المخرج السينمائي عبد السلام الكلاعي ضيف على الفرع الإقليمي لمهن التربية والتكوين بالعرائش

الفرع الإقليمي لمهن التربية والتكوين بالعرائش تستضيف المخرج السينمائي عبد السلام الكلاعي

17 ديسمبر 2022آخر تحديث : الثلاثاء 20 ديسمبر 2022 - 3:05 مساءً
admintest
تربويات
المخرج السينمائي عبد السلام الكلاعي ضيف على الفرع الإقليمي لمهن التربية والتكوين بالعرائش

السعيد العسري:
في إطار الأنشطة المندمجة للأطر الإدارية المتدربة، استقبل الفرع الإقليمي بالعرائش، التابع للمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بطنجة، صباح أمس الجمعة 16 دجنبر 2022، المخرج السنيمائي عبد السلام الكلاعي.
وفي بداية هذا اللقاء، رحب مؤطره، الدكتور جواد الوافي، بالمخرج السينمائي المغربي، عبد السلام الكلاعي، ابن مدينة العرائش، معلنا بأن لقاء اليوم، يأتي في إطار البرنامج السنوي للأنشطة المندمجة لمسلك تكوين أطر الإدارة التربوية، فوج 2022- 2023، أنشطة أكد بأنها مكملة لباقي المجزوءات المدرسة.
IMG 20221216 WA0020 - جريدة سوس 24 الإلكترونية

وأضاف أن اختيار موضوع الوسائط السمعية البصرية، جاء لما له من أهمية في قطاع التربية والتعليم، وأنه أصبحنا اليوم ملزمين لمواكبة التطور التكنولوجي، وأن فيديو دقيقة أصبح يضاهي ساعات من العمل، مضيفا، بأن اعتماد الفيديو في الأوساط التعليمية سيكون فرصة للوقوف في وجه التفاهة التي تزداد يوما بعد يوم في مواقع التواصل الاجتماعي، ويجعل كذلك المؤسسات التعليمية تساهم في توفير محتويات جادة، تساهم في نشر ثقافة بديلة. وفي الأخير رحب من جديد بالضيف، شاكرا إياه على حضوره، وعلى اسهامه في هذا الموضوع.
IMG 20221217 WA0083 - جريدة سوس 24 الإلكترونية
هذا، ومن باب تعريف الحضور بالضيف، تقدم الإطار الإداري عبد اللطيف التجاني، بورقة تعريفية بالمخرج السينمائي عبد السلام الكلاعي، وقد جاء فيها ما يلي:

“عبد السلام الكلاعي مخرج وكاتب سيناريو ومنتج مغربي من مواليد مدينة العرائش سنة 1969.
تخرج من المعهد الوطني للعمل الاجتماعي سنة 1989 كمرشد في الشؤون الاجتماعية، واشتغل في عمالة العرائش في القسم الاقتصادي والاجتماعي لعدة سنوات، قبل أن يعمل مديراً لبرنامج المغرب للمنظمة غير الحكومية الدولية “إنقاذ الطفولة” ومستشاراً في قضايا الإعاقة وإدماج الأطفال والنساء في وضعية هشاشة في البرامج التنموية والتعليمية في دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية.
بعد دراسته للسينما عاد ليحقق حلمه ويبدأ مسيرته المهنية في السينما في العام 2003 عندما أخرج أول فيلم قصير له وهو “يوم سعيد”. بعدها أخرج العديد من الأفلام الطويلة للتلفزيون، منها “ماجدة” سنة 2004، “عن الرجال والبحر” و “مياه سوداء” سنة 2009، ثم “سيدة الفجر” الذي نال عنه جائزة أفضل فيلم تلفزيوني في مهرجان عمان للتلفزيون بالأردن، ثم “حب وغضب” و “صمت الذاكرة” اللذين نال عنهما الجائزة الكبرى في مهرجان مكناس للدراما التلفزيونية إلى جانب جوائز في التمثيل والسيناريو.
قام الأستاذ عبد السلام لكلاعي بإخراج مسلسل “عين الحق” الذي حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً كما حظي بالإشادة من قبل النقاد.
وآخر أعماله التلفزية هو فيلم “ستة أشهر ويوم” الذي فاز بالجائزة الكبرى وجائزة الإخراج وأحسن ممثل في مهرجان الدراما التلفزيونية بمكناس بالمغرب.
كما أخرج للسينما أفلامه القصيرة “سفر رائع” و”قرب فراشك” و”التوظيف”، قبل أن يخرج سنة 2012 “ملاك” أول فيلم روائي طويل له، والذي فاز بالعديد من الجوائز في المغرب وعلى الصعيد الدولي ثم “أسماك حمراء” فيلمه السينمائي الطويل الثاني، الذي فاز بجائزة السيناريو وأحسن ممثلة وتنويه لجنة تحكيم النقاد في المهرجان الوطني للفيلم لسنة 2022 والجائزة الكبرى وأحسن ممثلة مناصفة بين الممثلتين الرئيسيتين للفيلم في الدورة الأخيرة للمهرجان الدولي للفيلم ببروكسيل كما تم عرضه بين خمسة من أجود الأفلام المغربية المنتجة في السنوات الإثنين الأخيرتين في فقرة “بانوراما السينما المغربية” في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش

