آفاق المشروع الاصلاحي وانتظارات الأسرة التعليمية

12 أغسطس 2022آخر تحديث : الجمعة 12 أغسطس 2022 - 12:37 مساءً
مصطفى جلال
كتاب وآراء
آفاق المشروع الاصلاحي وانتظارات الأسرة التعليمية

وأنت تتصفح الرؤية الإستراتيجية للإصلاح التعليم 2015-230، لابد ان تتوقف عند الإطار العام الذي جاءت من أجله ،حيث تقرا فيه على أنها :

-(الرؤية القائمة على مقاربة تشاركية وتشاورية تتطلع إلى تشييد مدرسة جديدة تكون مدرسة للإنصاف وتكافؤ الفرص، مدرسة الجودة للجميع، ومدرسة لإندماج الفرد والتطور الاجتماعي…) .

ومن خلال قراءة الملخص العام للرؤية ، تجد نفسك محتارا بين ما جاءت به وبين واقع بئيس ينذر بمآسي لا حصر لها. ولست هنا لأسرد على مسامعكم مجمل الإنتكاسات التي يتخبط فيها القطاع ، لكني أردت فقط ان تسلط الاضواء على الجانب الذي يمس هيئة التدريس انطلاقا من بعض رافعات الرؤية نفسها . حيث نجد شرخا كبيرا بين ما كتب كحبر على ورق وما تعانيه الشغيلة اليوم من ظلم وقهر وسوء تدبير. ولعل أولى هذه الاشكالات ما ورد في أسس المدرسة الجديدة الواردة في الدعامة الثانية : من أجل مدرسة الجودة للجميع والتي أكدت على: ” ضرورة نهج حكامة جيدة في تدبير المسار المهني للهيئات العاملة بالتربية والتكوين والبحث، وإعادة تثمين أدوارها ومهامها، ومواكبتها والإرتقاء بظروف عملها وبأدائها المهني وبمردوديتها، من خلال تدبير لاممركز، يتم على المستوى الجهوي، بالتدرج وبالتشاور مع الفاعلين وممثليهم في النقابات التعليمية.” هذا النموذج المرجعي لمفهوم الجودة لم يتم بعد تجويده ليصبح اكثر فعالية يستطيع فعلا تحقيق الارتقاء لهيئة التعليم، اللهم ان كان فعلا يقصد به تحقيق المردودية ولو على انقاظ هيئة التدريس التي تعتبر الركيزة الاساسية للإصلاح إن صلحت ، صلحت المنظومة كلها وان فسدت فسد القطاع برمته، ولا أظن ان جل السادة الأساتذة راضين على واقعهم اليوم أمام المتغيرات التي عصفت بمجهوداتهم ورهنت امالهم واحلامهم لسنين عديدة والله وحده يعلم كم من الوقت يلزم ليتم الافراج عن مآل الترقيات التي ثم تجميدها بجرة قلم ظالمة وعن حلم احداث درجة جديدة بالسلك الإعدادي ، أو على الاقل تمكنهم كغيرهم من الأسلاك اجتياز مباراة التفتيش، تدريس ابناء الجالية ، التبريز … ايمان بمبدأ تحقيق الإنصاف وتكافؤ الفرص الذي تتغنى به الوزارة منذ عهود. وتحقيقا لشرط الاستقرار الوظيفي الذي يعتمد مبدأ التدرج المهني والترقي في الحياة المهنية كما جاء في تعريف الموظف وفق النظام الاساسي الخاص لموظفي وزارة التربية الوطنية ، هذا الحيف جعل من الاستاذ يعيد النظر في مدى جدية الإصلاح وفي الاداء المهني المرجو تحقيقه. ليبقى السؤال المحير اليوم: كيف سيتم رد الاعتبار للمدرس و هو لا زال ينتظر صرف مستحقات الترقية المجمدة للأغلبية منذ 2019 ؟ كل هذا في إطار مدرسة الجودة و الإنصاف وتكافؤ الفرص !!!

وختاما، رغم كل ما قيل عن الأسرة التعليمية تبقى بكل تأكيد منارة للعلم والمعرفة وجب العناية بها وخدمتها بكل تفان ومصداقية حتى يتسنى لها تربية النسل على قيم التسامح وعلى مبادئ دين الإسلام ونبذ العنف وعلى الوحدة الوطنية الضاربة في جدور التاريخ وقد قيل فيما روي عن حكماء العصر أن: “التعليم هو أقوى سلاح يمكنك استخدامه لتغيير العالم”

قلوش مولاي عبد الغني

الاخبار العاجلة