تهريج التعليم واعدام لغة الضاد

2 ديسمبر 2013آخر تحديث : الإثنين 24 مايو 2021 - 3:35 مساءً
admintest
كتاب وآراء
تهريج التعليم واعدام لغة الضاد

ع.العزيز بوسهماين

هل نحن اليوم في زمن الرويبضة ؟
الرويبضة كما أخبرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هو الرجل التافه يتكلم في أمور العامة.
و من حيث الأصل اللغويّ : الرُّوَيْبِضَةُ : تصغير الرابضة ، وهو راعي الربيض ، والربيض : الغنم ، والهاء للمبالغة.
هذا، وقد أجمعت تعاريف العلماء على أن الرويبضة هو الرجل التافه الحقير الفويسق ينطق و يتحدث في أمور العامة ، وهو من لا يؤبه له، وهو العاجز الذي ربض عن معالي الأمور ،وقعد عنها ..
وبالعودة الى معنى الحديث النبوي الشريف فالرويبضة يأتي في السنوات الخداعات ويتحدث في الأمور العظمى للأمة حيث يجب أن يتحدث العقلاء وذوي الاختصاص وحيث يجب أن يسكت أهل الجهل العام و يحجم أهل الجهل الخاص عن الخوض في تلك الأمور.
واللغط الذي نعيشه هذه الأيام حـول الـدعوة التي أطلقها بشكل رسمي أحـد أكبـــر دعـاة الفرونكوفونية وأحد محترفي مهنة الاشهار والقروض الصغرى والتي يدعو من خلالها الى تدريج التعليم ونزع الطابع الديني عن التعليم الأولي لا شك أنه يدخل في خانة السنوات الخداعات التي يبدو أنها أدركتنا …
الدعوة التي أطلقها صاحبنا تهدف طبعا الى تهريج التعليم وافناء اللغة العربية التي مازالت صامدة رغم الهجمات التي تلقتها وما زالت تتلقاها من طرف نفس الدعاة الفرنكوفونيين لأنها رمز وحدة الدين الاسلامي الذي يحاربونه في حقيقة الأمر ، وما يؤكد ذلك هو دعوته ومن معه الى نزع الطابع الديني عن التعليم الأولي الذي يقوم بتحفيض سور من القرآن الكريم لتلاميذ ما دون السادسة .
العصفور الثالث الذي يهدف المخطط الى اسقاطه – والمدعوم اعلاميا على الأقل – هو مزاحمة الأمازيغية التي انتزعت حقها دستوريا وما زالت تبحث عن مكان لنفسها في المقررات الدراسية وتبحث لها عن حيز زمني لتدريسها بشكل فعلي بدل ادراجها في المذكرات اليومية وجداول الحصص للمدرسين بسبب مجموعة من الاكراهات متعلقة بالتكوين و المناهج .الا أنه لحد الساعة لم نسمع من دعاة الأمازيغية الكبار أي رد فعل حول هذه الدعوة الملغومة التي اعتبرها البعض مشروع جريمة قتل في حق التعليم واللغة والدين، اللهم اذا كان الأمر يتعلق بصفقة تتوحد فيها الايديولوجيات والأهداف بعيدة المدى والمملاة من جهات أجنبية .
دعوة نور الدين عيوش الى تدريج التعليم والتي أطلقها مؤخرا عبر رفعه مذكرة الى عمر عزيمان الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للتعليم ما كان ينبغي أن يؤبه لها من طرف القنوات التلفزية العمومية و الجرائد الوطنية ولا من طرف مفكر كبير من حجم عبد الله العروي ،الذي يكون قد أسقط بقبوله تلك المناظرة البئيسة ورقة من أوراقه التي درسناها في الباكالوريا ، عملا بمقولة الفاروق عمر رضي الله عنه :”ان لله عبادا يميتون الباطل بهجره “.
أما الدارجة ، فلا تحتاج الى من يدافع عتها ، لأننا نستيقظ وننام بها ، ولأن أصغر طفل يستطيع التحدث بها بطلاقة دونما الحاجة الى دراستها .
و أما التعليم الذي يئن فله أهله ولا يحتاج الى من يدق آخر مسمار في نعشه ، وأما صاحب الدعوة فعليه أن يبحث عن الراقصة نور ليعاود الرقص معها بعيدا عن باحة التعليم والدين.

الاخبار العاجلة