أنا أحتج .. أنا موجود

16 نوفمبر 2018آخر تحديث : الإثنين 24 مايو 2021 - 2:51 مساءً
admintest
كتاب وآراء
أنا أحتج .. أنا موجود

ذ. عبد العزيز بوسهماين

صحيح أن الساعة العثمانية أعادت شيئا من التوهج للنضال التلاميذي الذي مات كما ماتت الحركة الطلابية ، وكما توفيت الأحزاب والنقابات . وصحيح أن الاحتجاج سلوك مدني صحي و ضروري للتعبير عن الرفض ، ولتقويم اعوجاج القرارات التي تعَودَ مسؤولونا انزالها علينا بشكل فوقي و عشوائي دون الرجوع الى قواعدهم التي بوأتهم مناصب المسؤولية عكس ما يحدث في أغلب الدول الديمقراطية التي تجري استفتاءات شعبية حقيقية قبل اتخاذ قرارات بسيطة تجنبا لغليان الشارع ، وتجنبا لسماع الكلام القبيح .

لكن من الخطورة بمكان أن ندع تلاميذ في سن المراهقة يقاطعون الدراسة و يمارسون فعل الاحتجاج في الشارع دون تأطير سليم ودون محاولة احتوائه ، لأن من شأن ذلك الاحتجاج ” المراهق ” أن يؤدي الى انفلاتات خطيرة وغير محسوبة تحت تأثير النزوع ـ الطبيعي ـ نحو اثبات الذات والظهور أمام الزملاء والزميلات بمظاهر البطولة والاقدام والتمرد تحت شعار ” أنا أحتج فأنا موجود ” ، كما من شأنه كذلك أن يتسبب في هدر الزمن المدرسي الثمين والذي يجب الحرص عليه أيما حرص .

الساعة العثمانية “المغضوب عليها وعلى صانيعيها ” أماطت اللثام عن وفاة سريري ليس فقط للأحزاب والنقابات بل وكذلك لجمعيات الآباء “الصورية” التي وقفت ، معظمها ، تراقب أبناءها وهم يحتجون بأساليب تخريبية و لا تربوية ، في حين أنه كان من واجبها التدخل لتأطير هذا السلوك الاحتجاجي وتقنينه ،بل و كان عليها أن تمارسه بدلا منهم . كما كشفت كذلك عن ضرورة اعادة النظر ـ بشكل جاد وعاجل ـ في منظومتنا التربوية التي تخلت عن دورها في انتاج منظومة القيم اللازمة لبناء مجتمع سليم وسلمي ، ودقت ناقوس الخطر محذرة من جيل قادم له قدرة كبيرة على الابداع السلبي وعلى انتاج ألفاظ و سلوكات متقدمة في الخطورة قد تعكس اتجاه دوران عقارب ” ساعة المجتمع المغربي ”

الاخبار العاجلة