تازمورت تحتفي بشهر التراث وتنادي بإعادة الاعتبار للمواقع الأثرية لمعامل السكر بسوس

25 مايو 2022آخر تحديث : الأربعاء 25 مايو 2022 - 8:08 صباحًا
admintest
أخبار سوسسلايدر
تازمورت تحتفي بشهر التراث وتنادي بإعادة الاعتبار للمواقع الأثرية لمعامل السكر بسوس

في إطار الاحتفاء بشهر التراث2022 ، ووعيا بأهمية التراث بنوعيه المادي واللامادي، نظمت جمعية الانبعاث للثقافة و الرياضة و الفن و التنمية و الأعمال الاجتماعية و المحافظة الجهوية للتراث الثقافي سوس ماسة بتنسيق وتعاون مع جمعية تارودانت بلادنا و مركز سوس ماسة للتنمية الثقافية والمجلس الجماعي بتازمورت وثانوية تازمورت الإعدادية وجمعيات المجتمع المدني بالمنطقة والسلطات المحلية بتازمورت ملتقى تازمورت للتراث في نسخته الأولى خلال شهري أبريل وماي 2022 تحت شعار “افتخار الأحفاد بتراث الأجداد” .

وقد شملت أنشطة الملتقى تنظيم حملات نظافة للموقع الأثري لتازمورت، وسلسلة من اللقاءات التحسيسية والزيارات الميدانية لتلاميذ المؤسسات التعليمية للمواقع الأثرية لمعامل السكر بكل من أولاد مسعود وإميز، كما تميز هذا الملتقى بتنظيم أمسية فنية تراثية ومعرض متنوع يبرز الخصوصيات المحلية، وبتنظيم ندوة وطنية حول التراث المائي والسكري بتازمورت وضواحيها يوم الجمعة 20 ماي 2022 ابتداء من الساعة التاسعة والنصف صباحا حتى الواحدة بعد الزوال بساحة معامل صناعة السكر بتازمورت التي حضرها جمع غفير من المهتمين وغيرهم ذكورا ( حوالي 90 شخصا) وإناثا ( حوالي80 شخصا).

استهلت الندوة الوطنية بكلمة ترحيبية للسيد عمر تتكي رئيس جمعية الانبعاث للثقافة و الرياضة و الفن و التنمية و الأعمال الاجتماعية أبرز فيها سياق تنظيم هذا الملتقى، قبل أن يتم تقديم العروض المبرمجة للأساتذة الحسن المحداد الذي تقدم بورقة علمية حول ” المنظومة التقليدية لتدبير الموارد المائية بسوس” و عبد الله ستيتو الذي تناول ” الخلفيات التاريخية للتراث المادي بتارودانت خلال العهد السعدي: دراسة حالة معاصر السكر”، ومحمد الملوكي الذي وقف عند “المدينة العتيقة بتارودانت: المؤهلات التاريخية والعمرانية” وأخيرا السيد مولود شهبون بمداخلة وقف فيها عند “التراث المائي بإقليم تارودانت: تشخيص الحالة الراهنة، وتحديات وآفاق الثمين”، وقد تميزت أشغال هذه الندوة التي سير أشغالها السيد إبرهيم الرامي مدير مركز سوس ماسة للتنمية الثقافية، وتكلف بصياغة خلاصاتها السيد الحبيب أجهد عضو جمعية الانبعاث، بكونها محطة ناجحة إستطاعت أن تنتصر للتراث المحلي من خلال إجماع مختلف الفاعلين حول أهمية هذا الملتقى في تعزيز هوية هذه المنطقة الغنية بالتراث والثقافة والفنون.

ومن أهم التوصيات التي خرج بها الملتقى ما يلي :

· إقرار أصالة وتنوع المنظومة التراثية والهندسة المائية بجهة سوس ماسة، وضرورة ربط الماضي بالحاضر والمستقبل.

· التأكيد على ضرورة الاستعجال لصيانة ما تبقى من أصالة وتنوع في منظومة التراث والهندسة المائية بجهة سوس ماسة لضمان وصولها للأجيال القادمة.

· ضرورة إنجاز حفريات لهذه المواقع الأثرية والإيكولوجية لاستكناه دررها وكنوزها المخفية من طرف علماء الآثار المتخصصين.

· عقد ميثاق ترافعي لجمعيات المجتمع المدني لدى الجهات والمؤسسات المعنية للدفاع عن المآثر التاريخية التراثية الموجودة بمنطقة تازمورت ومحيطها وبسوس عامة.

· الحد من التوسع العقاري والعمراني وكل السلوكيات التي تشوه محيط هذه المعالم الأثرية.

· إلزامية استمرار عملية جرد المواقع والمآثر التاريخية بالمنطقة وإتمامها قصد توثيق ورقمنة هذا التراث السكري والمائي وغيرهما.

· الانكباب على دراسة هذه المواقع الأثرية نظريا وميدانيا بغية توفير المعلومات والمعطيات اللازمة والكافية عنها؛ وذلك عن طريق إنجاز بحوث أكاديمية علمية عنها (بحوث الإجازة والماستر والدكتوراه وغيرها) وهو ما عبر عنه الدكاترة الأكاديميون المحاضرون بكل فرح وسرور.

· تأهيل هذا الموروث المتنوع الخصب (السكري والمائي) واستثماره سياحيا تحقيقا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والفنية والثقافية.

· ضرورة تصنيف وترتيب وتقييد هذه المواقع الأثرية (معامل صناعة السكر بتازمورت/العصر السعدي ق 16م) ضمن التراث الوطني للمملكة المغربية.

· ترميم مختلف المعالم الأثرية السعدية بكل من جماعة تازمورت وسيدي بورجا وتيوت وافريجة واستثمارها في إطار مدارات السياحة الثقافية.

· تكثيف جهود التحسيس والتوعية والتأطير المجتمعي لإنقاذ هذا التراث صونا لذاكرة المغاربة واعتزازا بما يزخر به وطننا الحبيب المغرب؛ وذلك بتنظيم الندوات والاحتفاء بشهر التراث…

· ضرورة تبني مقاربة تشاركية لتبلور تصور متكامل وشامل بين جميع الجهات والمؤسسات المعنية من وزارة الثقافة ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ووزارة الداخلية وجمعيات المجتمع المدني ودارسين وباحثين وإعلام وغيرهم.

· خلق متحف أو مركز لتأويل التراث المائي والسكري بسوس.

وقد انتهت أطوار الندوة بفتح باب المناقشة للسادة الحاضرين من أساتذة وفاعلين جمعويين وطلبة وتلاميذ وتلميذات وعامة الناس إغناء للنقاش حول معامل صناعة السكر بتازمورت والتراث المائي، واستفسارا عما استشكل عليهم؛ إذ تم التجاوب والتفاعل معهم بشكل إيجابي مقنع، ليتم في الأخير توزيع الشهادات التقديرية للسادة الدكاترة الأكارم والأساتذة الأجلاء عربون شكر وتقدير لما تجشموه من عناء (فكري وجسدي) قصد مشاركتهم في هذه الندوة، فضلا عن تكريم الأستاذين إبراهيم الرامي وإبراهيم الياسيني اعترافا بتضحياتهما الجسام التي قدّمَاها لإنجاح أنشطة الملتقى، دون نسيان التقاط بعض الصور توثيقا لهذا اليوم الأبرك الأغر الذي أبدى الجميع وجهات نظرهم الإيجابية الإبداعية تنظيما وتسييرا وتدبيرا.

الاخبار العاجلة