“بنموسى” و”النقابات” .. أم اللقاءات

20 نوفمبر 2022آخر تحديث : الأحد 20 نوفمبر 2022 - 6:30 مساءً
admintest
كتاب وآراء
“بنموسى” و”النقابات” .. أم اللقاءات

بقلم: عزيز لعويسي

بعد وصول الحوار الاجتماعي القطاعي التعليمي، إلى ما وصف بالباب المسدود، وبعد أن قررت النقابات التعليمية الخمس، في بلاغ مشترك لها يوم 14 نونبر الجاري “إمهال الوزارة أسبوعا قبل خوض معارك النضال الوحدوي”، ولجوء بعضها إلى الإشهار المبكر لورقة الإضراب والاحتجاج، لقاء حاسم “مرتقب” بين شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والنقابات الخمس الأكثر تمثيلية، وذك غضون يوم الاثنين 21 نونبر 2022.

وفي ظل ما تعيشه الشغيلة التعليمية من احتقان غير مسبوق، واستحضارا لما لهذا الواقع الاحتجاجي من تداعيات على السلم الاجتماعي، ومن آثار مباشرة على وضعية المدرسة العمومية وصورتها المجتمعية، نأمل أن ينهي اللقاء المرتقب، آخر حلقات هذا المسلسل الحواري الهتشكوكي الذي طال أمده، بالتوقيع على اتفاق، يخلص الشغيلة التعليمية، من حالة الجدل والترقب والانتظار واليأس وانسداد الأفق، ويعبد الطريق، نحو صياغة نظام أساسي ” في مستوى التطلعات والانتظارات.

النموذج التنموي الجديد، الذي لا يستقيم عوده إلا في ظل منظومة تعليمية عصرية، وخارطة الطريق الجديدة، التي يعــول عليها لإدراك وبلوغ “مدرسة ذات جودة للجميع”، وفيروسات الاحتقان التي تنخر الجسد التعليمي، منذ سنوات عجــاف، وما وصلت إليه مهنة المدرس من تقهقر مجتمعي لافت للنظر مقارنة مع مهن ووظائف أخرى، كلها مبررات موضوعية من ضمن أخـرى، تفرض على الوزارة الوصية على القطاع التعليمي، ومن خلالها “الحكومة الاجتماعية”، المضي قدما في اتجاه إخراج نظام أساسي جديد يحظى بالإجماع، ليس فقط، لتخليص المدرسة العمومية من جمرة الاحتقان، بل وإحاطة خارطة الطريق بكافة شروط ومستلزمات النجاح.

النقابات التعليمية التي ضمنت موضع قدم ضمن تشكيلة المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، استبقت اللقاء المرتقب مع الوزير الوصي على القطاع، بعقد لقاء مشترك –يوم الأحد 20 نونبر 2020- بحضور بعض التنسيقيات، من أجل التشاور والخروج بصيغ نضالية موحدة عند الاقتضاء، وفي هذا الإطار، وبقـدر ما نثمـن الإقـدام على أية ممارسات وحدوية، بقدر ما ندين ما تعيشه الساحة النضالية من تشرذم نضالي بات فيه كل طرف “يغني على ليلاه”، بشكل أطلق ويطلق العنان لثقافة “الأنانية المفرطة” التي ضاعت وتضيع معها مطالب الشغيلة التعليمية في بعدها الشمولي.

وعليه، وبالنظر إلى أهمية المرحلة، التي ستفـرز نظاما أساسيا سيرهن مستقبل الأسرة التعليمية لسنوات طـوال، لم يعـد ممكنا الاستمرار في “عبث النضال” أو “نضال العبث” الذي لايزيد الوضع التعليمي إلا تدهورا وتعقيدا، و”الأنانية النقابية”، لم تعـد مقبولة في ظل ما ينتظر المنظومة التربوية من متغيرات ذات صلة بخارطة الطريق الجديدة، وما هو مرتقب من نظام أساسي، مادامت المصلحة واحدة ومطالب الشغيلة التعليمية تحظى بالإجماع النقابي في مجملها، على أمل أن تكـــون النقابات التعليمية، في مستوى هذه اللحظة المفصلية، لحفـظ ماء الوجه، بعدما بلغت الأسرة التعليمية من اليأس “عثيـا”، في انتظـار ما سيفـرزه اللقاء المنتظر، إن لم نقـل “أم اللقـاءات” بين الوزير “بنموسى” و”النقابات”.

الاخبار العاجلة