قضية الطبيب بأكادير الذي أطلق الرصاص لإخافة أشخاص يقومون بسباق الدراجات.. عندما يغيب الأمن فانتظر الفوضى

9 مايو 2021آخر تحديث : الأحد 9 مايو 2021 - 12:57 صباحًا
أشرف كانسي
أخبار سوسسلايدر
قضية الطبيب بأكادير الذي أطلق الرصاص لإخافة أشخاص يقومون بسباق الدراجات.. عندما يغيب الأمن فانتظر الفوضى

براهيم عقبة

أصدرت المديرية العامة للأمن الوطني نهار الإثنين الماضي بلاغا مفاده أن طبيبا للأسنان قام بإطلاق ثلاثة عيارات نارية من بندقية صيد بشكل تحذيري، لمنع سائقي دراجات نارية من القيام بسباقات استعراضية وخطيرة بالقرب من مقر سكناه، وهو ما استدعى إيفاد دوريات الشرطة إلى عين المكان من أجل المحافظة على النظام العام ومباشرة المعاينات والتحريات اللازمة…

و أضاف البلاغ ، أنه قد تم إخضاع المشتبه فيه لبحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية، وكذا تحديد الخلفيات الحقيقية التي كانت وراء استعمال سلاح الصيد في ظروف من شأنها تعريض سلامة الأشخاص للخطر…

من خلال البلاغ، لم نجد فيه ما يوحي بأن الشرطة فتحت بحثا مماثلا حول الأشخاص الذين كانوا يقومون بسباقات استعراضية و خطيرة، تهدد بدورها سلامة المارة و مستعملي الطريق، و إزعاج الآمنين في بيوتهم.. والذين تسببو في ردة الفعل تلك؟

إلا أن هذا البلاغ يرجع بنا إلى غشت 2020 عندما قام سائق سيارة بمدينة أسفي بصدم مجموعة بالقاصرين في الطريق العام بعدما رشقوه بالمياه والبيض بمناسبة “زمزم” ـ مباشرة بعد عيد الضحى من كل سنة ـ.. فكانت ردة فعله “كارثية”، وفاة أحدهم وإصابة أربعة آخرين…

مظاهر الفوضى في الشارع العام تتكرر كل سنة، إلا أننا لا نجد لها رادع، مما يجعل العديد من الأشخاص يقومون بردة فعل، بغض النظر عن نوعها، وهل اتفقنا أم اختلفنا معها، إلا أننا لا نستطيع ضبط تصرفات الأشخاص أمام أفعال استفزازية لا تجد من يقوم بردع مرتكبيها؟

قضية رشق المارة في الطريق العام بالمياه والبيض هو اعتداء سافر على حرية الأشخاص، ويكون هناك حالة التلبس، إلا أننا لانرى الشرطة والأمن يتدخلون لردع المعتدين، سواء الذين يقومون بمناسبة عاشوراء بإشعال الإطارات بالقرب من مساكن المواطنين الذين يعيشون تحت رحمة الفوضويين دون حماية إلى الصباح، والشرطة تقف تتفرج عليهم.. و كذلك مناسبة اليوم الثاني بعد عيد الأضحى، بحيث يتم رشق المارة بالمياه والبيض والأولوان… والشرطة ترفض التدخل لردع الطائشين و المعتدين.. وإن كان هناك من تدخل، فهو محتشم؟

ثم تأتي قضية أصحاب الدراجات خاصة الكبيرة منها، الذين يقومون عبر العديد من المدن بسباقات واستعراضات فوضوية، تعرض حياتهم وحياة المارة ومستعملي الطريق للخطر، بل الأكثر من ذلك، أن العديد منهم يقوم باستعراض في الطريق العام إلى وقت متأخر من الليل، وهناك المرضى والأطفال، وكبار السن… الذين ينزعجون من أصوات تلك الدراجات التي يسوقها أشخاص مراهقون، يظهرون عضلاتهم على الساكنة، أما مرأى ومسمع من عناصر الشرطة، الذين يقومون بتوقيف أصحاب الدراجات من كبار السن الذين يأتون من خارج المدينة أو من داخلها… لكن عندما يتعلق الأمر بالمتهورين والفوضويين يرجعون إلى الوراء مع الأسف، والسبب، حسب بعضهم، أنه لا تتوفر لهم حماية ـ حال موت أحدهم أو أصيب ـ أثناء مطاردته و محاولة توقيفه..

وأمام هذا الوضع يظل المواطنون أمام رحمة هؤلاء الفوضويين والطائشين ـ من منعدمي الضمير والأخلاق ـ

إذن، عندما لا تكون هناك جهة تقوم بردع الفوضويين، الذين ينتهكون ويعتدون على حرية الآخرين، فلا يمكننا أن نتصور كيف ستكون ردة فعل المتضررين، و قد تكون ردة فعل كارثية كحالة السائق الذي صدم مجموعة من القاصرين في آسفي، وقد تكون إطلاق رصاص تحذيري كحالة الطبيب بأكادير لإخافة أصحاب الدراجات الذين يستعرضون عضلاتهم بالقرب من مسكنه..

اتفقنا أو اختلفنا معهم، فهي ردة الفعل حصلت ـ ونتمنى أن لاتتكرر ـ لكن نتمنى كذلك على القائمين على الأمن العام أن يقوموا بواجبهم بردع المتهورين والذين يتسببون في الأذى للآخرين، سواء الذين يرشقون المارة بالمياه وأشياء أخرى في الطريق العام، أو الذين يقوم بإشعال النيران في الشوارع والأزقة إلى وقت متأخر من الليل، أو أصحاب الدراجات النارية الذين يقومون باستعراض العضلات على المواطنين ويخلقون لهم إزعاجا كبيرا… يجب على الساهرين على حفظ الأمن، سواء من الشرطة أو الدرك، أن يضعوا حدا لهذا النوع من الفلتان.. حتى لاتقع أشياء الكل في غنى عنها.

الاخبار العاجلة