القضية الفلسطينية في مفردات منهاج مادة التربية الإسلامية بالمغرب

26 مايو 2021آخر تحديث : الأربعاء 26 مايو 2021 - 9:36 صباحًا
admintest
كتاب وآراء
القضية الفلسطينية في مفردات منهاج مادة التربية الإسلامية بالمغرب

بقلم: دة. فاطمة أباش*

تعتبر المدرسة مجالا حقيقيا للتربية والتعليم، فالمتعلم يقضي أكثر وقته يوميا داخل فضاء المدرسة، ويمضي سنوات من عمره وهو يتعلم ويرتقي من مستوى دراسي إلى آخر؛ وأغلب المتعلمين والمتعلمات يستفيدون من متابعة دراستهم العليا، في حين، ولأسباب تظل محل نقاش بين المهتمين بالشأن التربوي يغادر عدد منهم حجرة الدرس وقد علقت بذهنه أمور ما بصمت ما قضاه من عمره داخل أسوار المدرسة.
كيفما كان الحال، ومهما تباينت حظوظ المتعلمين في متابعة الدراسة، واختلفت أسباب الانقطاع عنها، فإن مناهج التربية والتكوين تعلب دورا جوهريا في بناء العقول وتوسيع المدارك من خلال: ترتيب القضايا ذات الأولوية من جيل الى اخر؛ وربط الجسور بين الحاضر والماضي والمستقبل؛ والانتقال من البعد المحلي الى الجهوي ثم العالمي. وعلى هذا الاعتبار تتحدد مواصفات المتعلمين والمتعلمات في نهاية كل سلك من الأسلاك التعليمية، سواء كانت هذه المواصفات مرتبطة بالقيم والمقاييس الاجتماعية، أو مواصفات مرتبطة بالكفايات والمضامين. وحيث إن المدرسة تسعى الى تنشئة المتعلم محبا لوطنه، مخلصا له، معتزا بأمجاده، مساهما في خدمته وتقدمه، متمسكا بمقدساته، مؤمنا بعروبته، مدركا لانتمائه الافريقي والإنساني(1)، فإن التدرج في اكتساب وإدراك مفهومي الزمان والمكان من جهة، وفهم الارتباطات المتعددة بين الوطن والمجموعة العربية الاسلامية وباقي العالم من جهة أخرى، يقتضي الاهتمام بالإضافة الى القضايا الوطنية بالقضايا الجهوية والعربية كالقضية الفلسطينية.
فإلى أي حد يساعد منهاج مادة التربية الإسلامية في تحقيق هذه المرامي وتقريب الأجيال من حقيقة القضية الفلسطينية؟
حظي منهاج مادة التربية الإسلامية المعدل في يونيو 2016 باهتمام كبير من طرف المختصين في مجال الشأن الديني والتربوي وغير المختصين، ونظمت بشأنه محاضرات وندوات وأيام دراسية وملتقيات وطنية، وكتبت مقالات وتدوينات، وأنجزت دراسات، وألفت أبحاث… تنويها وانتقادا. ومن بين الانتقادات التي وجهت لهذا المنهاج نذكر على سبيل المثال لا الحصر:
أولا: عدم انسجام وملاءمة بعض المفردات لمضامين السورة المقررة، وإغفال مفردات أخرى ذات الأولوية، علما أنه اعتبر قضايا السور المقررة مؤطرة لمفردات المداخل؛
ثانيا: عدم انسجام وملاءمة الأهداف العامة المتوخاة من المنهاج مع مفردات المداخل حيث سطر من بين الأهداف(2) ما يلي:
– اكتساب معارف مرتبطة ارتباطا مباشرا بالقضايا الأساسية ذات الأهمية العالمية؛
-اتخاذ المواقف والتصرفات المناسبة تبعا للتعلمات والمكتسبات؛
-جعل المناهج الدراسية قادرة على الإجابة عن أسئلة ملحة حول المفاهيم والقضايا المعيشة المثارة في العالم وعبر شبكات التواصل، حتى تكون المعلومة مؤطرة مؤسساتيا.
فهذه أهداف استراتيجية رائدة يحمد تسطيرها في منهاج دراسي، ولنا أن نتساءل:

