اليومُ الوطني لمادة التربية الإسلامية، السّياق والدلالات

1 مايو 2022آخر تحديث : الأحد 1 مايو 2022 - 5:32 صباحًا
admintest
كتاب وآراء
اليومُ الوطني لمادة التربية الإسلامية، السّياق والدلالات

ذ. عبد الله كوعلي:

تخلد الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية وعموم أساتذة هذه المادة ومؤطروها وكل المهتمين بها “اليوم الوطني لمادة التربية الإسلامية” الذي يصادف يوم السبت 30 أبريل 2022، تحت شعار “التربية الإسلامية، رهانات التحصين وتحديات التطوير والتمكين” ونَود في هذه المقالة المقتضبة الحديث عن ثلاث قضايا حول هذا الموضوع، وهي:
ما سياق تخليد اليوم الوطني لمادة التربية الإسلامية؟
ما دلالات الشعار الذي اعتمدته الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية؟
وما هي مظاهر تخليد هذا اليوم الوطني؟
أولا: سياق الاحتفال باليوم الوطني لمادة التربية الإسلامية.
لا شك أن لمادة التربية الإسلامية مكانة معتبرة داخل المنظومة التعليمية بالمغرب، كما أن لها منزلة هامة لدى المتعلمين وأوليائهم، ولدى غيرهم من الفئات المهتمة بالشأن التربوي والتعليمي ببلادنا، ويرجع ذلك إلى ما تحمله هذه المادة من قيم نبيلة تنبع من معين الوحي ومشكاة النبوة، وما تربي عليه الناشئة من السلوك الحسن والخلق الجميل.
واستحضارا لكل هذه الجوانب المختلفة والأبعاد المتعددة ارتأت الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية الرُّقي بالمادة أكثر، والاحتفاء بها وحمايتها.
وآثرت الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية أن تختار يوم 30 أبريل لهذا الغرض، حيث ألقى فيه أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس -نصره الله- خطاب الدار البيضاء لهيكلة الحقل الديني وذلك سنة 2004؛ ومما جاء فيه: “وعلما منا بأن الوظائف التأطيرية المنوطة بهذه الهيئات، ستظل صورية، ما لم تقم على الركن الثالث الأساس، المتمثل في التربية الإسلامية السليمة، والتكوين العلمي العصري، فإننا، مواصلة للجهود الرائدة التي بذلها والدنا المنعم، جلالة الملك الحسن الثاني، قدس الله روحه، نصدر تعليماتنا لحكومتنا، قصد اتخاذ التدابير اللازمة، بأناة وتبصر، لعقلنة وتحديث وتوحيد التربية الإسلامية، والتكوين المتين في العلوم الإسلامية كلها، في نطاق مدرسة وطنية موحدة.”
ثانيا: دلالات الشعار الذي اعتمدته الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية.
رفعت الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية شعار “التربية الإسلامية، رهانات التحصين وتحديات التطوير والتمكين”.
يمكن أن نذكر ملاحظتين كقراءة في هذا الشعار:
الملاحظة الأولى: حاجة مادة التربية الإسلامية إلى التحصين وحماية مكتسباتها.
لا أحد يجهل ما تتعرض مادة التربية الإسلامية من النيل منها، واستفزازها، والعمل على وضعها على الهامش، من طرف جهات ذات توجهات إيديولوجيات مناوئة للقيم الإسلامية وللثوابت الوطنية للمغاربة، ولا يتسع المقام هنا لسرد تمظهرات الشغب الفكري الذي تمارسه تلك الجهات. فمن أجل حماية هذه المادة وتثبيت المكتسبات المتعلقة بها وجب تخليد هذا اليوم الوطني لتقييم حصيلة الموسم من الترافع والدفاع عن المادة.
الملاحظة الثانية: حاجة التربية الإسلامية إلى التطوير والتمكين.
إن تطوير منهاج مادة التربية الإسلامية من الأمور التي تشغل المهتمين بهذه المادة من أساتذة ومفتشين؛ فبعد تعديل هذا المنهاج سنة 2016 بدعوة ملكية سامية، ثم الاشتغال وفق المنهاج الجديد لما يزيد عن خمسة مواسم دراسة إلى حدود الساعة، ظهر جليا حاجته من جديد إلى تعديل آخر، لتبديل المقاربات البيداغوجية والديداكتيكية التي سار عليها، وكذا لتحيين المعارف التي يقدمها للمتعلمين.
أما تمكين مادة التربية الإسلامية فمتعلق بحزمة المطالب التي تناضل الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية من أجل تحقيقها في المستقبل، ويمكن أن نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
الرفع من غلافها الزمني من حصتين في الأسبوع على أربع حصص.
الرفع من معاملها ووضعها ضمن المواد الأساسية.
إدراجها ضمن مواد الامتحان الوطني للبكالوريا.
تعميمها على مختلف الشعب والمسالك.
ثالثا: مظاهر تخليد اليوم الوطني لمادة التربية الإسلامية.
افتتحت الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية تخليدها لهذا اليوم الوطني بندوة صحافية موجهة إلى الرأي العام شارك فيه العديد من الفاعلين، من بينهم رئيس الجمعية الأستاذ سعيد لعريض، ومدير المناهج بوزارة التربية الوطنية السيد فؤاد شفيقي، ووزير التعليم العالي السابق السيد خالد الصمدي، ومدير الأكاديمية الجهوية لوزارة التربية الوطنية بجهة العيون الساقية الحمراء السيد مبارك الحنصالي، ورئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم آسفي الدكتور المصطفى سليمي وعضو المجلس العلمي لبني ملال الدكتور سعيد شبار، وغيرهم.
وحسب بلاغ الصادر عن الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية فإن هذه الأخيرة ستخصص الفترة الممتدة من 30 أبريل إلى 30 يونيو 2022 لتنزيل جملة من الأنشطة العلمية والتربوية الموازية، والتي سيستهدف قسط كبير منها المتعلمين بالمؤسسات التربوية.

الاخبار العاجلة