جدل “الشيخ” و”الشيخة”

24 أبريل 2022آخر تحديث : الأحد 24 أبريل 2022 - 7:50 مساءً
admintest
كتاب وآراء
جدل “الشيخ” و”الشيخة”

بقلم : عزيز لعويسي

قد نتقبل أو نتفهم زوبعة الجدل التي أثارها مسلسل “فتح الأندلس” الذي يعرض على القناة الأولى في إطار عروضها الرمضانية، وذلك لاعتبارات مرتبطة بتاريخ الأمة وتراثها الجماعي وهويتها المشتركة، لكن أن يسيل لعاب الجدل حول دور “شيخة” في مسلسل درامي، فهذا الجدل يصعب علينا تفهمه أو استيعابه في ظل إيقاعات مجتمعية صعبة، تقتضي ترك ساحة معارك الإثارة التي تجري طقوسها في مواقع التواصل الاجتماعي، والانكباب بمسؤولية وروح مواطنة على فتح نقاشات جادة ومسؤولة، حول ما نتخبط فيه من مشكلات متعددة المستويات.

من ينظر إلى حالنا ونحن نشهر سيوف الرفض والإدانة في وجه مسلسل درامي قسم المغاربة إلى أحزاب وشيع، بعضها بارك خروج الشيخ وبعضها الثاني تبرأ من الشيخة وبعضها الثالث طبع معها بل وتضامن معها، من يتأمل فيما أحدثه دور الشيخة من لغط وجدل في الواقع كما في الافتراض وصل حد التراشق بالكلمات واللجوء إلى خيارات القصف والقصف المضاد، يظن أننا “مجتمع” بلغ مستويات متقدمة من الانضباط والتوازن والالتزام والاحترام، وأدرك درجات محمودة على مستوى سلم الترقي الديني والقيمي والأخلاقي، ولم يعد أمامنا سوى الترصد لبعضنا البعض بحثا عن ممارسة إبداعية أو إنتاج إعلامي قد تفوح منه رائحة الانزلاق القيمي والانحراف الأخلاقي.

لكن للأسف تفصلنا مسافات زمنية عن ثقافة الرقي القيمي والأخلاقي والتربوي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي والإعلامي، بعيدين كل البعد عما يفترض أن يجمعنا من قيم دينية ووطنية تتقاطع فيها مسالك المسؤولية والاحترام والالتزام والتعايش والتسامح، مشكلتنا كمغاربة أكبر من ممثلة تقمصت دور “شيخة” في مسلسل درامي عابر عبور السحاب، لن يستطيع البتة تحويل المغاربة إلى شيخات وشيوخ متسكعات ومتسكعين في الأسواق الأسبوعية والأعراس والحفلات والمحطات الطرقية والمواسم، وأعمق من قضية “تطبيع” من عدمه مع “شيخة” تعد جزءا لايتجزأ من الموروث الثقافي والشعبي المغربي شاء من شاء وأبى من أبى، مشكلتنا أننا نترك الجوهر ونجري وراء القشور عديمة الفائدة، ونستغل الفرص ولو كانت ضائعة أحيانا، لنمرر ما يعترينا من مشاعر الأنانية والحقد وتصفية الحسابات، وما يسيطر علينا من أحاسيس الرفض والإقصاء، مشكلتنا أننا لا نتقبل بعضنا البعض ولا نؤمن بما يميز بعضنا البعض من اختلافات في الأفكار والمواقف والثقافات والمرجعيات، ولا نجد حرجا في إشهار سيف الإدانة في وجه كل مشهد أو فكرة لا تتناسب وأفكارنا ولا تساير مرجعياتنا ما ظهر منها وما بطن.

بالعودة إلى المسلسل المثير للجدل وخاصة إلى الممثلة التي تقمصت دور الشيخة التي أسالت لعاب الجدل، لابد من الإقرار أننا أمام عمل إبداعي، التعامل معه يقتضي أولا الإلمام بالفن وما يرتبط به من تاريخ وضوابط إبداعية وتقنية، كما يقتضي ثانيا تتبع كامل حلقات المسلسل بما في ذلك الاطلاع على السيناريو، حينها يمكن إبداء الرأي في مضامينه ورسائله، وخاصة في دور الشيخة والطريقة التي قدمت بها في إطار الرؤية الفنية للسيناريو والبناء الدرامي لأحداث المسلسل، وذلك في إطار من المسؤولية والاحترام والالتزام، غير ذلك، فأي نظرة للمسلسل ككل، لن تكون إلا نظرة انطباعية خارج النص لا تلزم إلا صاحبها، وفي هذا الإطار، لايمكن سلب الجمهور من حق النقد لعمل إبداعي، لكن في ذات الآن، لايمكن القبول باستغلال الإبداع الإنساني، لتمرير رسائل أو التعبير عن مرجعيات معينة أو حتى الركوب على الموجة بحثا عن الإثارة أو الدعاية أو الوصاية، لا من جانب “من ينتج” ولا من زاوية “من يتفرج”.

