منذ اسبوعين لا حديث ولا صوت يعلو على سخط الساكنة على الوضع الصحي بمدينة أولاد تايمة، التابعة لاقليم تارودانت، أينما حللت أو ارتحلت، مقاهي شارع عام أو حتى بمنتديات التواصل الاجتماعي.. حيث الجميع يعبر عن استيائه الشديد بتردي الخدمات الصحية بمستشفى القرب، وكذا سوء الاستقبال والسلوكات العدوانية التي تصدر عن بعض الأطر الطبية تجاه المواطنين الوافدين على المستشفى.
يذكر أن مدينة أولاد تايمة أكبر المدن سكانا بالاقليم وتعتبر قطبا اقتصاديا وتجاريا مهما بالاقليم والجهة، مما يجعل توافد السكان على المدينة ونموها الديمغرافي يزداد يوما بعد يوم..غير ان الخدمات الصحية وقطاعات اخرى لا تواكب هذا النمو والتطور، مما حث العديد من فعاليات المجتمع المدني بتقديم مراسلات وعرائض في الموضوع منذ 2017، بل تنظيم اجتماعات محلية واقليمية مع الجهات المعنية تلقت فيها عدة وعود دون نتيجة.. ومما زاد الطين بلة في الايام الأخيرة، عدد من المواطنين تقدموا بشكايات متعددة موجهة إلى المسؤولين عن القطاع الصحي بخصوص التجاوزات التي يقوم بها أحد الأطباء بقسم المستعجلات، التي لا تليق بمرفق عام يقدم خدمات للمواطنين ..
حيث صرح أحدهم أنه قد تعرض للإهانة وسوء المعاملة من طرف أحد الأطباء بقسم المستعجلات وذلك على إثر زيارته لمستشفى القرب بأولاد تايمة من أجل علاج والدته بعد تعرضها لأزمة صحية مفاجئة، وذلك من خلال فيديو على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حيث أن الطبيب المسؤول بقسم المستعجلات قام بإغلاق مكتبه في وجه المرضى، قبل أن يخرج بعد ساعة من الانتظار ليواجههم بأسلوب متعجرف يحمل نبرة الاحتقار أكثر من الترحيب والمواساة.
وفي إتصال مع رئيس الجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك أولاد تايمة أكد “أن الوضع لم يعد يحتمل الانتظار في ظل غياب تام للمجلس الجماعي والبرلمانيين والمنتخبين وتقاعسهم على الترافع وايجاد حل يرضي الساكنة، مشيرا أن فعاليات المجتمع المدني والساكنة بعد ان سلكت جميع سبل التواصل وطرقت كافة الابواب دون جدوى، تعتزم تنظيم وقفة أحتجاجية حاشدة أو اعتصام مفتوح أمام المستشفى إلى حين إيجاد حل لهذا المشكل.
وأضاف رئيس الجمعية أنه وبالرغم من المراسلات والعرائض واللقاءات المتعددة مع المسؤولين إلا أن قلة الموارد البشرية وهشاشة البنية التحتية والتجهيزات، اضافة الى سوء المعاملة وسوء التدبير لا زال لصيقا بقطاع الصحة بالمنطقة، حيث تحول مستشفى القرب بالمدينة إلى مجرد محطة لتحويل المرضى إلى المستشفيات المجاورة.
وأشار المصدر ذاته، أن المدينة أصبحت تعرف نموا ديموغرافيا متزايدا مما يستدعي تدخل الجهات المسؤولة لرد الاعتبار للقطاع الصحي وإعطائه العناية اللازمة تماشيا مع الورش الكبير الذي أطلقه صاحب الجلالة المتعلق بالحماية الاجتماعية.
وفي نفس السياق أكد بعض المهتمين بالشأن المحلي أن مصلحة المستعجلات بمستشفى القرب بأولاد تايمة تشهد حالة من الفوضى والاحتقان بصفة شبه دائمة وغير متناهية نتيجة سوء استقبال المرضى الذين يتوافدون عليها ليلا ونهارا، إضافة إلى انعدام التكفل الجيد بهذه الفئة التي تزيد معاناتها وآلامها أكثر عندما تستقبل بتصرفات لا إنسانية، الأمر الذي يؤدي إلى نشوب صراعات وجدال بين العاملين بهذه المصلحة وزوارها من مرضى ومصابين ومرافقيهم.
