اسدل الستار مؤخرا عن أشغال الندوة الفكرية التي نظمتها الجمعية المغربية لتربية الشبيبة فرع القليعة و لجنة الشؤون الثقافية والرياضية لجماعة القليعة بالقاعة الكبرى للاجتماعات بالجماعة الترابية القليعة وحضرها رؤساء ومديري المؤسسات التعليمية وفعاليات جمعوية ومدنية بالقليعة .
و تميز أشغال الندوة بمشاركة العديد من الفاعلين التربويين والمهتمين بقضية التعليم: رجال تعليم ، نقابيون، أساتذة باحثون… من خلال جلسة تمت من خلالها مقاربة مختلف محاور الندوة، التي عرفت نقاشا غنيا ساهم فيه كل المفتش التربوي بمديرية انزكان ايت ملول الاستاذ سمير اوداد، والاستاذ حسن بركوز الرئيس الجهوي لأطر واساتذة التعليم الخصوصي بجهة سوس ماسة، الاستاذة عائشة امغار باحثة واستاذة بالمدرسة العليا للتربية والتكوين جامعة ابن زهر، إضافة إلى الاستاذ عبد المجيد النعماني مدير متقاعد مهتم بالشأن التربوي ورئيس المكتب الجهوي للجمعية المغربية لتربية الشبيبة .
أبرز المداخلات تروم إلى تأسيس فعل القرب التشاركي من طرف الجماعة تجاه المؤسسات المدرسية، مؤكدين في الوقت ذاته أن الفعل الجمعوي المدني مطالب بميثاق الانخراط واقتحام أبواب المؤسسات التعليمية، وجعل المجتمع المدني بقلب المدرسة المغربية بالمساعدة والاحتضان المهيكل بالتشاركية.
واستعرض المشاركون في الندوة أخر التطورات المتمضهرة في ارتفاع وثيرة في الوسط المدرسي من خلال اعتماد المقاربة القانونية والسيكولوجية والاجتماعية ، وفي ذات السياق كشف حسن بركوز الفاعل التربوي ورئيس الجمعية الوطنية لاطر واساتذة التعليم الخصوصي بجهة سوس ماسة على أن التشريع المغربي لازال لم يرقى إلى مستوى التشريعات في بلدان متقدمة بخصوص حماية الأطفال ضحايا العنف . معتبرا أن المادة 39 تنص صراحة على ضرورة تأهيل الأطفال ضحايا العنف من خلال سوء المعاملة وهو ما يقتضي بحس حسن بركوز إتحاد كل التدابير لإعادة إدماجهم في المجتمع، مسجلا أيضا غياب عمل تشاركي بين المعنيين بالامر كجمعيات الاباء و الجماعات الترابية وأبرز بضرورة وضع مشروع التربية الواليدية هدفه الاهتمام باولياء التلاميذ و تكوينهم على مواكبة ابناءهم و ايضا تعبئة الاسر، وتطرق أيضا الى ما يسمى بالخريطة الجغرافية للعنف باعتبارها ضرورة اساسية لفهم الحالات.
من جانبها ارجعت الاستاذة الباحثة بجامعة ابن زهر عائشة امغار بأن ظاهرة العنف لديها أبعاد وجذور نفسية واجتماعية بالوسط المدرسي تمتد تداعياتها إلى أسر الجاني والمجني عليه، وأشارت إلى تعريف لمفهوم القيم و الحديث عن أنواعها و نوعية القيم التي يجب التركيز عليها في المدرسة المغربية.
من جهته، تطرق الأستاذ عبد المجيد النعماني ، الفاعل التربوي والرئيس الجهوي للجمعية المغربية لتربية الشبيبة سوس ماسة- مهتم بالشأن التربوي إلى كرونولوجيا الإصلاحات التربوية بالمغرب، منذ فجر الاستقلال مرورا بالميثاق الوطني للتربية والتكوين إلى اعتماد الرؤية الاستراتيجية 2015/2030، وأضاف بأنّ تاريخ التعليم بالمغرب هو تاريخ إصلاحات، كما أشار إلى الصراع الإديولوجي الذي يكتنف المنهاج، وكيفية التعامل مع المناهج والبرامج للضبط الاجتماعي.
وفي نفس السياق، اعتبر سمير اوداد فاعل جمعوي ومفتش تربوي بالمديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الاولي بانزكان ايت ملول، أن المسألة التعليمية ليس ضرورة تنموية فقط وإنما أيضا ضرورة اجتماعية وكونية وخاصة في ظل عالم تتشعب فيه المدارك والعلوم والمهام وتتغير باستمرار، مشيرا إلى أن المغرب وفي ظل هذا الواقع المتغير، في حاجة إلى تعليم يواكب هذه التحولات وإلى مدرسة قادرة على مسايرة هذه التطورات مما يجعلها توسع دائرة الحظوظ والتكافؤ، وكذا دائرة العلم والتضامن والقضاء على الجهل وعدم المعرفة.
وأبرز أن من شأن الإصلاح الشمولي لمنظومة التعليم تهييئ شباب وأجيال للعيش في عالم متفتح على الثقافة والتعايش والقيم الإنسانية والكونية التي على المدرسة المغربية أن تلقنها لهذه الأجيال.
و باعتبار المجالس المنتخبة شريك أساسي في التعليم فالمداخلة الأخيرة كانت من طرف الاستاذ عبد الرحيم فدواش نائب رئيس المجلس الجماعي القليعة تحدث فيها عن عن مكانة التعليم في برنامج عمل الجماعة حيث اعطى مجموعة من المشاريع التي اشتغل عليها المجلس للرقي بالتعليم بالقليعة و مجموعة من الاتفاقيات مع شركاء اخرين.
بعد ذلك فُسِحَ باب النقاش والتفاعل للحاضرين والمتدخلين، حيث التأمت الآراء على وجود أزمة، مع تقديم بعض الاِقتراحات لتجاوزها أو على الأقل التخفيف من حدّتها.