المتأمل في مشروع عبد السلام لكلاعي السينمائي، يجد الرجل يمضي في تطوير رؤيته الفنية وأدواته السينمائية بشكل مقنع، ويشعرنا دائما أنه يكتب بالكاميرا، وبالعودة لريبرتوار هذا المبدع نجد أنه يجمع بين المسرح والأفلام السينمائية القصيرة والطويلة، والأشرطة التلفزية والمسلسلات، ريبرتوار غني يجعله فاعلا سينماتوغرافيا له وزنه في المجال السينمائي.
قد لايتسع المجال للخوض أكثر في القضايا التي اشتغل عليها المخرج، وكذاعمق الكتابة وجمالية الصورة في ترجمة الجميل في حياتنا أو نقل القاتم والمظلم فيها بحرفية وآمانة، لكن هذا لا يمنع من الوقوف على بعض الملامح الكبرى في سينما عبد السلام لكلاعي:
المرأة: من خلال العديد من أعماله المخرج عبد السلام لكلاعي يريد عن سبق اصرار وترصد أن يتطرق اٍلى موضوع المرأة من زوايا متعددة ويعمل من خلال كاميرته على الانتصار للحرية والقيم الاٍنسانية النبيلة، وعبر كاميرته دائما يدين بشدة وضع المرأة، ويدين نظاما اجتماعيا رجوليا قائما على احتقار المرأة والانتقاص من أهميتها، من هذا المنطلق يقدم الكلاعي و من خلال أربعة أفلام نموذجين للمراة المغربية:
نموذج المرأة التي تشتغل وتطمح اٍلى الحرية والمساواة مع الرجل .. وهي ذات شخصية قوية شخصية ماجدة في فيلم ماجدة.
نموذج المرأة الضحية، ضحية مجتمع ..نموذج ملاك بطلة فيلمه السينمائي المطول الأول، ونموذج المرأة ضحية الشعوذة والخرافات .. فيلم سيدة الفجر.
نجد كذلك في أعمال عبد السلام لكلاعي التنصيص على حق أولئك الذين ينظر إليهم العقل الجمعي على أنهم مختلفون إما لإعاقة جسدية أو ذهنية فيهمشهم ليعيشوا عزلة أبدية(فيلم ستة أشهر ويوم).
هذه القضايا والاختيارات هي مقصودة وتندرج ضمن النهج الذي اختاره لنفسه والمرتكز على إبراز معاناة شخصيات من الهامش.
بصدق وآمانة استطاع أن ينجز لحظات ذروة في الكثير من أفلامه وبفنية وجمالية ملحوظتين موظفا عدة تقنيات، وهو ماض في تطوير رؤيته الفنية وأدواته بشكل مقنع، نتمنى لسي عبد السلام كل التوفيق والسداد والانتصارسينمائيا للقضايا العادلة، والتصدي لكل تيارات تسييد القبيح والسيئ في السينما الوطنية.”
IMG 20221216 WA0017 - جريدة سوس 24 الإلكترونية
وفي بداية تدخله خلال هذا اللقاء، عبر المخرج السينمائي، عبد السلام الكلاعي، عن سعادته على هذه القراءة في مشواره العملي، متمنيا أن يكون لدينا بالمغرب نقاد سينمائيون مثل عبد اللطيف التجاني، داعيا الحضور، لاعتبار لقاء اليوم، لقاء أوليا لتبادل الأفكار والتجارب، ومناقشة واقع استعمال الوسائل السمعية البصرية داخل المؤسسات التعليمية في المغرب، وما يمكن فعله مستقبلا لتطوير هذا الاستعمال، كل هذا، يضيف عبد السلام الكلاعي، على اعتبار أن المدرسة يجب أن تواكب عصرها، وأن توافق العملية التعليمية لاحتياجات المتعلمين، لأننا في مرحلة تقتضي منا أن يواكب تطور المعرفة التطور التكنولوجي، الذي أصبح متسارعا في السنوات الأخيرة، معبرا عن أسفه عن عدم ملامسة التطور الذي نعيشه في مناحي الحياة، في الأوساط الصفية التعليمية.

