اختلال الموازين بين الدعارة والسفاهة

30 مايو 2015آخر تحديث : الإثنين 24 مايو 2021 - 3:02 مساءً
admintest
كتاب وآراء
اختلال الموازين بين الدعارة والسفاهة

بقلم الأستاذ عبد العزيز بوسهماين:
استبشرنا خيرا بالقرار الحكيم و الجريء الذي اتخذته حكومتنا “الاسلامية ” العظمى والذي قررت بموجبه منع عرض فيلم المخرج “الممسوخ” نبيل عيوش ، الذي كان من الأفضل أن يطلق عليه مخرجه اسم ” المسخ اللي فيا ” عوض ” الزين اللي فيك” ، و أحسسنا لأول مرة أن حكومتنا الاسلامية الموقرة تحركت بداخلها مشاعر الغيرة الدينية والأخلاقية والوطنية ،وتفجرت لديها ينابيع القدرة على اتخاذ القرارات الجريئة التي تمس بتوجهات دعاة ورعاة الفرنكوفونية والصهيونية بالمغرب ، وقلنا في أنفسنا : أخيرا ستعود الموازين الى ميزان الشرع والى ميزان التقاليد المغربية الأصيلة المبنية على الحياء ، وأخيرا ستندحر المخلوقات الغريبة والأشباح التي ظلت تتراءى لرئيسنا ” محارب السفاهة ” . الا أن فرحتنا لم تدم الا عشية وضحاها ، اذ بعد أذان العشاء ليوم الجمعة المعظم ، ونحن نبحث بين القنوات التلفزية العمومية “الممسوخة ” عن برنامج يزيد عقولنا الصغيرة أفكارا متنورة ووعيا سياسيا و أخلاقا رفيعة تساهم في بناء الوطن ، فاذا بنا نعثر على سفاهة حقيقية ودعارة فكرية اعلامية تترجمها أرداف ومؤخرات لراقصات عاريات بجانب أفسق وأثرى مغنية وراقصة بالولايات المتحدة الامريكية على القناة الثانية “الخلفية” .
هنا بلغت قلوبنا الحناجر ،وارتفع ضغط الدم الى أقصاه، ليس اعجابا بالمسخ الذي تقوده لوبيز على خشبة موازين، وليس استغرابا من نوع الفنانات اللواتي يقتحمن بلدنا من حين لآخر بلباس السباحة، بل صدمة بطبق الدعارة الفنية ،هذا، الذي قدمته لنا القناة الثانية ونحن في بيوتنا وبين أبنائنا وأبائنا ،واشمئزازا من رؤية حيوانات آدمية مجردة من ملابسها تقوم بحركات وايحاءات بورنوغرافية على ايقاعات موسيقية بعيدة عن هويتنا وثقافتنا ،وتدخل بيوتنا بلا استئذان بعدما أحسسنا بشيء من الآمان بمنع عرض فيلم يعري عن واقع مؤلم ويضر بسمعة المملكة ويخدش حياء المجتمع المغربي الأصيل .
هنا ، نسائل رئيس حكومتنا “الاسلامية المختلطة ” ووزيرنا “المغوار” في الاعلام الذي أجبر القناة الثانية على ادراج الآذان ضمن موادها ، نسائلهم عن نوع الميزان الذي يزنون به الابداعات الفنية حتى يتم عرضها أو منعها من العرض على الشاشات العمومية المؤدى عنها ؟ وما الفرق بين فيلم المخرج ـ ذو الأصل الصهيوني ـ والذي يتكلم لغة البذاءة وبين العرض الموسيقي لجينيفر ـ راعية الصهيونية ـ الذي يجسد المسخ والسفاهة ؟؟ فهل انفلتت الموازين ؟ أم أن السفاهة فيها اللي زين وفيها اللي ما زين ؟؟؟ وحيث أن الجواب مستعص ، نقول لمن يهمهم الأمر: كفى من السفاهة والتسفيه ، وزنوا الأمور بميزان واحد ، وليس بموازين متعددة ، زنوها بميزان دين المملكة الذي أقرته في دستورها .

الاخبار العاجلة