حفل توقيع يدعم القراءة بمدينة أكادير

11 مايو 2022آخر تحديث : الأربعاء 11 مايو 2022 - 12:56 مساءً
أشرف كانسي
ثقافة وفنونسلايدر
حفل توقيع يدعم القراءة بمدينة أكادير

رشيد بيجيكن

تشجيعا لثقافة الكتاب وإشاعة فعل القراءة في صفوف الشباب واليافعين بأكادير ونواحيها، تعتزم جمعية “الديناصور لحماية الموروث الطبيعي بأنزا أكادير” تنظيم حفل توقيع مؤلفين؛ الأول صدر للباحث مبارك فوقص بعنوان “المغرب مستنقع المحتل: تصفية الاحتلال البرتغالي بحصن سانتاكروز (أكادير) وأحوازه ما بين 1505 – 1541م، نموذجا”، فيما المؤلف الثاني صدر للباحث محمد أيت جمال بعنوان “الأوبئة والمجاعات بسوس وواد نون ما بين 1900 و1945م، (التاريخ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للجنوب المغربي)”.

وجاء في قراءة للمؤلف الأول، أعدتها الجمعية، أنه يعد بمثابة دراسة ميكرو تاريخية لمجال ساحل سوس الأوسط خلال النصف الأول من القرن 16م، “الذي كان له دور في تجديد كيان الدولة الحديثة بالمغرب”، كما حاول المؤلف من خلاله “إبراز الدور الذي لعبه المجال في قيام دولة السعديين، التي تنقلت عاصمتها ما بين قرية أجلجال وسهل أنزا ثم تارودانت، موازاة مع تنقلات محمد الشيخ السعدي”.

ووفقا لقراءة الجمعية فقد تطلب النبش في تلك الذاكرة من الباحث مدة ست سنوات، قضاها بين البحث المكتبي عن الوثائق والمراجع والمصادر من مختلف اللغات، كما اعتمد على “التحري الميداني لمقابلة ظاهر النصوص المكتوبة بالواقع الذي كان مسرحا للأحداث”، مضيفة: “وضع الباحث إشكالية لبحثه تساءل من خلالها عن عوامل استعصاء استرجاع حصن سانتاكروز البرتغالي مدة 36 عاما على جحافل جيوش المجاهدين، رغم قلة عدد أفراد الحامية البرتغالية المرابطة فيه”.

“ولعل ما يكسب الكتاب قيمة علمية فريدة، فضلا عن تقديمه أحداثا تاريخية لأول مرة، وكشفه هوية المؤلف البرتغالي المجهول بعد 500 سنة من العتمة، تقديمه إضافة تمثلت في إحصاء 13 موقعا تاريخيا بالمجال المدروس تتطلب الدراسة والعناية والترميم باعتبارها تراثا لا ماديا إنسانيا؛ كما أنه بمثابة خارطة طريق لمختلف المتدخلين لتنمية المناطق القروية الخلفية الهامشية لاستغلال موروثها الثقافي بشكل يمكن من وضع أسس تنمية سليمة تستغل مختلف موارد المجال، بشكل يختصر الوقت والجهد ويقدم نتائج مرضية تحمي الشباب فوق 15 سنة من الإقصاء والوقوع في الأسوأ”.

أما المؤلف الثاني فيروم الكاتب من خلاله التعريف بالأوبئة والمجاعات التي عرفتها سوس وواد نون، “للوقوف على وقعها على حياة السكان في الأوساط الهشة طبيعيا؛ فانحباس المطر لمواسم متتالية كفيل بإحداث تغييرات ديموغرافية وعمرانية حاسمة، إذ كان بإمكانه أن يفرغ مناطق من سكانها، وأن يؤدي إلى اكتظاظ في مناطق أخرى، وقد ينتج عنه اندثار أسر ومداشر بأكملها”، وفق قراء الجمعية ذاتها، مردفة: “إن دراستها تمكن من فهم الكثير من الأشياء الغامضة، إذ يمس وقعها كل زوايا المجتمع من العمران إلى الديمغرافيا، ومن الاقتصاد إلى الاجتماع، ومن نمط العيش وأشكاله إلى أنماط التفكير وأساليبه”.

ووفقا لقراءة الجمعية فقد حصر الباحث زمن الدراسة في الفترة الممتدة ما بين بداية القرن العشرين وسنة 1945م، مضيفة: “خلال النصف الأول من ذلك القرن نجد أن المنطقة عرفت مثلها مثل جل جهات المغرب مرحلة مفصلية في تاريخها، تمثلت في وصول قوات الاحتلال إليها، ما يجعلنا نميز بين فترتين متباينتين؛ الأولى تمثل المغرب التقليدي، الذي حافظ على بنيات صامدة لقرون طوال دون أن تعرف تحولات عميقة، والمرحلة الثانية عرفت البلاد فيها تغييرات متسارعة مست كل مناحي الحياة. أما سنة 1945م فعرفت نهاية أكبر مجاعة عرفها تاريخ المغرب المعاصر، إذ عمت المجاعة البلاد، وطبعت بهولها ذاكرة المغاربة حتى صارت معلما يؤرخ بها تحت اسم ‘عام البون’ أو ‘عام الجوع’ أو ‘عام بوهيوف’ أو ‘عام التيفوس’”.

وسينظم حفل توقيع المؤلفين يوم 15 ماي 2022 بقاعة المركب الثقافي الحاج الحبيب بأنزا، في أكادير، ابتداء من الساعة الرابعة بعد الزوال.

الاخبار العاجلة