هل مفردات منهاج مادة التربية الإسلامية تقدم فعلا أجوبة عن أسئلة ملحة حول المفاهيم والقضايا ذات الأولوية عالميا والمثارة عبر شبكات التواصل الاجتماعي من قبيل القضية الفلسطينية وقضية المسجد الأقصى على سبيل المثال لا الحصر؟
لم ترد في مفردات منهاج مادة التربية الإسلامية أية إشارة إلى القضية الفلسطينية من السلك الابتدائي إلى الثانوي التأهيلي، رغم أن سياق بعض الوحدات (مفردات المداخل الخمسة أفقيا أو عموديا) يساعد وبشكل كبير على ذلك.
في السلك الابتدائي، اعتبرت وثيقة المنهاج أن برنامج السنة الرابعة(3)مرحلة استئناس ضرورية للخوض في مكون التاريخ الذي تفرضه طبيعة الانطلاق من المتعلم نفسه باعتبار المدرسة والمحيط والذات مجالا لتعلم المبادئ الأولية للتاريخ؛ من خلال المواضيع الموالية: تاريخ أسرتي، تاريخ عائلتي، تاريخ مدرسي، تاريخ مدينتي/ تاريخ قريتي. ولو أضاف المنهاج موضوعا آخر بعنوان: “تاريخ مسجد حيي”، لكان أفضل تربويا واجتماعيا من وجوه ثلاثة:
الوجه الأول: استئناس الناشئة بالهندسة المعمارية المغربية للمسجد كمرحلة أولى.
الوجه الثاني: إدماج الأسرة في التربية والتعليم عن طريق مرافقة الأب أو الأم لابنهما لاكتشاف “تاريخ مسجد حيي”.
الثالث: تحقيق الكفاية العرضانية بين مادة التاريخ ومادة التربية الإسلامية من خلال الربط بين الدرس المقترح إضافته: “تاريخ مسجد حيي” ودرس “ألتزم آداب المسجد”،(4)، وكذا درس “أعتني بالمسجد ومحيطه: قصة تميم بن أوس الداري(5)”المبرمجان في مادة التربية الإسلامية، في أفق ربطهما بدروس أخرى عن مساجد خارج الحي. وحبذا لو اضيف في المستوى الخامس أو السادس درس يربط المتعلم بما اكتسبه عن (تاريخ مسجد حيه) المقترح بالمساجد ذات الدلالة الرمزية عند المسلمين كالمسجد الأقصى.
وفي درس (أنصر المظلوم(6)) في مدخل القسط المخصص للمستوى الثالث، يمكن إضافة صور لأطفال فلسطين في وضعية صعبة (أطفال الحجارة)؛ كما يمكن إضافة خريطة أو علم فلسطين كدعامة للتعريف بتميم بن أوس الداري(7) في درس (أعتني بالمسجد ومحيطه: قصة تميم بن أوس الداري) المبرمج في مدخل الحكمة في المستوى الرابع خاصة وأن كتب التراجم تشير إلى أن الصحابي الجليل تميم بن أوس الداري من فلسطين.
في السلك الإعدادي والثانوي،نجد مواضيع كثيرة لها ارتباط وثيق بالقضية الفلسطينية، لكن مع الأسف لم ترد ولو مفردة واحدة في البرنامج عن القضية أو عن المسجد الأقصى، ومثال ذلك:
درس (الهجرة إلى الحبشة وبيعتا العقبة: طلب الأمان والنصرة)(8)، يمكن إضافة محور على الأقل إن لم يكن درسا درس عن (النصرة المتجددة)(9)على غرار درس (الهجرة المتجددة)؛ كما يمكن إضافة محور عن واجب نصرة المؤمنين في جميع بقاع العالم؛ وربطها بما ورد في مدخل القسط (حق الغير: حقوق الاخوة الايمانية)(10)؛
درس (المسجد نواة المجتمع الإسلامي)(11)يمكن إضافة محور عن مكانة المسجد الأقصى والمسجد النبوي عند المسلمين، كما يمكن توظيف حديث: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى) كدعامة أساسية؛
درس (الرسول صلى الله عليه وسلم يرسي قيم السلم والتعايش: وثيقة المدينة)(12). صحيح أن جوهر الدين الإسلامي يقوم على السلم والسلام، وأنه لا إكراه في اختيار الدين، وصحيح أن الرسول عليه السلام أرسى قيم التعايش والتسامح بين المسلمين وغيرهم في مجتمع المدينة بشروط طبعا، وصحيح أيضا أن المغرب بلد الانفتاح والتسامح والتعايش بين المسلمين والمسيحيين واليهود عبر قرون من الزمن؛ ولكن في نفس الوقت لا يلزم أن نرسم في منهاج مادة التربية الإسلامية للمتعلمين والمتعلمات لوحة فنية بألوان وردية عن تاريخ اليهود، خاصة وأن سياق كثير من النصوص القرآنية يساعد وبشكل مرن ودون تعسف في إظهار جزء من حقيقتهم عبر التاريخ، ومثال ذلك قوله تعالى:﴿ هُوَ اَ۬لذِےٓ أَخْرَجَ اَ۬لذِينَ كَفَرُواْ مِنَ اَهْلِ اِ۬لْكِتَٰبِ مِن دِيٰ۪رِهِمْ لِأَوَّلِ اِ۬لْحَشْرِۖ مَا ظَنَنتُمُۥٓ أَنْ يَّخْرُجُواْۖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اَ۬للَّهِ فَأَت۪يٰهُمُ اُ۬للَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْۖ ۞وَقَذَفَ فِے قُلُوبِهِمُ اُ۬لرُّعْبَۖ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِے اِ۬لْمُومِنِينَ فَاعْتَبِرُواْ يَٰٓأُوْلِے اِ۬لَابْصٰ۪رِۖ (2) وَلَوْلَآ أَن كَتَبَ اَ۬للَّهُ عَلَيْهِمُ اُ۬لْجَلَآءَ لَعَذَّبَهُمْ فِے اِ۬لدُّنْي۪اۖ وَلَهُمْ فِے اِ۬لَاخِرَةِ عَذَابُ اُ۬لنّ۪ارِۖ (3) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ اُ۬للَّهَ وَرَسُولَهُۥۖ وَمَنْ يُّشَآقِّ اِ۬للَّهَ فَإِنَّ اَ۬للَّهَ شَدِيدُ اُ۬لْعِقَابِۖ (4)﴾ سورة الحشر (2-4).
سورة الحشر من السور المقررة في منهاج مادة التربية الإسلامية في مستوى السنة الثالثة إعدادي، وهذا المقطع من الشطر الأول من السورة يشير إلى أن الله عاقب يهود بني النضير بالإجلاء من المدينة بسبب ما ارتكبوه في حق الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين من غدر وخيانة؛ وما فعله هؤلاء اليهود زمن الرسول عليه السلام تكرر فعله على مر العصور، ولعل ما يجري في فلسطين من أحداث دليل على ذلك.

