قطار الرباح يقتله واعلام الخلفي يتجاهله

28 ديسمبر 2014آخر تحديث : الإثنين 24 مايو 2021 - 3:14 مساءً
admintest
كتاب وآراء
قطار الرباح يقتله واعلام الخلفي يتجاهله

بقلم : ذ.عبد العزيز بوسهماين
لا شك أن موت “عبد الله باها “ـ رحمة الله عليه ـ شيء مؤلم جدا ، ولا شك أن الطريقة التي مات عليها أكثر ألما وقساوة وتثير كومة لا متناهية من الأسئلة المحيرة ،خاصة أن الفقيد رجل من العيار الثقيل في الحزب “الحاكم” وحكيمه ، و شخص ذو أهمية قصوى في الحكومة الحالية.
فرغم أنه كان ، رحمه الله، لا يحمل حقيبة وزارية صريحة فقد كان يتأبط كافة الحقائب سرا بما فيها حقيبة رئاسة الحكومة.
عبد الله باها الملقب “بالعلبة السوداء” لبنكيران ـ على ما يبدو ـ قتله قطار الرباح وهو في مأمورية انسانية غير رسمية الا أن اعلام الخلفي تجاهل موته وكأن الحادث أدى الى مقتل أحد المتشردين الذين يتخذون من السكك الحديدية مسلكا لهم .
من الخزي ومن العار أن تنوب قناة الجزيرة عن قنوات القطب العمومي ويكون لها السبق في اذاعة خبر وفاة رجل التوافقات والتوازنات وهو بصدد تفقد مكان وفاة أحد الخصوم السياسيين وأحد ركائز الحزب الاشتراكي والذي يشارك الفقيد في الحكمة والاتزان والتبصر قبل أن يشاركه نقطة الموت .فبينما كانت المواقع الاخبارية الالكترونية تنشر الخبر الجلل تباعا ليلة الأحد ، وكنا نتعطش لتفنيذ الخبر أو تأكيده ـ ان اقتضى الحال ـ من طرف قنواتنا البئيسة ، كانت قناة الجزيرة عبر مراسلها في المغرب تذيع الخبر بكل أسف وحسرة ، في حين كانت قنوات الاعلام المغربي التابع لمصطفى الخلفي تغرق في اعادة خبر افتتاح مهرجان مراكش للفن السابع وتتسابق على بث صور لفنانين وفنانات أجانب نصف كاسيات لم يسبق لهم ولهن أن تحدثوا بخير عن بلدنا أو مثلوا مشاهد ايجابية عن المغرب.
مكانة الفقيد في الدولة ، الذي لم تستطع المناصب النيل منه وهو الزاهد فيها ، تستدعي فتح تحقيق موسع في حادثة سحقه بين قضبان السكة الحديدية،كما تستدعي اعلان الحداد ولو ليوم واحد ينعكس على برامج اعلامنا ـ المتسخ بالقذارة والمستمر في ضلاله البعيد ـ وذلك تكريما لفقدان شخصية مهمة في المعادلة الحكومية والذي قد يؤدي موته الى فقدان البوصلة داخل الحكومة المبلقنة كما قد يؤدي الى فقدان التوازن النفسي والسياسي لتوأم روحه ،عبد الاله بنكيران ، الذي كان قد التمس من الملك حين تم تعيينه رئيسا للحكومة أن يسمح له باصطحاب ” عبد الله باها ” أينما حل وارتحل ،وذلك خير دليل على مكانة الرجل في نفس الرجل الأول في الحكومة .
من المؤكد أن الناس سيطرحون تساؤلات جمة حول موت الحكيم “عبد الله باها ” في نفس مكان موت القيادي المتزن “أحمد الزايدي” قبل متم مدة شهر . الا أن الدعاء بالرحمة والمغفرة لهذين العملاقين خير من طرح أسئلة لن نجد لها جوابا .
اللهم اغفر لهما وافرغ صبرا على ذويهما، اللهم ارزق رئيس الحكومة الصبر على فراق رفيق دربه وضياع علبته السوداء .

الاخبار العاجلة