وأضاف، بأن التطورات التي يواكبها التلاميذ في حياتهم، لا تصاحبهم داخل أسوار المدرسة، اذ بمجرد دخولهم لها، يجب عليهم ترك الهاتف والألواح الإلكترونية، ليعود للوح الخشبي والدفتر والقلم.
كما صرح عبد السلام الكلاعي، بأن المعرفة حاليا لا تتجلى في امتلاكها، بل كيفية الوصول لها بأسرع وقت ممكن، باستعمال جميع الوسائل المعلوماتية، لذلك يضيف، يجب ضبط المؤسسات التعليميلة لتواكب الواقع الحالي الذي يعيشه المتعلمين، وأننا بدول الجنوب نعيش في مرحلة الماضي لا يموت والمستقبل لا يولد، وهي مرحلة صعبة، وأن العلاقة بالكتاب الورقي ستنتهي حتما، فالرواية التي كنا نقرؤها بالأمس، يضيف، ٱصبحت تمر في السينما والتلفزة، وعبر اليوتيوب والانترنت، وهنا يقول عبد السلام الكلاعي، أصبح الإنسان يتلقى المعرفة، لكن بوسائط مختلفة، وسائط تواكب العصر، لخلق ثقافة بديلة، فمشاهدة فيلم مثلا عن حضارة مصر القديمة، أو الحضارة السومارية، أو الثورة الفرنسية، خير من قراءتها في كتاب مدرسي جاف، وأن فتح قناة لانتاج المعرفة بالطرق التكنولوجية، التي أصبح جل التلاميذ يجيدون استعمالها، سيجعل العملية التربوية أكثر مرونة، وتعطي نتائج أكثر، وستجعل المتعلمين يوظفون مهاراتهم الملائمة لعصرهم في العملية التعليمية.

وفي الأخير، دعا عبد السلام الكلاعي الحضور، إلى تفكير جماعي في كيفية توظيف السمعي البصري داخل المؤسسات التعليمية، وجعلها منفتحة على محيطها، وسائل قال بأنها أصبحت متوفرة، فبالهاتف يمكن عمل الكثير. كما دعا في نقطة ثانية إلى التفكير في إنجاز أفلام تربوية داخل المؤسسات التعليمية، في ظل وجود مسابقة وطنية، تنظمها أكاديمية فاس في هذا الشأن، والتي أبانت حسب قوله – حيث عمل كرئيس للجنة التحكيم بإحدى دوراتها- عن قدرات هائلة ورائعة للتلاميذ في مجال التصوير والمونتاج والجنيريك، والفوتوشوب، يجب استغلالها لانتاج أفلام قصيرة تعالج ظواهر تحيط بالمؤسسة، من خلال إنشاء أندية سينمائية، والتي بدأتها الوزارة منذ عهد الوزير السابق عبد الله ساعف، والتي بدأت تتلاشى سنة بعد أخرى. وكنقطة ثالثة وأخيرة، دعا على الأقل لخلق ثقافة سينمائية، من خلال عرض فيلم سينمائي ومناقشة، لانعاش الحياة المدرسية، والتي أكد أنه لولاها، لما أكمل دراسته في التعليم الإعدادي والثانوي.

وبعد فتح الباب للمناقشة، عبر جميع المتدخلين من الأطر الإدارية المتدربة عن اتفاقهم عن أهمية الصورة في العملية التعليمية، من خلال سرعة إيصال المعلومة وترسيخها. كما عبروا عن توفر وسائل التكنولوجيا بالمؤسسات التعليمية، وعن وجود حصص للحياة المدرسية في زمن التعلمات، وعن وجود رغبة لديهم، لكن ينقصهم تعلم كيفية كتابة السيناريو، والإشارات والتعابير السينمائية، وتعلم القراءة السينمائية، وهو ما اتفق الجميع، على تخصيص ورشات له مستقبلا، تتوج بإنتاج فيلم تربوي بتعاون مع أطر الأكاديمية، الذين سيلجون المركز قريبا، وبتأطير من المخرج عبد السلام الكلاعي.
IMG 20221216 WA0023 - جريدة سوس 24 الإلكترونية
IMG 20221216 WA0012 - جريدة سوس 24 الإلكترونية
ويذكر، أن اللقاء عرف حضور الأسناد عند المنعم مناد، مؤطر مجزوءة الحياة المدرسية.
هذا، وانتهى اللقاء بمنح المخرج عبد السلام الكلاعي شهادة تقديرية مع باقة ورد، من طرف الأطر الإدارية، تعبيرا عن امتنانهم له، خاتمين اللقاء بصورة جماعية للذكرى.

الاخبار العاجلة