خطر الحرب في السودان يتعدى البرهان و حميدتي إلى حرب أهلية و إقليمية

23 أبريل 2023آخر تحديث : الأحد 23 أبريل 2023 - 8:30 مساءً
admintest
أخبار دوليةسلايدر
خطر الحرب في السودان يتعدى البرهان و حميدتي إلى حرب أهلية و إقليمية

بقلم: حاتم العناية

اندلعت، في 15 أبريل، مواجهات مسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، ومناطق أخرى، واستعمل الطرفان الأسلحة الثقيلة، وتوعد الجيش بمواصلة القتال حتى حل قوات الدعم السريع، فيما توعدت قوات الدعم السريع بمواصلة القتال حتى السيطرة الكاملة على الجيش.
كان قائدا الطرفين يدعمان بعضهما إلى أن اختلفا على توقيع الاتفاق الإطاري النهائي مع المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير في 5 دجنبر 2022، وهو الاتفاق الذي جرى التوصل إليه برعاية دولية من الرباعية التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات والسعودية، إضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. ففي حين أيد قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، الاتفاق النهائي، ربط قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، تنفيذ الاتفاق بمسألة دمج قوات الدعم السريع في بنية الجيش.
وعلى رغم موافقة الطرفين المتحاربين في السودان على وقف إطلاق النار استجابة لدعوة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بالتنسيق مع السعودية والإمارات، إلا أن القتال تواصل، وتعرضت قافلة دبلوماسية أميركية لإطلاق نار في أعمال العنف المتصاعدة، بينما تشعر الولايات المتحدة والغرب بقلق من استمرار القتال بينما لا يمتلكان سوى القليل من أوراق الضغط.
فلم تسفر جهود وزير الخارجية بلينكن عن نجاح ملحوظ حتى الآن مع الجنرالين المتحاربين في السودان. فقد تواصل إطلاق النار والقتال الذي أدى إلى مقتل وإصابة المئات. لكن القتال الذي اندلع يحمل علامات الحرب الأهلية و كلا الجانبين لهما قواعد عسكرية في جميع أنحاء البلاد، وكلاهما يرى هذه المعركة من منظور وجودي، ولهذا فإن استمرار القتال يؤكد أنه صراع خالص على السلطة لمن سيسيطر على السودان.
إن الحرب قد تجر في النهاية جيران السودان مثل تشاد ومصر وإريتريا وإثيوبيا إلى الصراع، حيث لا يعرف أحد ما إذا كانت قوات الدعم السريع أو الجيش سيهزم الآخر، لكن سعيهما قد يقلب المنطقة رأسا على عقب.
لكن بقدر ما تراقب الولايات المتحدة دعم مصر وعدد من الدول العربية المؤثرة للبرهان باعتباره رأس الحكم الحالي في السودان، بقدر ما يزعجها تطوير روسيا و”مجموعة فاغنر” علاقات واتصالات واضحة مع قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي التي تسيطر على الجزء الأكبر من مناجم الذهب المربحة في السودان، والتي منحته مصدرا مستقلا واضحا للتمويل تغذيه تجارة غير مشروعة للخام الذي يتم تهريبه ويقع في أيدي روسيا.
ويخشى الباحثون في واشنطن من توسع نفوذ “فاغنر” في المنطقة، حيث أقامت علاقات مع من خططوا للانقلاب في مالي وبوركينا فاسو، ونفذت عمليات لمكافحة التمرد في جمهورية أفريقيا الوسطى في وقت حذر مسؤولون فرنسيون وأميركيون من نفوذ الكرملين المتزايد في منطقة الساحل المضطربة.
وتنشط “فاغنر” أيضا في جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث اتهمت جماعات حقوقية أفراد المجموعة الخاصة الروسية بقتل المدنيين في مواقع التعدين، وشاركت أيضا في الحرب الأهلية الليبية.
وعلاوة على ذلك، تتطلع قوى إقليمية مختلفة إلى الساحل السوداني المطل على البحر الأحمر، بما في ذلك روسيا، التي لديها اتفاق محتمل لإنشاء قاعدة بحرية في السودان من شأنها أن تمنح موسكو طريقا إلى المحيط الهندي، كما تأمل الإمارات العربية المتحدة في حماية مصالحها الاستراتيجية طويلة المدى في السودان، ووقعت اتفاقية مع الحكومة السودانية بقيادة البرهان بقيمة 6 مليارات دولار لبناء ميناء جديد على الساحل السوداني المطل على البحر الأحمر لشركتين إماراتيتين.
كما أن مصر التي دعمت في السنوات الأخيرة المبادرات الإقليمية السعودية والإماراتية للحل السلمي في السودان، هي من المؤيدين الأكثر وضوحا للبرهان، حيث تعتبره القاهرة حصنا للاستقرار وحليفا محتملا في الخلافات الجيوسياسية مع إثيوبيا حول بناء “سد النهضة” الضخم على نهر النيل.
أن التطورات في السودان خلال الأيام القليلة الماضية ليست جيدة لاستقرار الأمة أو آفاقها لأي انتقال إلى الحكم الديمقراطي كما لا يبدو أن هناك طريقا سهلا لحل قصير المدى. وما يجعل الأمر أكثر صعوبة هو وجود رجلين قويين، كلاهما يقود جيشا تحت تصرفهما، ويقاتل كل منهما الآخر على السلطة وهما غير مستعدين للتنازل عنها”.
ولهذا، فإن المخاطر خلال الاضطرابات الحالية يمكن أن تتجاوز المستقبل القريب للبرهان وحميدتي وحتى الأمة السودانية، كما يمكن أن يكون استقرار المنطقة في خطر.

الاخبار العاجلة