فلماذا لم تدرج في منهاج مادة التربية الإسلامية مفردات عن كيفية التعامل مع اليهود وغيرهم من أهل الديانات السماوية في حالة الخيانة ونقض العهود، في المقابل ركز على قيم السلم والتسامح والتعايش والمجادلة بالتي هي أحسن …؟
من جهة أخرى، وتحقيقا لجزء من الهدف الاستراتيجي الذي سطره المنهاج بخصوص تأطير المعلومة مؤسساتيا، نتساءل: لماذا لم تدرج في المنهاج مفردات أو على الأقل محاور عن الحركة الصهيونية وعدائها للإسلام والمسلمين من زاوية تحصين المتعلمين والمتعلمات من الوقوع في فخ هذه الحركة باسم التعايش والتسامح ؟.
قد يقال، بعض هذه القضايا إنما تدرس في مادة الاجتماعيات. صحيح وتتم دراستها على أساس أنها أحداث تاريخية؛ ولا شيء يمنع من باب التكامل بين المواد الدراسية أن تدرس في مادة التربية الإسلامية في بعدها العقدي ؟
نفس الأمر بالنسبة لسورة الكهف قال الله تعالى:: ﴿ اِ۬لْحَمْدُ لِلهِ اِ۬لذِےٓ أَنزَلَ عَلَيٰ عَبْدِهِ اِ۬لْكِتَٰبَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُۥ عِوَجاٗۖ (1) قَيِّماٗ لِّيُنذِرَ بَأْساٗ شَدِيداٗ مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ اَ۬لْمُومِنِينَ اَ۬لذِينَ يَعْمَلُونَ اَ۬لصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمُۥٓ أَجْراً حَسَناٗ (2) مَّٰكِثِينَ فِيهِ أَبَداٗ (3) وَيُنذِرَ اَ۬لذِينَ قَالُواْ اُ۪تَّخَذَ اَ۬للَّهُ وَلَداٗۖ (4) مَّا لَهُم بِهِۦ مِنْ عِلْمٖ وَلَا لِأٓبَآئِهِمْۖ كَبُرَتْ كَلِمَةٗ تَخْرُجُ مِنَ اَفْوَٰهِهِمُۥٓۖ إِنْ يَّقُولُونَ إِلَّا كَذِباٗۖ (5) ﴾ سورة الكهف الآيات: 1-5. فمطلع هذه السورة جاء جوابا عن أواخر سورة الإسراء حيث قال الله تعالى: وَقُلِ اِ۬لْحَمْدُ لِلهِ اِ۬لذِے لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداٗ وَلَمْ يَكُن لَّهُۥ شَرِيكٞ فِے اِ۬لْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُۥ وَلِيّٞ مِّنَ اَ۬لذُّلِّۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراًۖ (110)﴾. الإسراء الآية 110. واضح أن الأية تتحدث عن اليهود والنصارى الذين ادعوا لله البنوة، وقالوا اتخذ الله ولدا، قال الله تعالى: ﴿ وَقَالَتِ اِ۬لْيَهُودُ عُزَيْرُ اُ۪بْنُ اُ۬للَّهِ وَقَالَتِ اِ۬لنَّصَٰرَي اَ۬لْمَسِيحُ اُ۪بْنُ اُ۬للَّهِ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَٰهِهِمْۖ يُضَٰهُونَ قَوْلَ اَ۬لذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُۖ قَٰتَلَهُمُ اُ۬للَّهُۖ أَنّ۪يٰ يُوفَكُونَۖ (30) اَ۪تَّخَذُوٓاْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَٰنَهُمُۥٓ أَرْبَاباٗ مِّن دُونِ اِ۬للَّهِ وَالْمَسِيحَ اَ۪بْنَ مَرْيَمَۖ وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعْبُدُوٓاْ إِلَٰهاٗ وَٰحِداٗۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ سُبْحَٰنَهُۥ عَمَّا يُشْرِكُونَۖ (31) ﴾. سورة التوبة الآيتان: 30-31
لماذا لم ترد في منهاج مادة التربية الإسلامية انسجاما مع الأهداف العامة التي سطرها مفردات عن جزاء الإيمان بعقيدة التثليث أو اعتناقها؟ ألا يتم تداول هذه المفاهيم على شبكات التواصل الاجتماعي ويحتاج منا الأمر إلى ضبط المفهوم عقائديا ومؤسساتيا حماية لأبنائنا من الوقوع في التنصير أو التهويد من جراء الحركات التبشيرية ؟ أليس ضبط هذه المفاهيم وفهمها من القضايا ذات الأولية العالمية بين الديانات السماوية؟ علما أن المنهاج اختار قيمة التوحيد قيمة مركزية. فكيف يمكن للمتعلم أن يستوعب التوحيد كمفهوم وكقيمة في غياب تقديم أجوبة صريحة واضحة عن هذه القضايا وغيرها سواء اهتم بها الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر القنوات الفضائية الرسمية وغير الرسمية .