“الشيخ” الذي أشهر سلاح الرفض والادانة في وجه “الشيخة” في جلسة وعظ وإرشاد، نتساءل هل تابع حلقات المسلسل كاملة أم سمع عنها ؟ إذا تابعها كاملة، نرى أنه وقع في المحظور لأنه حرص على متابعة مسلسل درامي لا يتناسب وقناعاته الشخصية ومرجعياته الدينية، وإذا لم يتابعه وعلق عليه أو أصدر حكما مسبقا عليه، فهذه طامة كبرى، لأنه أبدى مواقف بشأن عمل إبـداعي لم يشاهده، وفي جميع الحالات، سواء تابع الحلقات أو سمع بها، فالفن يبقى فنا والواقع يبقى واقعا، وحق الرد والنقد مكفول للجميع، لكن بشرط عدم الخروج عن قواعد المسؤولية والاحترام والقبول بالرأي والرأي الآخر، ودون أن تحضر نية تصريف توجهات ومرجعيات معينة أو محاولة فرض الوصاية على الآخرين، أو ممارسة التأثير عليهم برفع يافطة الدين والأخلاق والنهي عن المنكر.

بمفهوم المخالفة، فتركيز “الشيخ” على “الشيخة” في مسلسل درامي، معناه أن كل الإنتاجات الدرامية السابقة، توفرت فيها شروط الإبداع والتميز والرقي، بما فيها المسلسلات التركية، ولم يحدث الانحراف أو الانزلاق الإبداعي إلا من خلال مسلسل “المكتوب”، بينما الحقيقة التي لايمكن حجبها أو إنكارها، أن الدراما المغربية، سبق أن تناولت قضايا وأدوارا أكثر حرجا وجرأة، ومع ذلك، لم تتحرك نحوها ناعورة الجدل والنقد كما حدث مع دور “الشيخة” ولم ترصدها ربما عيون ومواقف “الشيخ”، وهنا نتساءل كمتتبعين للشأن الوطني، لماذا شخصية “الشيخة” وحدها دون غيرها، فتحت شهية النقد لدى “الشيخ” في هذا الموسم الرمضاني، علما أن المسلسل يستعرض جملة من المواقف عبر عدة شخصيات تتحكم في الخيط الناظم الذي يؤطر السيناريو؟ ولماذا رأى فيها ذات الشخص المفهوم المرادف للعاهرة والمنحلة والساقطة، ولم ير فيها المرأة والأم وربة البيت والفنانة الشعبية المكافحة من أجل لقمة العيش؟ لماذا حضر فعل “الفجور” و”التفسخ” في “الشيخة” بلحمها وشحمها، بينما “العبث” بكل تمظهراته يحضر في الموسيقى والغناء العصري والفولكلورالشعبي، كما يحضر في السياسة والاقتصاد والمجتمع والمدرسة والأسرة والمجتمع بكل أطيافه؟ ولماذا اكتفى بتوجيه صك الاتهام، دون أن يعالج قضية “الشيخة” في أبعادها التاريخية والتراثية والنضالية والواقعية والحقوقية والنسائية والإنسانية والحياتية؟ بل لماذا لم يقدم على معالجة المسلسل معالجة فنية وإبداعية تضع السيناريو والإخراج وأداء الشخوص تحت المجهر، خاصة في ظل الحديث أن المسلسل “منقول من أعمال درامية تركية”.

مقابل ذلك، وعلى الرغم من أننا ندرك أن “دور الشيخة” يبقى مجرد عمل فني وإبداعي، فخرجة “الشيخ” تتيح الإمكانية لمسائلة الإنتاج التلفزي الوطني الذي لازالت تطارده جائحة النقد والجدل والرفض والاستنكار في رمضان وخارج رمضان، بناء على ما يبثه من برامج ومسلسلات الكثير منها مكرس للرتابة والبؤس والتفاهة أحيانا، دون اعتبار لحق المشاهدين من دافعي الضرائب، في إنتاجات وطنية هادفة تستجيب لحاجياتهم في التثقيف والترفيه والتربية والتوعية والإرشاد، وفي هذا الإطار نتساءل، ألم يكن من الأجدر الاجتهاد في بث عروض تلفزية خاصة تستجيب وخصوصيات هذا الشهر الكريم، من برامج تثقيفية وتربوية وترفيهية، ومسابقات قرآنية ومسلسلات درامية تاريخية ودينية ووطنية ملامسة لتاريخ الأمة وثوابتها الدينية والوطنية، داعمة للأخلاق والقيم والتربية؟ ألم يكن من اللائق بالنسبة للقناة التي تبث المسلسل، الرهان خلال هذا الشهر الكريم، على عمل إبداعي آخر يجمع المغاربة على نفس المائدة، بدل الدفع بمسلسل نجح في تحريك مشاعر اللغط والجدل والتفرقة والاتهام والاتهام المضاد؟

