انتباه .. لقجع عقدة النظام الجزائري

15 مارس 2023آخر تحديث : الأربعاء 15 مارس 2023 - 11:25 صباحًا
admintest
كتاب وآراء
انتباه .. لقجع عقدة النظام الجزائري

بقلم : بوشعيب حمراوي

لا أحد يجهل قوة السعار والجنون الذي أصاب ويصيب النظام الجزائري وذبابه الأزرق، من جراء ما حققته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في عهد رئيسها الحالي فوزي لقجع. ليس فقط بما أنجزته المنتخبات الوطنية من ألقاب ومراتب جد متقدمة. ولكن على مستوى القرارات الجريئة التي أجهضت كلما خطط له هذا النظام الجائر من ركوب سياسي ومحاولات التضييق على المغرب والمغاربة وضرب مسار مخطط وحدته الترابية. وكذلك على مستوى المستوى الكبير الذي ارتقت إليه كرة القدم الوطنية على مستوى البنية التحتية والتموقع القاري والدولي. وطبعا فلا أحد يجهل قيمة الفرح والسعادة التي قد تفجر عروق هذا النظام في حال ما تعرض جامعة الكرة لهزة ما. فما بالك إن أصابت تلك الهزة رئاسة الجامعة. لكن هذا لا يعني أنه يمكن السكوت على ما قد يقع من تجاوزات واختلالات إن على مستوى التحكيم أو على مستوى طرق التعامل مع الأندية الوطنية وغيرها من الخدمات التي تدخل في صميم عمل الجامعة. والمفروض أن تتسم بالإنصاف وعدم التمييز. فعلى الجهات المتضررة اللجوء إلى سلك المساطر القانونية من أجل الإنصاف وترتيب الجزاءات على الموارد البشرية المتسببة في الضرر. وهي أمور لن تزيد الوطن إلى شموخا ورقيا. ولا يهم طبعا من سيقود قافلة كرة القدم (زيد أو عمر). بقدر ما يهم استمرار المحافظة على الريادة. وتفادي العودة إلى الوراء.
فهل ما يجري ويدور حاليا بخصوص انتفاضة بعض المحسوبين على نادي الرجاء البيضاوي ضد شخص فوزي لقجع، يدخل ضمن المساطر القانونية أو حتى (المعقولة) بلغة العامية ؟. فهل يصح أن تطالب هذه الفئة لقجع بالرحيل عن رئاسة الجامعة ؟ .. وهل كل ما يرفع بمدرجات جماهير الرجاء متوافق عليه من طرف جماهير الرجاء الكثيرة والمتنوعة داخل المغرب وخارجه، أم أن هناك فريق أو برلمان يتحكم في كل شيء .داخل المدرجات ؟. وهل تمتلك الحق في نعته بالفاسد دون أدنى محاكمة أو إدانة قضائية ؟.. وهل لها الحق في التقاضي والترافع عن هذا الملف علما مكتب النادي ورئيسه وممثله القانوني لم يبادروا إلى مقاضاة لقجع ولا حتى وضع شكايات احتجاج لدى الجامعة أو رئاسة الحكومة ؟؟ .. بل إن عزيز البدراوي رئيس النادي ما فتئ يشيد بلقجع ويثني على خصاله وأعماله في عدة لقاءات صحفية. فهو لدى البدراوي (رجل دولة)، الذي تغزل به وقال (كون كانوا عشرة بحال هذا السيد هذا في قطاعات أخرى كون المغرب مشى بعيد ..). أسئلة كثيرة تفرض على من قاموا بالاحتجاج الرد عليها من أجل مراجعة طريقة الاحتجاج التي قد تبدو سهلة التنفيذ لكنها وخيمة العواقب ليس على لقجع بل على النادي والبلد. فإن كان لقجع هو من يفسد في الجامعة، فإن أول من يجب محاسبتهم هم أعضاء مكتب النادي ورئيسه لعدم احتجاجهم ومطالبتهم بالإنصاف، وبعدهم يأتي أعضاء المكتب الجامعي برئيسهم وليس الرئيس وحده. فكيف يعقل أن يحتج الجمهور ويصمت مكتب النادي. و المفروض أن الجامعة مؤسسة ولا يمكن لأي كان أن يعبث فيها في غياب الأعضاء الجامعيين. فالجامعة ليست ضيعة يمتلكها لقجع. وباستهداف لقجع وحده بشعار الفساد أو الرحيل فهذا يعني أمرين لا ثالث لهما .فإما إن هؤلاء المحتجين عبروا عن غضبهم عن غير وعي بالأمور. أو أن لهم أهداف أخرى بعيدة عن الرياضة والإنصاف.
