مدينة أكادير: وجه جميل لولا نقطه السوداء

23 نوفمبر 2021آخر تحديث : الثلاثاء 23 نوفمبر 2021 - 4:30 مساءً
admintest
أخبار سوسسلايدر
مدينة أكادير: وجه جميل لولا نقطه السوداء

تـفـروت لحسن

أكادير أو مدينة الانبعاث التي خرجت من رمادها، كأنها طائر الفنيق، بعد الزلزال المأساوي، بدأت تتزين وتتهيأ لانبعاث جديد، لتهيئة متحورة من الموجة الخامسة، بعد من موجات من التهيئة، وبعد تجارب المجالس السابقة بـتعدد ألوانها، وما رافقها من مشاريع لتنمية المجال والإنسان، أخرجت الزيارة الملكية الأخيرة مشروع التهيئة الكبرى (2020 – 2024 ). هذا المشروع، الذي استبشرت به الساكنة خيرا، بدأ يتجسد على أرض الواقع، بعد تخييله على الصور الهندسية، التي تسر الناظرين.
لا يمكن نكران الانعكاسات الإيجابية التي ستولدها التهيئة على جمالية المدينة ورونقها. فلاشك أنها تجعلها مدينة تشرف ساكنة سوس والمغاربة. فرغم التأخر في الإنجاز، وبعض الإزعاج الناجم عن الأشغال، فإن المشاريع الجديدة ستمنحها وجها مشرقا جديدا، وتجعلها في مستوى التطلعات.
لكن هذا الوجه الجديد سوف تعوقه نقط سوداء، تشوه المدينة، وستجعل كل المجهودات غير ذات أهمية. علما أن هذه المعضلات السيئة السنعة ليست فقط من مسؤلية الجماعة لوحدها، بل هي مسؤولية مشتركة لعدة مصالح وزارية، وحتى للقطاع الشبه عمومي. ولمن يهمه الأمر نقدم شخيصا أوليا لهذه المعضلات الأكاديرية:
1 – عدم الإتقان في الأشغال: الشوارع التي تم إنجازها حديثا، والتي انتهت بها الأشغال، مثل شارع الجيش الملكي أو القاضي عياض أو 2 مارس أو المقاومة…، تنقصها الجودة في الإنجاز، ويكفي المشي على الطوار لنكتشف مطاهر غياب الإتقان، سواء في المواد المستعملة.
2 – ضحالة المجال الأخضر: رغم نهاية الأشغال، فإن الفضاءات والشوارع المهيئة، تعاني من غياب للتشجير بصفة نهائية، أو تم بها الاحتفاظ بأشجار شاخت عروقها، أو تم تطويقها بنخيل، دون غيره. وجولة في هذه الفضاءات شاهدة.
3 – غياب الصيانة: رغم التاريخ القصير للمدينة الجديدة، يتبين أن مشكلتها هي صيانة المنجزات التي تصرف عليها الملاييير. فالمجالس السابقة أنجزت مشاريع. لكن سرعان ما تؤول للخراب بغياب الصيانة والمراقبة، يكفي أن نستحضر ما تم انجازه سابقا. واليوم يعاد انجاز حدائق وطرق ودور للثقافة وكهرباء وو، لكنها مهددة بالخراب مادام لم يفكر في صيانتها بشكل جدي. فمثلا ملاعب القرب هو قيمة مضافة للمدينة, وصيانتها هو حفاذ على موروثها.
4 – المعامل المهجورة: كان يعرف بالحي الصناعي، حي يضم مصانع ومعامل السردين والبرتقال مثل بيتيجا وصونبا وأمدير وتريستا و لحلو وماريانا…، إلا أن هذا الحي هاجرت أنشطته إلى أماكن أخرى ضاحية المدينة، فأصبحت البنايات أطلالا، فرغم إعادة بناء عمارات في الأوعية العقارية، فإن الكثير من هذه الأطلال المهجورة مازال، بل إن جدرانه أيلة للسقوط، وبذلك فهي تهدد المارة، وتشوه رونق المدينة. وشارع القاضي عياض و شارع 2 مارس وشارع المقاومة….دليل على ذلك.
5 – المتشردون والمختلون عقليا: ابتليت المدينة مؤخرا بازدياد عدد المتشردين والمختلين نفسيا وعقليا، فتصادفهم في لاكورنيش وفي وسط المدينة وفي الأحياء وبساحة الحافلات والطاكسيات…إنهم جحافل تهدد الأمن العام وتسيء لسمعة المدينة، خاصة أمام السياح.
6 – دور الأحياء وشرطة القرب: انجازات سابقة في المدينة بدأت تسير نحو الزوال، ولم تعد تقوم بأي دور، إنها مقرات شرطة القرب التي تم بنائها للقياام بمهام الأمن بالأحياء. واليوم أغلقت هذه المراكز، لتصبح بناءات مهجورة. كما أن دور الأحياء التي من المفترض تطويرها، أصبحت باردة في الأنشطة، يضاف لها تهافت ججور الشبيبة والرياضة.
7 – احتلال مواقف الحافلات العمومية: تعاني الساكنة من غياب مواقف خاصة للحافلات، حيث يتم احتلال هذه المواقف من طرف السيارات، مما يعرقل توقف الحافلات التي تتزقف في اماكن خطيرة وسط الشارع. وهذا يستدعي التشوير زالتنبيه. مثال ذلك شارع مولاي عبد الله وزنقة فاس.
8 – احتلال الملك العمومي: تعاني عدة شوارع لاحتلال الشارع العام، زمنها المقاهي، مما يؤثر سلبا على المارة الذي يضطرون الى السير الى جانب الناقلات. واحيانا تصادف مسامر فوق الطوار، بعد أن كانت تحمل لوحات اشهارية. وهذا يشكل خطرا، مثال ذلك شارع الحسن الثاني.
9 – الروائح الكريهة والازبال: قد تفاجئك روائح قنوات الصرف الصحة الكريهة، بسسب توقف المياه العادمة، فمثلا أمام سينما السلام تسود رائحة كريهة منبعثة من القارورات، علما أن المجرى الكبير يمر كم زنقة فاس اتيا من حي الشرف في اتجاه ايت ملول، ونفس الشيء بشارع الحسن الثاني قبالة ملعب الإنبعاث. أما الأزبال ففيها كلام كثير، رغم مجهودات عمال الإنعاش بمعاناتهم,
10 – الفتور الثقافي: بعد أن كانت مدينة الانبعاث الثقافي، ورغم شح الموارد والإمكانيات، بدأت أكادير تشهد فتورا ثقافيا جليا. فرغم أنها مدينة جامعية، بدأت المؤسسات والجمعيات تتراجع إلى الوراء في المساهمة الثقافية المنتظمة مقارنة بالسنوات العشر الماضية. لهذا فحتى التهيئة الثقافية ضرورية.
هذه مجرد ارتسامات لبعض النقط السوداء لأكادير والتي تنتظر الاجتثاث ليعود للمدينة رونقها.

الاخبار العاجلة