وإذا ما تركنا جدل “المكتوب” جانبا، فإذا كان لا مناص من تحريك ناعورة النقاش وإثارة زوبعة الجدل، فمن الأجدر أن يشمل ذلك مجموعة من الملفات والقضايا المجتمعية الساخنة وما أكثرها، من قبيل توسع دائرة الفقر والبؤس الاجتماعي وما يتخلل المجالات الحضرية والريفية من أزمات متعددة المستويات، وما تتخبط فيه المدرسة المغربية من احتقان طال أمده، وما وصلت إليه مهنة المدرس من تواضع لافت للنظر، وما يسجل سنويا من أرقام مرعبة للهدر المدرسي والجامعي تضع الملايين من الأطفال والشباب خارج زمن التربية والتعلم، وشيوع السلوكات اللامدنية داخل المدارس، وتسلل جائحة “النقط مقابل الجنس” إلى جسد الجامعة المغربية، وما تعانيه المنظومة الصحية من مظاهر القصور والمحدودية، وما يتحمله مغاربة الجبال والقرى النائية من صعوبات في العيش في ظل هيمنة شبح الجفاف وشح الماء.

إذا كان لا مفر من إثارة الجدل، فيفترض أن تطال زوبعته ما يعانيه الملايين من المغاربة في معيشهم اليومي بسبب ارتفاع حمى الأسعار وتداعيات جائحة كورنا، والمتشردين الذين يصولون ويجولون في المدن وأطفال الشوارع والمتسولين والباعة المتجولين، وشيوع ثقافة العبث وانعدام المسؤولية والأنانية المفرطة، وتدني منسوب المواطنة وارتفاع جرعات الانحراف والجريمة، وتمدد بؤرالعبث السياسي والترامي على المال العام والفوارق الاجتماعية الشاسعة، وتفشي ثقافة اليأس والإحباط وانسداد الأفق، وسبل الرفع من التنمية البشرية والاقتصادية في ظل النموذج التنموي الجديد، وواقع وآفاق قضية الوحدة الترابية للمملكة، وما يتهددنا كأمة مغربية من تحديات آنية ومستقبلية.

أما ترك كل هذه القضايا الحقيقية التي تؤثر على حاضر الأمة ومستقبلها، وتركيز البوصلة كاملة نحو عمل إبداعي لا يؤخر ولايقدم، فنرى فيه مرآة عاكسة لما بات يسيطر علينا من “نفاق” و”ازدواجية مواقف” في مجتمع يعيش أزمة مبادئ ومواقف وأخلاق، نجلد فيه “الشيخة” أمام الملأ في النهار، ولا نتردد في الاستماع إليها ومجالستها في الليل، نثور في وجه ممثلة تقمصت دورا في عمل إبداعي، وفي ذات الآن، نلعب دور “الكومبارس” أمام فضائح “النقط مقابل الجنس”، نستعرض عضلاتنا باسم الدين والقيم والأخلاق، ونلتزم الصمت حيال ما يعتري المجتمع من ممارسات الانحراف والجريمة والعبث والفساد، نرى في “الشيخة” صورة العاهرة والساقطة والمتفسخة، ونغض الطرف عن تجار الدين والسكارى ومروجي المخدرات واللصوص وناهبي المال العام، ونقف مكتوفي الأيدي أمام ما يجري داخل الحانات والملاهي الليلية والشقق المفروشة، نظهر بمظهر المدافع الشرس عن القيم والأخلاق، وفي ذات الآن ننتهك حرمات القيم ونغتصب الأخلاق بأنانيتنا وجشعنا وعنادنا، وعدم احترام بعضنا البعض و”قلة حيائنا”، ننتقد حسب المزاج، ونطبع حسب الأهواء، نصلي في المساجد، ونأتي المنكرات ما ظهر منها وما بطن، نتظاهر بمظهر التضامن والتكافل، ولا تتحرك عواطفنا حيال الفقراء والبؤساء وأطفال الشوارع والأمهات العازبات والمتشردين، ننتقد ما يعتري المشهد الإعلامي من مشاهد العبث والتفاهة، ولا نتردد في الركض وراء الإثارة والركوب على الأحداث، بحثا عن الأضواء والنجومية المزيفة…

