ذ . عبد العزيز بوسهماين
جرح بمساحة وطن ذاك الجرح الذي أصيب به الوطن بسكين وحوش آدمية ليسوا منا وان عاشوا بيننا .
السكين الذي فصل رأسي السائحتين الاسكندنافيتين عن جسديهما هو نفسه السكين الذي قطع أوصال الوطن معنويا ، ومزق أحشاء الأمن والأمان الذي عُرف عنا وعُرفنا به ، وذبح شرايين التسامح والكرم الذي طالما مُدحنا بهما .
جرح غائر بعمق بئر سحيق يصعب اندماله مهما صببنا عليه من ترياق الشجب والادانة والخجل، لأننا أمة حُرم عليها الظلم وكان قتل النفس عليها محرما .
واقعة ” شمهروش ” المجنونة أفجعتنا أكثر ما أفجعت الدولتين الأصليتين للضحيتين ، وآلمتنا أكثر من ألم الاعناق التي فُصلت .
غريب أن ينبت بيننا مثل هؤلاء الأوابد ونحن في غفلة من ترعر عهم وتكوينهم وغسل أدمغتهم من طرف عصابات تتاجر بالدين لتسمه سوء الوسم .
أين كنا ؟ وكيف سمحنا بهذا ؟؟
أكيد أننا مسؤولون بنسبة كبيرة عن هذا التوحش الذي بدأ يتسلل الينا بين ظلمة الجهل وقهر الفقر وانتعاش البؤس وتلوث الفكر وتعكر الدين .
ألم يحن الوقت – خصوصا بعد مأساة “شمهروش” – لاعادة النظر في مقارباتنا التربوية والتعليمية وطرائقنا الأمنية، وفي تدبيرنا الاقتصادي و الاجتماعي ؟؟