–‐————————

1.المملكة المغربية، كراسة البرامج والتوجيهات التربوية لتدريس االجتماعيات بالسلك الثاني من التعليم األساسي، مطبعة سوماكرام، الدارالبيضاء.

2.المملكة المغربية، وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، مديرية المناهج، منهاج التربية اإلسالمية بسلكي
التعليم الثانوي اإلعدادي والتأهيلي العمومي والخصوصي، مفردات برنامج السنة الثانية إعدادي، ص 10

3.المملكة المغربية، وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، مديرية المناهج، مستجدات المنهاج الدراسي للتعليم
االبتدائي الصادر بتاريخ يوليوز 2020 ،ص 352 .

4.نفسه، ص 338.

5.نفسه، ص 338
6.المملكة المغربية، وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، مديرية المناهج، مستجدات المنهاج الدراسي للتعليم الابتدائي الصادر بتاريخ يوليوز 2020 ،ص 333.

7.نفسه، ص 338.

8.المملكة المغربية، وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمين مديرية المناهج، منهاج التربية اإلسالمية بسلكي
التعليم الثانوي اإلعدادي والتأهيلي العمومي والخصوصي، مفردات برنامج السنة الثانية إعدادي، ص 15.

9.نفسه، مفردات برنامج السنة الثالثة إعدادي، ص 17.

10.نفسه ص 16.
11 .نفسه، مفردات برنامج السنة الثالثة إعدادي، ص 17
12.نفسه، مفردات برنامج السنة الثالثة إعدادي.

* باحثة في المناظرات الدينية في الفكر الإسلامي وعلوم التربية

الاخبار العاجلة