عنوان القصيدة يشير إلى ادهار ابران el cantar del monte Aberran وهو جبل يتواجد على بضع كيلومترات من أنوال حيث مسرح المعركة الشهيرة، قبالة جبل قاما الشهير الواقع في قبيلة تمسمان حيث اهم فصول معركة أنوال ضراوة وشدة، وفيها مني الجيش الاسباني بأولى انتكاساته العسكرية الفادحة كمقدمة لأخرى اعقبتها فيما بعد، من قبيل تلك التي أشار إليها النص كمعارك اغربن وسيدي دريس ،أنوال دريوش وجبل العروي وهذه كلها اسماء لمواقع عسكرية شيدتها اسبانيا طوال مدة توغلها في المنطقة..

هذا وقد دفعت  أهمية هذا النص وما ينطوي عليه من مضامين مختلفة الأستاذين محمد بريغاش ومحمد الوالي إلى نقله إلى اللغة الإسبانية قصد التعريف به في اسبانيا وإشاعته بين المؤرخين والدارسين على حد سواء.

وعموما فإن هذا الإصدار الجديد يروم على طريقته إلى الاسهام في تخليد الذكرى المئوية للأحداث أنوال الخالدة، كما بقصد أيضا إلى إعطاء فكرة شاملة عن وجهة نظر محلية لا تخضع لمنطق مزايدات الوطنيين ولا لثنائية الغالب والمغلوب بل ترى أن تلك الأحداث كانت أليمة للجانبين الاسباني والمغربي ومازالت تبعاتها منذئد ترن في أذن تاريخ العلاقات بين البلدين وترخي بظلالها على جوانبه الحميمية والثقافية والسياسية.

من أجل تقريب قراءة  ترجمة هذا  العمل للملتقى ، قاما الباحثان بتحديد سياق ظهور النص وظروف بلورته ونشأته حيث عمدا، أولا بوضع مدخل تقديمي له يبين وزن وقيمة ومكانة تلك الأحداث في المخيال التاريخي والأدبي الاسباني والريفي.

ثانيا : قدما دراسة نقدية دقيقة لمختلف مضامينه السيميائية والبلاغية والشكلية وحمولته التاريخية مع رصد حضورها في المخيال الجماعي الريفي.

ثالثا : أرفقا القصيدة الملحمية بهوامش فيها تعليقات وتنبيهات مهمة تشمل شرحا لبعض معاني مفردات القصيدة ودلالتها الاجتماعية والثقافية والتاريخية ناهيك عن تقريرات وافية بخصوص بعض الأحداث وأسماء الأماكن المذكورة  في  النص الشعري مع توجيه وتصويب بعض الأبيات عند الضرورة.

واجمالا بتخليد هذه القصيدة للذكرى المئوية الأولى لتلك الحرب فإنه ينقذ من مخالب الإهمال والنسيان نصا ظل مجهولا لعقود من الزمن، فهلا نهض الباحثون والمهتمون لإنقاذ مثل هذا التراث من الضياع. فهناك العديد من مثل هذه الوثائق والنفائس تحتاج إلى من ينقذها من الإهمال ويتعهدها بالبحث  والدراسة.

الاخبار العاجلة