البعض أدلى بدلوه في الواقعة وأعلن الاصطفاف في خندق الشيخ في مواجهة “الشيخة” ومن يدور في فلكها، بمبرر أن دور هذا الشيخ هو “التوجيه الديني والأخلاقي” و”النهي عن المنكر” وليس من مهمته إبداء الرأي فيما هو اقتصادي أو اجتماعي، ولا يمكن إلا القبول بهذا الطرح من حيث الشكل، لكن من حيث المضمون نتساءل: لماذا رصدت بوصلة “الشيخ” مسلسل “المكتوب” ولم ترصد مسلسل “فتح الأندلس” على الرغم من ملامسته لتاريخ الأمة وهويتها المشتركة ؟ أليس للتوجيه الديني أخلاقيات وضوابط ومؤسسات رسمية؟ هل يحضر فعل “النهي عن المنكر” فقط في عالم الفن والموسيقى والإبداع وتغيب شمسه في قطاعات ومجالات مجتمعية أخرى؟ أليست هناك ضوابط وقواعد دينية وأخلاقية وتواصلية تؤطر خرجات من يوصفون بالدعاة والشيوخ أم أن كل “شيخ” أو “داعية” يغني على ليلاه ؟ أليست “شخصنة” الوعظ والإرشاد والنهي عن المنكر في شخص أو في أشخاص بذاتهم، يجعلنا وجها لوجه أمام خطاب ديني خارج المؤسسات الرسمية بكل ما لذلك من تشويش على الأمن الروحي للمغاربة؟ أليست هناك استراتيجية لضبط إيقاعات المشهد الديني الوطني في ظل تناسل “الشيوخ الافتراضيين” الذين باتوا يشكلون أشبه ب”الزوايا الافتراضية” التي باتت تستقطب الآلاف من المريدين/المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟

أسئلة من ضمن أخرى، ليس القصد منها قصف “الشيخ” ولا التطبيع مع “الشيخة”، وليس الهدف تقديم دروس وعبر، ولسنا على استعداد لمباركة هذا الطرف أو ذاك كما فعل البعض، في “مشهد جدلي” لايمكن فصله عما بات يعتري العالم الأزرق من مشاهد الإثارة والتأثير والاسترزاق والركض وراء الأضواء والشهرة والنجومية، وعليه لايمكن البتة إخفاء شمس الحقيقة بالغربال، لأن مشكلتنا ليست مع “الشيخة” ولا حتى مع “الشيخ” الذي لايمكن البتة سلبه حقه في التعبير وإبداء الرأي، بل مع “الفقر” و”البؤس” و”المدرسة” و”التربية” و”المساواة” و”العدالة الاجتماعية والمجالية”، مشكلتنا مع “العبث” القيمي والأخلاقي والسياسي، مع “الأنانية” و”انعدام المسؤولية” وغياب “ثقافة الالتزام والاحترام”، مشكلتنا باختصار مع “النفاق الاجتماعي” الذي يجعل الكثير منا يتغير كالحرباء على مستوى الأفكار والمبادئ والمواقف والمرجعيات، وإذا كان لابد من الحل، فلا حل بدون “أسرة” مسؤولة تتحمل مسؤولياتها المواطنة في التربية والتنشئة، و”مدرسة” عصرية تنمي الفكر وتبني القيم الدينية والوطنية والإنسانية وترعى القدرات والمهارات، و”مجتمع مدني” فاعل ومنتج يساهم بروح مواطنة في بناء الأجيال، و”مؤسسات دينية” نشيطة وناجعة تضطلع بأدوارها كاملة في مجال التوجيه الديني والأخلاقي والقيمي، و”أحزاب سياسية” حقيقية تساهم من جهتها في التأطير المجتمعي، و”مؤسسات وطنية” مواطنة تتحمل مسؤولياتها المجتمعية في التأطير والتوجيه والتشخيص والتقويم والتجويد، و”إعلام” مهني وأخلاقي يتحمل وزر التربية والتأطير والارتقاء بمستوى الأذواق…

غيـر هذا، سيبقى الوضع على ما هو عليه، وسنبقى أوفياء لعاداتنا القديمة، في انتظار مسلسل جديد نعلق عليه ما نحن فيه من تناقض ونفاق وبؤس وتواضع، على أمل أن نرتقي بمستوى الخطاب الديني والتربوي والسياسي والمجتمعي، ونساهم أفرادا وجماعات في بناء الوطن بمسؤولية وتضحية ونكران ذات والتزام، ومهما اختلفنا في الرأي، فالخلاف لايفسد للود قضية، ومحبة الوطن تقتضي أن نتحمل بعضنا البعض بكل اختلافاتنا وتنوعنا ومرجعياتنا وميولاتنا، ونختم بالقول، إذا كان لابد من إبداء الرأي أو التوجيه، فليكن ذلك في إطار ضوابط الاحترام والجدال الحسن والموعظة الحسنة والرأفة والرحمة والتبصر والسداد، بعيدا عن ضفاف “الوصاية” و”الإثارة” و”التأثير” و”الإقصاء” و”الهجوم” و”العنف” و”الكراهية” …

الاخبار العاجلة