احتفاء باليوم الوطني للطفل وفي أفق عقد الملتقى الشعري الخاص بالطفل، تنظم دار الشعر بمراكش، ضمن سلسلة “ندوات” والخاصة ببرمجتها للموسم الرابع، لقاء حواريا موسوما ب”شعر الأطفال في المغرب: نصوص وشهادات”، بمشاركة المبدعين والكتاب: مصطفى ملح وكريمة دلياس والطاهر لكنيزي، وذلك يوم الجمعة 28 ماي 2021 على الساعة الخامسة والنصف مساء، بمقر دار الشعر بمراكش (المركز الثقافي الداوديات). وسيشهد اللقاء، تقديم شهادات للمبدعين حول تجربتهم الخاصة في الكتابة للطفل، وأيضا تقديم قصائد شعرية موجهة للأطفال، كما تشكل الندوة محطة للحوار والتقصي حول راهن “شعر الأطفال في المغرب” في محاولة للوصول الى سمات عامة لهذا المنجز الى جانب تقديم تجارب شخصية إبداعية، إبداعا وتأطيرا.
مصطفى ملح وكريمة دلياس والطاهر لكنيزي في لقاء حواري حول “شعر الأطفال في المغرب”
وتواصل دار الشعر بمراكش، من خلال هذه الندوة، استقصاء الخطاب الشعري استكمالا لسلسلة الندوات التي برمجتها الدار خلال مواسمها السابقة: (الشعر والترجمة، الهوية، مسرحة القصيدة، أسئلة الحداثة، المشترك الإنساني، أسئلة التلقي، “أسئلة التحولات”، “التوثيق والرقمنة”، “النقد الشعري في المغرب”، “وظيفة الشاعر اليوم”، “الشعر والفلسفة”، “الشعر والصوفية”..). وارتباطا بتوجه دار الشعر بمراكش، منذ تأسيسها (2017)، في تخصيص ورشات الكتابة الشعرية للأطفال واليافعين، والتي يقوم بتأطيرها الشاعر رشيد منسوم، والتي أفرزت ضرورة إعادة النظر في حضور الطفل ضمن مجالات الكتابة والتأطير، والشعر كجنس تعبيري قريب لوجدان الأطفال وأكثر تحفيزا على تنمية مهاراتهم وانفتاح مخيالهم ودفعهم للتعبير عن أحاسيسهم.
ويشكل هذا اللقاء الحواري، محطة أولية تأسيسية لدار الشعر بمراكش، في أفق تنظيم ملتقى قرائي خاص بشعر الأطفال بعد تحسن الوضعية الصحية ببلادنا. هذا الملتقى الذي سبق للدار أن أعلنت عن تفاصيله مطلع السنة الجارية، ضمن توجه واستراتيجيتها الخاصة، في انخراط فعلي للبرمجة الثقافية، تراعي خصوصية التلقي وراهن ومستقبل الشعر المغربي وتحفيز الفعل القرائي المجتمعي. ولعل اللقاء الحواري، بما يقترحه من شهادات ونصوص لتجارب رسخت مسارها ضمن هذا المنحى، لحظة معرفية أولية ضمن هذا الأفق.
الشاعر والكاتب مصطفى ملح، والذي توج بجائزة المغرب للكتاب، صنف الشعر 2019 عن ديوانه “لا أوبخ أحدا”، راكم تجربة مهمة في الكتابة الشعرية الموجهة للأطفال، بل أمسى اليوم أحد الوجوه الإبداعية الأكثر إنتاجا في هذا المجال (عصافير الطفولة، شموع لا تنطفئ، ما لم تقله شهرزاد،..)، لتنضاف الى جانب إصداراته الشعرية (دم الشاعر، أجراس بعيدة، رماد الشمس، بين الكاف والنون، سماء لا تسع السرب…). ويشارك الشاعر الطاهر لكنيزي، المتوج بجائزة مصطفى عزوز لأدب الطفل، والذي اختار مغامرة الكتابة للأطفال، عبر وعي خاص في ضرورة إدماج الشعر بالموسيقى، خصوصا مع العديد من التجارب التي قادته الى تبني مقولة “يمكن القول إنه كلما استطاع الكاتب الوصول إلى نفسه (الطفل الذي كان)، فإنه يستطيع الوصول إلى الصغار”. أما الكاتبة كريمة دلياس، المؤطرة والشاعرة والكاتبة، والتي راكمت تجربة مهمة في الكتابة للطفل بموازاة إشرافها على تأطير ورشات الكتابة في محطات ثقافية وطنية كبرى، فستقدم شهادتها وتجربتها الخاصة من خلال ما راكمته من إصدارات في هذا الباب. وسيشهد اللقاء حوارا مفتوحا في محاولة لتمثل عنصريين أساسيين: حضور شعر الأطفال في المغرب، سمات عامة محددة، وأيضا خصوصية النص الشعري الموجه للطفل.
ندوة “شعر الأطفال في المغرب: نصوص وشهادات”، هي لحظة معرفية أخرى تشكل تحفيزا مضاعفا، للتفكير في المنجز الشعري المغربي، على مختلف مرجعياته وتجاربه، لكن هذه المرة في ارتباط وثيق بفئة عمرية تشكل المستقبل. وهي محطة جديدة، ضمن استراتيجية الدار، للمساءلة والتمحيص النقدي، ستتواصل مستقبلا بمزيد من الانفتاح والمقاربات، سعيا للإنصات البليغ لنبض النصوص ولجغرافيات شعرنا المعاصر اليوم وللاقتراب أكثر من نبض أسئلة النقد الشعري وقضاياه المحورية.
