المقهى الأدبي الفكري في أولاد برحيل يناقش موضوع الوعي الصحيِّ في ليلته الرابعة

27 أبريل 2022آخر تحديث : الأربعاء 27 أبريل 2022 - 6:11 مساءً
أشرف كانسي
ثقافة وفنونسلايدر
المقهى الأدبي الفكري في أولاد برحيل يناقش موضوع الوعي الصحيِّ في ليلته الرابعة

 

كانت ساكنة أولاد برحيل، في إقليم تارودانت، في موعد مع موضوع: «الوعيُ الصحيُّ أساسُ النمو السليم»، في إطار النقاشات التي يفتحُها المقهى الأدبي الفكري، في نسخته الأولى، التي يحتضنُها فضاء سوس فوت، بشراكة مع المجلس البلدي للمدينة، وشركاء آخرين، تحت شعار: «الوعيُ سبيلٌ للتنمية».

وانطلقت أشغال هذه الليلة الرابعة من برنامج التكتل الجمعوي المنظِّمِ الذي يتكون من سبع جمعيات، على تمام الساعة العاشرة والنصف ليلاً، بكلمة المسير، الأستاذ “حميد الجنح” الذي ذكَّر بسياق هذه الليلة الثقافية والصحية، عارضاً برنامجها العامَّ، استهلَّه بكلمة الفاعلة الجمعوية “دنيا بوكرشا” التي قدَّمَتْها بصفتها ممثِّلةً للتكتل المنظِّمِ، رحَّبَت فيها بالحاضرات والحاضرين، وبضيف الدورة، ومنشطي محاور نقاش ليلة يوم الاثنين 25 أبريل 2022، مبيِّنَةً مطامح الجمعيات السبع في المستقبل، ودور الثقافة والفكر في بناء الوعي المجتمعي، ثم تحدثَ ضيف الدورة الأولى من المبادرة، الأستاذ محمد العُمَيْري شكر -من خلالها- الجمعيات السبع التي كرَّمَته باختيار ضيف شرف أول نسخة لهذا النشاط النوعيِّ في المدينة، وعبَّر عن امتنانه لهم على الاهتمام الذي حضي به لديها، راجياً تَكرار مثل المبادرات الفريدةِ.

وبعده، أخذَ الكلمةَ رئيسُ الجمعية المغربية لحقوق المستهلك، في أكادير الكبير، ورئيس الفدرالية الجهوية لحقوق المستهلك، في جهة سوس ماسة، ونائب رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، في المغرب، الأستاذ “عبد الكريم شفعي” الذي نسقت معه لجنة التنسيق المشرِفة على التنظيم على أن يأخذ زمن ضيفيْن، فتناول في ورقته محورَيْن عريضيْن، استهلهما بشكر مستضيفيه، ودعوتهم إلى مواصلة تنظيم مثل هذه المبادرةِ، داعماً رأيَ ضيف الدورة، ثم توقَّف عند مفهومِ المستهلك، وبيَّن ما له من حقوق، وما عليه من واجبات، ووضَّح كيفية تعرضه للاستغلال عن طريق الغش، والغبن والاحتيال، وبعض الآثار المترتبة على نفسيته، جراء ذلك. وقام بعرض بعض مظاهر الغش والتدليس التي يتعرض لها المستهلك، كإغراق السوق بسلع تفتقد لمعايير الجودة، وتزوير “ماركات” السلع، وترويج بعض التجار لسلع مصنعة أدنى من معايير الإنتاج من قِبلَ مصانع ومنشآت بطلب تجار لا ضمير لديهم، حسب تعبيره، فضلا عن إخفاء البائع ضرر السلع، وبيع المنتهية مدة صلاحيتها. ودعا إلى ضرورة التدخل من قبل المعنيين والمهتمين بهذا الشأن لحماية المستهلِك.

وفصَّل، بعدها، الحديث في حقوق المستهلكين التي ذكر منها:

– الحق في تأمين الحاجات الأساسية؛
– الحق في السلامة والأمان؛
– الحق في الحصول على المعلومة لأي منتوج وأية خدمة تستهدفه؛
– الحق في اختيار المنتوج سواء من حيث الجودة أو من حيث السعر؛
– الحق في المشاركة في اتخاذ القرار؛
– الحق في التعويض عن الضرر؛
– الحق في العيش في بيئة سليمة.

كما تطرق النقابيُّ الشفعيُّ إلى أنواع المبيدات والمعطرات، والملونات والمنكهات، والمواد الحافظة، وتحدث عن مواصاتها. وأشار إلى أنها تُستخدَم، بشكل كبير، في إعداد بعض المواد الاستهلاكية، محذراً من خطورتها على صحة المستهلك، ممثلاً لكل ذلك بأمثلة واقعية، وأرقام وأدلة.