وحتى إن توافقنا على أن لقجع مذنبا وجب التهجم عليه والمطالبة بمعاقبته. فيجب المطالبة بتدخل مكتب النادي وليس فئة من الجمهور. في الوقت الذي سارعت فيه فئة أخرى من نفس الجمهور إلى التبرؤ من تلك الاحتجاجات. كما أن محاولة ضرب رئيس الجامعة في الوقت الحالي وعلى بعد أيام من موعد إعلان الكاف عن البلد المنظم لنهائيات كأس إفريقيا 2025، يعد ضربا لمجهودات المغرب في الظفر باحتضان تلك النسخة. وتواطؤ مع النظام الجزائري الذي لم يتوانى في صرف أموال النفط والغاز الجزائري وتجويع شعبه من أجل انتزاع تنظيم كأس افريقيا من المغرب. بل يعتبر الفوز بها محطة جديدة للدفع بعصابة البوليساريو ومحاولة التسويق لملفها الذي بدأت أوراقه تحترق داخل الاتحاد الإفريقي، بعدما سبق واحترقت داخل الأمم المتحدة.
لننظر إلى ما يجري ويدور داخل صفحات وقنوات مواقع التواصل الإجتماعي (الفايس، التويتر، اليوتوب..)، لنتأكد على أن ما أقدمت عليه فئة الرجاويين الغاضبة من لقجع، برفع شعار (ارحل) ونعته ب(الفاسد)، تم استغلاله من طرف خصوم الوطن، وفي مقدمتهم النظام الجزائري وأذنابه. احتجاجات فكت عقدهم وحررت ألسنة وأقلام ذباب النظام الجزائري. حيث بدؤوا في التشفي ومحاولة النيل من سمعة وشرف المغرب والمغاربة. ألاف الصفحات والقنوات الرقمية المأجورة دخلت على خط ما يتعرض له لقجع. ليس من أجل دعم من ينتقدونه ولكن من أجل الركوب على ذلك لضرب مخططاته وبرامجه التي انكوى بها نظام تبون والشنقريحة .
صحيح ان لقجع شخصية عمومية. ولكل مغربية ومغربي الحق في الخوض في كل ما يتعلق بمهامها سواء الحكومية أو على رأس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
صحيح ان لكل هؤلاء واولائك من داخل المملكة ان يغضبوا ويحتجوا في السر والعلن. عن كل ما وقفوا عليه من تجاوزات او اختلالات يفرزها لقجع. وان يطالبوا بالانصاف وترتيب الجزاءات التي قد تصل سقف العزل او حتى المتابعة القضائية. وصحيح كذلك أنه لا يحق لأي كان أن يرمي لقجع باتهامات ويطلب النيل منه. دون بحث وتدقيق. ليس فقط حول محتوى التهم. ولكن حول مصدر تلك التهم. خصوصا أنها تهم تفرض بالأساس تحرك النادي قبل جمهوره. فما بالك إن كان النادي يشيد ويتغزل و الجمهور يكيد ويرفع شعار ارحل.
لا أظن أن المغرب الذي خاض مباراة كرة القدم مع المنتخب الجزائري الشقيق والجزائر لازالت تحت وطأة الاستعمار. وتلقى بسبب ذلك حكما من طرف الفيفا بتوقيفه عن المنافسات الدولية لمدة سنة. سيقبل برفع شعار ارحل في وجه لقجع لمجرد أن بعضا من جمهور نادي أعلن تضرره غير المبرر من التحكيم في مباريات ما. علما أن ضريبة (ارحل) ينتظرها خصوم الوطن. ولو استطاعوا لرحلوه قصرا وربما عن الدنيا كلها. أنا شخصيا لن أشيد بلقجع المشرف على ميزانية الحكومة التي قاربت 600 مليار درهم. ولن أثمن أي عمل له داخل الحكومة. كما لن أحمله وحده مسؤولية ما يعاني منه الشعب من غلاء في الوقود وأسعار المواد الاستهلاكية الضرورية. لأن مفاتيح رصد وصرف ميزانية الحكومة ليس بيد لقجع وحده. بل هي بيد الحكومة والبرلمان بغرفتيه والأحزاب السياسية والنقابات المتواطئة. وإن كان لقجع معني بحسن التدبير المالي ومعارضة أية مبادرة تضر بأموال الشعب. وطبعا لن أدخر جهدا في البحث والتنقيب خلفا مسار كل درهم عمومي يصرف . لكنني لن أخفي إعجابي بما أنجز في عقد لقجع كرئيس لجامعة كرة القدم. إن على مستوى البنية التحتية أو التألق المستمر للمنتخبات الوطنية وكذا التموقع المشرف للمغرب قاريا ودوليا. لكنني انضم لمن يطالبون بافتحاص مالية الجامعة التي فاقت 88 مليار درهم. وكذا البحث والتقصي بكل جدية والتزام في شكايات الأندية واللاعبين. طبعا بدون الخوض في نضالات البهرجة والعشوائية . يجب سلك القنوات والمساطر القانونية والرسمية اجل تحقيق المطالب. ولا يجب وضع لقجع في موضع شبهة أو اتهام أو إدانة قبل صدور تقارير رسمية تفيد ذلكن أو على الأقل عند توفر الجهة المتضررة المعنية رسميا على الأدلة والقرائن الثابتة.

الاخبار العاجلة