وتطرق كذلك إلى خجل القوانين أمام تنامي ظاهرة الغش والتدليس، ودعا إلى ضرورة تظافر جهود جميع المعنيين بتصنيع السلع، وتتبعها ومراقبتها، من أجل حماية من يستهلكها، كما أكد ضرورة سن قوانين فاعلة، قادرة على توفير تلك الحماية.

أما الورقة الثانية، فأعدَّها الأستاذ “عبد الرزاق الخال”، رئيس فرع أولاد برحيل للجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك. وتناول فيها محوراً، بعنوان: «علاقة المجتمع بجمعية حماية المستهلك: أولاد برحيل نمودجاً»، واستهله رئيس المركز الوطني لحقوق الإنسان بإعطاء نبذة تاريخية عن الحركة الاستهلاكية في المغرب إلى حين تأسيس الجمعية المغربية لحماية المستهلك، سنة 2011، مشيرا إلى أن حماية المستهلكين تنقسم إلى شقين؛ حماية من الاستهلاك الغذائي، وحماية من الاستهلاك الخدماتي، مع تعريف كل منهما.
ثم انتقل إلى التعريف بالفرع المحلي لهذه الجمعية في مدينة أولاد برحيل الذي يترأسه، وذكر بأنه تأسس سنة 2014، ومنذ ذلك الحين، عمل أعضاء الجمعية على الاستفادة من التكوينات، وذكر بأن جلَّهم متطوعون، همهم الوحيد هو حماية المستهلك البرحيلي، واستقبال شكاياته، وإيصال صوته إلى المسؤولين.

بعد ذلك تطرق السيد عبد الرزاق الخال -بإيجاز- إلى المهام الموجهة لحماية المستهلك، حسب القانون 31.08 الذي دخل حيِّز التنفيذ منذ يوم 7 أبريل 2011، وأجملها في أربعة حقوق، هي الحق في الإعلام، والحق في حماية اجتماعية واقتصادية، والحق في الاختيار، والحق في التراجع.

بعد تقديم الضيفين لمداخلتهما، تقدم مسير اللقاء بشكرهما على ما قدماه من معلومات ومعطيات، وتوجيهات وحقائق، تصب في حماية المستهلك، وتأطير وعيه الاستهلاكي، وأوقف النقاش الفكريَّ، بتقديم ثلاث فقرات فنية تنشيطية؛ أولاها مسرحية مونودرامية، شخصتها التلميذة “ابتسام خيطي” التي قدمت عرضا مسرحيا مؤثرا حول فقدان الأب، مرض الأم، تفاعل معه الحضور تفاعلاً إيجابياً. أما الثانية، فكان لوحة فنية، من رقصة تعبيرية لمجموعة من الزهرات، حول مغربية الصحراء، وكانت الفقرة الثالثة مسرحية ثنائية حول بر الأم، شخصتها التلميذتان “فاطمة الزهراء الضيفي” والطفلة “ضحى المزيوي”. وكلها فقرات أشرفت على تأطيرها جمعيات من التكتل المنظِّم للمقهى الأدبي الفكري الأول.

بعد هذه الاستراحة التنشيطية، فتح باب المناقشة، حيث تدخل سبع مشاركين، قدموا أسئلة موجهة إلى الضيفين، وكذا إضافات تصب في مضمون محاور اللقاء، وتفاعل الضيفان معها مقدمين توضيحات وإشارات توحي بأن هناك عملا ومجهودا يبذلان، في سبيل حماية المستهلك، كما أن هناك انتظارات كثيرة في هذا المجال تسعى جمعية حماية المستهلك إلى تحقيقها، من خلال تقديم طلبات إلى الجهات الرسمية لإحداث وزارة خاصة بهذا النوع من الحماية، وإلى منح الجمعية حق المشاركة في تحقيق الرقابة، إلى جانب اللجان المختصة، بدل الاكتفاء بدور الاقتراح فقط.

بعد ذلك، منح المسير الكلمة مرة أخرى لضيف الدورة ذ.محمد العميري الذي أتحف أسماع الحضور بمقامة حول الوليمة، سماها “المقامة الوليميةُ”، نالت استحسان الجمهور.

وخُتِمت الليلةُ بتقديم شهادتين تقديريتين للمحاضريْن، اعترافاً بجميلهما، وتقديراً لجهودهما، قدمها لهما كل من باشا المدينة، ورئيس جماعة إيكودار المنابهة، وتمَّ توديع الحاضرات والحاضرين بكلمات الشكر، ودعوتهم إلى حضور الليلة الختامية، حول السياسة والوعي، التي سيُختتم بها المقهى الأدبي الفكري، يوم الجمعة 29 أبريل 2022، في ذات الوقت والزمان.

IMG 20220427 WA0049 - جريدة سوس 24 الإلكترونيةIMG 20220427 WA0052 - جريدة سوس 24 الإلكترونيةIMG 20220427 WA0053 - جريدة سوس 24 الإلكترونيةIMG 20220427 WA0051 - جريدة سوس 24 الإلكترونيةIMG 20220427 WA0050 - جريدة سوس 24 الإلكترونية

 

الاخبار العاجلة